تزامنًا مع الافتتاح المنتظر للمتحف المصري الكبير، أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان كتابًا جديدًا يحمل عنوان "المتحف المصري الكبير.. هدية مصر للعالم"، من تأليف الدكتورة الشيماء محمد عيد، ضمن سلسلة "حكاية مصر" التي تُعنى بتوثيق التاريخ المصري في ثوبه المعاصر.
يأتي هذا الإصدار ليؤكد أن المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى أثري ضخم، بل هو قصة وطن يعيد اكتشاف ذاته، ورسالة حضارية تروي للعالم كيف تحافظ مصر على ماضيها العريق لتصنع مستقبلها الواعد.
رحلة فكرية داخل صرح الاستدامة والتاريخ
تقدم الكاتبة قراءة علمية رشيقة بأسلوب يجمع بين الطرح الأكاديمي الموثق والسرد السلس الجاذب، لتأخذ القارئ في رحلة معرفية داخل أروقة المتحف، مستعرضة كيف تحول هذا المشروع القومي العملاق إلى منصة تفاعلية نابضة بالحياة الثقافية، تربط الماضي بالحاضر وتعيد صياغة السرد التاريخي للحضارة المصرية القديمة.
يضم الكتاب خمسة فصول رئيسية، تبدأ بـ نشأة المتاحف في مصر وتطورها، مرورًا بفصل حجر الأساس.. كيف بني المتحف ليبقى؟، ثم كنوز الفراعنة الخضراء الذي يناقش فكرة الاستدامة في قلب التاريخ، ويليه فصل عن دور المتحف في تحقيق التنمية المكانية المستدامة، ويُختتم بـ المتحف المصري الكبير كمنصة لإعادة صياغة التاريخ المصري القديم في ضوء رؤية مصر 2030.
الاستدامة في قلب الحضارة
يتعمق الكتاب في شرح الهوية البيئية للمتحف المصري الكبير، بوصفه أول متحف في العالم يدمج بين التاريخ والعمارة المستدامة، من خلال الاعتماد على أنظمة الطاقة الذكية والمواد الصديقة للبيئة، واستخدام تصميمات هندسية تراعي التهوية الطبيعية والإضاءة المستدامة.
وتبرز الكاتبة كيف تحولت المساحات الخضراء المحيطة بالمتحف إلى "رئة القاهرة" التي تنقي الهواء وتمنح الزائر إحساسًا بالصفاء، لتصبح التجربة في المتحف رحلة حسية وعقلية وروحية في آن واحد.
رحلة عبر الزمن إلى ملوك المجد
تتضمن الملاحق فصولًا توثيقية عن الملك توت عنخ آمون، حياته ومقبرته وإرثه الأثري الذي يشكل أحد أهم مقتنيات المتحف، إلى جانب رمسيس الثاني رمز القوة والعظمة، وخنوم حتب الثاني الذي يمثل عبقرية الدولة الوسطى.
هذه الشخصيات تعيد رسم لوحة التاريخ المصري بملامح إنسانية نابضة تجعل القارئ يعيش تفاصيل العظمة والخلود.
سلسلة "حكاية مصر".. مشروع وطني لتوثيق الهوية
يأتي الإصدار ليكرّس رؤية ثقافية شاملة تسعى إلى نشر الوعي التاريخي وإحياء الانتماء الوطني من خلال إبراز كنوز مصر في قالب معرفي حديث يليق بمكانتها الحضارية.
0 تعليق