شهد قطاع غزة، ليلة الأربعاء، تصعيدًا إسرائيليًا واسعًا أوقع عشرات القتلى والجرحى، في واحدة من أعنف موجات القصف منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر.
الغارات استهدفت مناطق سكنية في مدينتي غزة وخان يونس، وسط تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحركة حماس بشأن خرق الهدنة، ما ينذر بانهيارها الكامل في أي لحظة.
حصيلة أولية مرتفعة للضحايا
أعلنت مصادر طبية فلسطينية مقتل 17 شخصًا وإصابة أكثر من 50 آخرين في القصف الإسرائيلي الذي طال مناطق متفرقة من القطاع. وقال الدفاع المدني في غزة إن الضربات دمرت منازل مأهولة، بينها منزل لعائلة البنا في حي الصبرة جنوب غزة، حيث تم انتشال أربع جثث، ثلاث نساء ورجل.
وفي خان يونس، استهدف القصف مركبة مدنية في شارع القسام، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين، بينهم طفلان، وفق ما أفاد الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل.
كما لقي شخصان مصرعهما في قصف استهدف شقة لعائلة القدرة في حي الأمل غرب المدينة.
إسرائيل تتهم حماس بخرق الهدنة
وجاء التصعيد بعد أن اتهمت إسرائيل حركة حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.
ووجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعليماته إلى الجيش بتنفيذ "غارات عنيفة" على غزة، عقب مشاورات أمنية مع كبار المسؤولين.
وقال مكتب نتنياهو في بيان: "على ضوء التطورات الأخيرة، أمر رئيس الوزراء الجيش الإسرائيلي بتنفيذ ضربات فورية ضد أهداف في قطاع غزة".
وأكدت مصادر إسرائيلية أن الجيش بدأ بالفعل تنفيذ عمليات ميدانية، فيما كشفت القناة 12 أن نتنياهو أطلع الإدارة الأميركية على تفاصيل الرد العسكري.
وزير الدفاع يتوعد والحكومة توسع عملياتها
بدوره، توعد وزير الدفاع يسرائيل كاتس حركة حماس بدفع "ثمن باهظ" على ما وصفه بـ"الاعتداءات ضد القوات الإسرائيلية".
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر رسمي قوله إن إسرائيل قررت توسيع نطاق سيطرتها داخل القطاع، في مؤشر على نية تل أبيب إعادة تصعيد العمليات البرية في بعض المناطق.
حماس تتهم إسرائيل بخرق الهدنة
في المقابل، اتهمت حركة حماس إسرائيل بارتكاب "خروقات خطيرة" للهدنة، وقالت كتائب القسام إنها أرجأت تسليم جثة رهينة إسرائيلية كانت مقررة مساء الثلاثاء بسبب هذه الانتهاكات.
كما أفادت وكالة "رويترز" بأن القصف الإسرائيلي طال مناطق قريبة من أكبر مستشفى لا يزال يعمل في شمال غزة، دون معرفة حصيلة الضحايا حتى الآن.
مخاوف من انهيار التهدئة
ويأتي هذا التصعيد في وقت تتزايد فيه التحذيرات من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الهش، وسط استمرار الاتهامات المتبادلة بين الطرفين.
ويرى مراقبون أن التطورات الأخيرة قد تعيد المواجهة المفتوحة بين إسرائيل وحماس إلى الواجهة، مع غياب مؤشرات واضحة على وساطة فعالة لاحتواء الموقف.
















0 تعليق