بدأ الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، جولته الميدانية بمحافظة السويس بافتتاح مشروع استرجاع الغازات لإنتاج البوتاجاز بمصفاة تكرير شركة النصر للبترول، إحدى أعرق وأقدم المصافي في مصر والمنطقة، حيث يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1911.
رافق رئيس الوزراء في الافتتاح الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، والدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، والدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائمة بأعمال وزير البيئة، والمهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، وعدد من القيادات التنفيذية بالمحافظة وقطاع البترول.
المشروع يهدف إلى تحقيق أقصى استفادة من الغازات الناتجة
وخلال جولته داخل المصفاة، استمع الدكتور مدبولي إلى شرح تفصيلي من المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، حول أهمية المشروع ومردوده الاقتصادي والبيئي، موضحًا أن المشروع يهدف إلى تحقيق أقصى استفادة من الغازات الناتجة عن وحدات الإنتاج بدلاً من حرقها، وذلك من خلال استخلاص منتجات بترولية ذات قيمة عالية مثل البوتاجاز والنافتا، مما يسهم في زيادة العائد الاقتصادي وتقليل الانبعاثات الضارة، فضلًا عن دعم الجهود الوطنية في خفض الانبعاثات الكربونية وتحسين كفاءة استهلاك الطاقة.
وأشار وزير البترول إلى أن مشروع استرجاع الغازات الجديد يمثل نموذجًا متكاملًا في تعظيم الاستفادة من البنية التحتية القديمة لمصافي التكرير، وزيادة الإنتاج المحلي لتقليل الفاتورة الاستيرادية. كما أوضح أن المشروع تم تنفيذه بالكامل بأيادٍ مصرية خالصة عبر شركة بتروجت كمقاول عام، مؤكدًا أن ما تحقق يعكس الخبرة الفنية الكبيرة للكوادر المصرية وقدرتها على تنفيذ مشروعات استراتيجية بمعايير عالمية داخل مصر وخارجها.
احتياجات السوق المحلية من المنتجات البترولية
وأكد المهندس كريم بدوي أن محافظة السويس تعد من أهم القلاع الصناعية البترولية في مصر، لما تضمه من شركات ومصافي كبرى تؤدي دورًا محوريًا في تأمين احتياجات السوق المحلية من المنتجات البترولية، موجهًا التحية للعاملين بشركة النصر للبترول وقطاع البترول عمومًا على جهودهم المخلصة وتفانيهم في العمل.
من جانبه، أوضح المهندس محمد عبد الله، رئيس شركة النصر للبترول، أن الشركة تمتلك خمس وحدات إنتاجية بطاقة إجمالية تبلغ نحو 7.7 مليون طن سنويًا، تغطي جانبًا مهمًا من احتياجات السوق المحلية من البوتاجاز والسولار والكيروسين ووقود الطائرات والمازوت والأسفلت.
وأضاف أن المشروع الجديد الذي تم افتتاحه اليوم يعد ثالث وحدة لاسترجاع الغازات بالشركة، بتكلفة استثمارية بلغت نحو 1.1 مليار جنيه، وبطاقة تصميمية 340 ألف طن سنويًا، مؤكدًا أن المشروع يسهم في زيادة إنتاج البوتاجاز والنافتا عالية الجودة اللازمة لإنتاج البنزين عالي الأوكتان.
وشدد رئيس الشركة على أن المشروع يجسد التزام “النصر للبترول” بمبادئ التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، مشيرًا إلى أن ما تحقق هو ثمرة جهود العاملين وإصرارهم على رفع كفاءة الأداء وتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد.
كما استعرض عبد الله المرافق اللوجستية التابعة للشركة، والتي تشمل ميناء النصر للبترول المخصص لاستقبال الخام والمنتجات وتصديرها، بالإضافة إلى منطقة لتخزين وشحن السولار، ما يعزز التكامل التشغيلي والإنتاجي داخل المنظومة البترولية بالمحافظة.
وفي ختام الجولة، أشاد رئيس الوزراء بما شاهده من تطور كبير في منظومة العمل بشركة النصر للبترول، مؤكدًا أن مثل هذه المشروعات تمثل ركيزة أساسية في تحقيق أمن الطاقة لمصر ودعم الاقتصاد الوطني، في إطار رؤية الدولة للتحول نحو الاستخدام الأمثل للموارد وتقليل الأثر البيئي للصناعات البترولية.












0 تعليق