نظمت كلية التربية بجامعة قناة السويس برنامجًا تدريبيًا توعويًا بعنوان "طرق حماية الأطفال من التحرش"، بمدرسة الشهيد عمرو هلال الابتدائية، واستفاد منه 33 طالبًا وطالبة، في إطار التعاون المثمر بين إدارة تدريب أفراد المجتمع بقطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وإدارة التنمية المستدامة بإدارة شمال الإسماعيلية التعليمية، وذلك تحت رعاية الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، وبإشراف عام من الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.
البرنامج التدريبي
جاء البرنامج تحت إشراف الدكتور مدحت صالح، عميد كلية التربية، وبإشراف تنفيذي من الدكتورة نهلة صابر تاوضروس، وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وقدّمت المحاضرة الدكتورة بديعة حبيب بنهان، أستاذ ورئيس قسم الصحة النفسية بكلية التربية – جامعة قناة السويس، حيث تناولت خلال الندوة تعريف التحرش، وأنواعه، وأسبابه، والعلامات الدالة على تعرض الطفل للتحرش، بالإضافة إلى طرق الوقاية والحماية من جانبي الطفل والأسرة.
أكدت الدكتورة بديعة بنهان أن حماية الأطفال من التحرش مسؤولية مشتركة بين الأسرة والمدرسة والمجتمع، وتتطلب وعيًا وتربية وقائية مستمرة منذ الصغر. وأوضحت أن التحرش هو فعل يهدم القيم الإنسانية ويتجاوز كل الحدود الأخلاقية، مشيرة إلى أن التحرش لا يقتصر على الأفعال الجسدية فقط، بل قد يبدأ بالكلمة أو النظرة أو الإيحاء أو الهدايا أو الألعاب أو حتى من خلال الوسائل الإلكترونية.
تناولت المحاضِرة بالتفصيل أسباب التحرش، موضحة أن غياب الوعي الأسري والتربية الدينية الصحيحة، وضعف التواصل بين الوالدين والأبناء، وتفكك الأسرة، وغياب القواعد في المنزل، وعدم تلبية الاحتياجات النفسية للطفل، جميعها عوامل تمهّد الطريق لوقوع الأطفال ضحايا للتحرش.
كما أشارت إلى أن إهمال تعليم الطفل احترام خصوصية جسده، والسكوت عن الأسئلة المحرجة أو الإجابات الخاطئة عنها، قد يؤدي إلى ضعف الوعي الجسدي والنفسي لدى الطفل.
واستعرضت الدكتورة بديعة بنهان العلامات والأعراض التي قد تشير إلى تعرض الطفل للتحرش، ومنها الانطواء والاكتئاب، والغضب والعدوانية، ومشكلات النوم، والكوابيس المتكررة، وانخفاض الشهية، وصعوبة التركيز، وتراجع الأداء الدراسي، مؤكدة على ضرورة انتباه الأهل لأي تغيرات مفاجئة في سلوك أبنائهم أو في حالتهم النفسية.
كما تطرقت إلى طرق الوقاية من جانب الطفل، داعية إلى ضرورة توعيته منذ الصغر بمفهوم التحرش وحدوده، وتعليمه الفرق بين اللمس الجيد واللمس السيئ، وأن جسده ملك له وحده، ولا يجوز لأي شخص أن يلمسه أو يراه دون إذنه، كما يجب عليه أن يرفع صوته ويطلب المساعدة فور شعوره بالخطر، وأن يتجنب الأماكن المهجورة، والاختلاط بأشخاص غرباء، أو قبول الهدايا والمشروبات من الغرباء، أو إرسال صوره على وسائل التواصل الاجتماعي.
أما من جانب الأسرة، فقد شددت الدكتورة بديعة على أهمية غرس الثقة بالنفس لدى الأطفال، وتعليمهم أن قيمتهم عالية لأنهم مميزون ومحبوبون، إلى جانب ضرورة الفصل بين الأبناء في أماكن النوم، ومراقبة استخدامهم للأجهزة الإلكترونية، ومتابعة سلوكهم وتغيراتهم المزاجية، والتحدث معهم بانتظام حول تجاربهم اليومية.
كما أكدت أن التفاهم والحوار الدائم بين الوالدين والطفل يمثل درع الأمان الأول ضد التحرش.
واختتمت الندوة بالتأكيد على أن الوقاية تبدأ من الوعي، وأن على المجتمع بكل مؤسساته التعاون من أجل خلق بيئة آمنة للأطفال تقوم على التربية الواعية والحوار المفتوح والمساندة النفسية.
جاء تنفيذ البرنامج في إطار اهتمام جامعة قناة السويس بتعزيز ثقافة الحماية والتربية الوقائية، ضمن خطتها لنشر الوعي المجتمعي في مختلف القضايا الاجتماعية والصحية، ونُظّم البرنامج بإشراف المهندسة وفاء إمام، مدير عام الإدارة العامة للمشروعات البيئية، والمهندس أحمد رمضان، مدير إدارة تدريب أفراد المجتمع.















0 تعليق