ماهى التحركات المصرية القادمة بعد اتفاق شرم الشيخ لتوحيد الصف الفلسطيني؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الدكتور هيثم عمران إن التحركات المصرية الحالية تأتي استكمالًا للأدوار التاريخية التي لعبتها القاهرة على مدار السنوات الماضية في دعم القضية الفلسطينية، موضحًا أن الأوضاع تغيّرت بشكل كبير بعد اتفاق شرم الشيخ، وسط رغبة عربية ودولية حقيقية لإيقاف الحرب.

وأشار خلال مداخلة عبر إكسترا نيوز، إلى أن التحركات المصرية تسير بالتوازي مع الجهود الأمريكية، مؤكدًا أن زيارة رئيس المخابرات العامة حسن رشاد إلى إسرائيل ولقاءه بالمسؤولين الإسرائيليين جاءت في إطار تثبيت وقف إطلاق النار، خاصة بعد محاولات إسرائيلية للانقلاب على الاتفاق من خلال استهداف فلسطينيين، وهو ما كاد يؤدي إلى إسقاط الاتفاق والعودة للتصعيد مجددًا.

وأضاف أن الهدف المصري حاليًا هو رأب الصدع الفلسطيني وتهيئة المناخ للتوافق قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية، التي ستكون أكثر صعوبة لأنها تمثل إنهاء الحرب بنسبة تقترب من 98%.

وأوضح أن القاهرة وواشنطن تتحركان بشكل متوازٍ للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لضمان استمرار مسار السلام، مؤكدا أن المطلوب من الفصائل الفلسطينية في هذه المرحلة هو التوافق وإعلاء المصلحة الوطنية بعيدًا عن الخلافات التاريخية بين حركتي فتح وحماس، مشددًا على ضرورة تشكيل حكومة أو جهة موحدة لإدارة قطاع غزة إلى جانب لجنة السلام الدولية التي وردت في مقترح الرئيس ترامب.

وأوضح أن مصر دعت مرارًا إلى إنهاء الانقسام الفلسطيني واستضافت الأطراف المعنية أكثر من مرة لتحقيق هذا الهدف، معتبرًا أن وجود توافق حول الشخصيات التي ستتولى إدارة غزة وبنود المرحلة الثانية أمر ضروري للحفاظ على الاتفاق ومنع إسرائيل من استغلال أي ثغرات لإفشاله، خاصة في ظل الضغوط اليمينية على حكومة نتنياهو لإعادة التصعيد.

مصر تثبت وقف النار وتجهز للمرحلة السياسية المقبلة

وتابع أن القاهرة تسعى لتثبيت وقف إطلاق النار والتجهيز لليوم التالي، مشيرًا إلى أن الأجواء بين الفصائل المشاركة في اجتماعات القاهرة إيجابية وتعكس إدراكًا فلسطينيًا متزايدًا بأن الرؤية المصرية كانت دائمًا الأكثر واقعية وقدرة على حماية الحقوق الفلسطينية.

ولفت إلى أن مصر تحضر أيضًا لاستضافة مؤتمر إعادة إعمار غزة في النصف الثاني من الشهر المقبل، مؤكّدًا أن تحركاتها لا تستهدف مكاسب خاصة بل تركز على المصلحة الفلسطينية ورفض التهجير، والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وفي مقدمتها حق تقرير المصير.

وأضاف عمران أن القاهرة تسعى بالتوازي مع الأطراف الإقليمية لتشكيل حكومة وحدة وطنية تدير غزة وتُنهي سنوات الانقسام، مشيرًا إلى أن نجاح هذا المسار سيكون إنجازًا تاريخيًا جديدًا يسجَّل لمصر، ويمهّد لقيادة فلسطينية موحدة يمكن للمجتمع الدولي التعامل معها بجدية.

وأوضح أن وجود حكومة موحدة شرط أساسي لنجاح جهود إعادة الإعمار، لأنه بدون قيادة واحدة لن يتمكن المانحون من تحديد الجهة المسؤولة عن الأموال. كما أن غياب القيادة الموحدة يمثل أحد أهم العقبات أمام قيام الدولة الفلسطينية.

وأشار إلى أن إسرائيل تسعى لإفشال هذه المساعي برفضها وجود أي تمثيل فلسطيني في إدارة غزة، معتبرًا أن مصر تدرك تمامًا أبعاد المخطط الإسرائيلي وتتحرك لإحباطه من خلال دعم وحدة الصف الفلسطيني، موضحا أن الفصائل الفلسطينية تدرك أن هذه الفرصة ربما تكون الأخيرة، إذ لا مجال للمناورة في ظل استعداد إسرائيل لإعادة إشعال الحرب في أي لحظة، مضيفًا أن الوضع الإنساني الصعب في غزة يجعل ضرورة التوحد أمرًا مصيريًا.

وشدد على أن المخاطر الحالية لا تتعلق فقط بالاحتلال العسكري بل بإنهاء القضية الفلسطينية بالكامل من خلال فصل الضفة عن القطاع، موضحًا أن الظروف الإقليمية والدولية باتت أكثر إقناعًا بضرورة التجاوب مع الطرح المصري.

وأكد الدكتور هيثم عمران أن المرحلة التالية تتعلق بالترتيبات الأمنية داخل غزة، تليها الترتيبات السياسية، مشيرا إلى أن المقترح الأمريكي الخاص بمجلس السلام الدولي يواجه عقبات قانونية ورفضًا فلسطينيًا واسعًا لأنه يُعد شكلًا من أشكال الوصاية الدولية، مرددا أن الحل الأمثل هو توحيد القيادة الفلسطينية لتكون ممثلة لجميع الفصائل، معتبرًا أن نجاح القاهرة في تحقيق ذلك سيكون إنجازًا تاريخيًا جديدًا يضاف إلى سجلها في دعم القضية الفلسطينية.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق