فى ذكرى ميلاده.. "النساء فى حياة بيكاسو" بين وجوه الحب والفن والصراع

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بين العبقرية والجنون، عاش الفنان بابلو بيكاسو الذي تمرالذكرى 144 لميلاده،، إذ ولد في مثل هذا اليوم الموافق 25 أكتوبر 1881، عن النساء في حياة بيكاسو، عن كيف عاش منقلبا ومراهقا وعاشقا مفتونا بالفن والنساء في التالي تعرف على بعض من نساء بيكاسو:  

c5c512bf3d.jpg

جيرمين جارجالو.. البداية بالصدفة والمأساة

كانت لور جيرمين جارجالو بيشوت (1880 – 1948) أولى النساء اللاتي مررن في حياة بيكاسو، التقاها في باريس عام 1900، وكانت صديقة لصديقه الكاتالوني كارلوس كاساجيموس، الذي انتحر لاحقًا عام 1901 بعد قصة حب مأساوية معها.

بعد أشهر من الحادثة، ارتبط بيكاسو بجيرمين، في علاقة جمعت بين الرغبة والحنين والذنب، لتكون أول ظلٍّ نسائي يترك أثره في لوحاته الزرقاء. لاحقًا تزوجت جيرمين من صديق بيكاسو الفنان رامون بيتشو عام 1906، لكن صورتها بقيت تطل من لوحاته الأولى بوجهٍ حزينٍ وعيونٍ متسائلة.

63c8b2e988.jpg

 

مادلين.. المرأة التي ضاعت من التاريخ

وفي صيف 1904، ظهرت مادلين في حياة بيكاسو، وكانت عارضة أزياء أصبحت سريعًا عشيقته ومصدر إلهامه.بحسب روايات متقاطعة، حملت مادلين من بيكاسو وأجهضت، لتترك في نفسه أثرًا عميقًا تجسّد في لوحاتٍ رسم فيها أمهاتٍ يحتضنّ أطفالهن — كما لو كان يرثي الحلم الذي لم يكتمل.

ضاعت ملامح مادلين لاحقًا من التاريخ، فلا يُعرف عنها سوى اسمها الأول وبعض ملامحها التي حفظتها ألوان بيكاسو في لوحات تلك الفترة.

غابي ديبير.. السرالمحفوظ

عام 1915، دخلت إلى حياته غابي ديبير، راقصة ومغنية في أحد الملاهي الباريسية، حافظ بيكاسو وغابي على علاقتهما سرًا لسنوات، حتى كُشف عنها بعد وفاة زوجها الفنان الأمريكي هربرت ليسبيناس عام 1972، حين باعت ابنة أختها عددًا من اللوحات والملصقات التي توثّق تلك العلاقة.

وتشير بعض الشهادات إلى أن بيكاسو طلب الزواج من غابي لكنها رفضت، لتبقى واحدة من أكثر النساء غموضًا في حياته، وملهمةً لعدد من أعماله النادرة المعروضة اليوم في متحف بيكاسو بباريس.

c393411426.jpg

 

أولجا خوخلوفا.. الزواج والتمرد

في سن السادسة والثلاثين، قرر بيكاسو أن "يستقر" فتزوج من راقصة الباليه الروسية أولجا خوخلوفا، التي منحته ابنًا وأسلوب حياة ارستقراطيًا لم ينسجم معه طويلًا.

تحولت أولغا إلى رمز للانضباط الاجتماعي الذي ضاق به الفنان المتمرّد، ومع تدهور حالتها الصحية، اتجه بيكاسو إلى أحضان الحسّية البوهيمية لعشيقته ماري تيريز والتر، لتبدأ مرحلة جديدة في فنه، تتجلّى فيها مشاعر الغضب والخوف والرغبة المكبوتة في أعمالٍ تُعدّ من أشهر لوحاته على الإطلاق.

378d9a38f1.jpg

جاكلين روك.. آخر الوجوه وأقواها حضورًا

كانت جاكلين روك (1927 – 1986) آخر نساء بيكاسو وأكثرهن تأثيرًا في فنه. التقاها عام 1953 في ورشة مادورا للخزف، وبعد طلاقها أصبحت حبيبته ثم زوجته الثانية عام 1961، وهو في التاسعة والسبعين من عمره.

رسم بيكاسو لجاكلين أكثر من سبعين لوحة في عام واحد، وواصل تصوير وجهها حتى وفاته، لتكون المرأة الوحيدة التي رُسمت بعدد لوحاتٍ يفوق كل من سبقتها.لكن علاقتها به لم تخل من المآسي؛ إذ منعت أبناءه كلود وبالوما من حضور جنازته عام 1973، ثم أنهت حياتها عام 1986 بإطلاق النار على نفسها في القلعة التي عاشا فيها سويًا على الريفييرا الفرنسية.

 في النهاية كانت كل امرأة في حياته مرآةً لمرحلة من فنه: من الأزرق الكئيب، إلى الوردي العاطفي، إلى التكعيبي الممزق، وكأن النساء لم يكنّ مجرد موضوعات للرسم، بل تجسيدًا لصراعه مع العالم ومع ذاته.

وبينما يراه البعض عبقريًا لا يُقاس، يراه آخرون طاغيةً عاطفيًا مارس فنه بقدر ما مارس سلطته على النساء — ليظل بيكاسو، حتى اليوم، فنانًا يثير الإعجاب والجدل بالقدر نفسه.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق