حذّر التحالف المدني لقوى الثورة السودانية "صمود" من خطر وجودي يهدد بقاء السودان، مع تفاقم الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف بين الجيش وقوات الدعم السريع، داعياً إلى الالتزام الفوري بخطة المجموعة الرباعية كمدخل وحيد لوقف الانهيار الشامل.
دعوة عاجلة لوقف الحرب
أكد تحالف "صمود" في بيان صدر الأربعاء، أن السودان يعيش أخطر مراحله منذ اندلاع النزاع في منتصف أبريل 2023، مشيراً إلى أن خطة الرباعية — التي تضم السعودية والولايات المتحدة والإمارات وبريطانيا — تمثل "الفرصة الأخيرة" لإسكات أصوات البنادق، وفتح الطريق نحو تسوية سياسية شاملة.
وشدد التحالف على ضرورة القبول بمقترح الهدنة الإنسانية "دون شروط أو تأخير"، محذراً من أن استمرار الحرب سيقود البلاد إلى "تفكك نهائي وفوضى لا عودة منها".
خطر وجودي وتصدع اجتماعي
قال بيان "صمود" إن الحرب دخلت مرحلة تتجلى فيها أقصى درجات الوحشية، من قتل وتشريد وتجويع، ما أدى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي وتدمير البنية التحتية، وولّد مظالم واحتقانات تهدد باندلاع صراعات طويلة الأمد.
وأشار إلى أن السودان بات يواجه "أكبر كارثة إنسانية في العالم"، مع نزوح الملايين وانهيار مؤسسات الدولة في معظم الأقاليم.
تعقّد المشهد بعد سقوط الفاشر
تزايدت المخاوف عقب سقوط مدينة الفاشر — آخر معاقل الجيش في دارفور — بيد قوات الدعم السريع، ما اعتبره مراقبون مؤشراً على احتمال تقسيم البلاد.
لكن قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) قال في خطاب الأربعاء إن السيطرة على الفاشر تمثل "نقطة تحول نحو وحدة السودان"، في إشارة إلى نيته تقديم نفسه كقوة حافظة للوحدة الوطنية.
موقف التحالف من الأطراف
اتهم "صمود" أطرافاً داخل الجيش، خاصة المحسوبة على تنظيم الإخوان، بعرقلة التوقيع على خطة الرباعية.
وأكد التحالف أنه سيكثف اتصالاته بقيادة الجيش والدعم السريع لحثهما على الالتزام بالمسار السلمي، مشدداً على أن أي تأخير "سيضاعف الكارثة الإنسانية ويفتح الباب أمام التقسيم الكامل".
مقترحات عملية
دعا التحالف في ختام بيانه إلى:
▪ إعلان هدنة إنسانية شاملة تشمل كل مناطق السودان.
▪ فتح الممرات لتوصيل المساعدات إلى المتضررين.
▪ اتخاذ إجراءات واضحة لحماية المدنيين وضمان وصول الدعم الدولي.
وختم البيان بالتأكيد أن "الرهان على الحرب خاسر، ولا مخرج للسودان إلا عبر الحوار والتفاوض الجاد بإشراف المجتمع الدولي".














0 تعليق