احتفلت الطرق الصوفية، مساء الخميس، بمولد العارف بالله الشيخ يونس الشيباني السعدي الإدريسي الحسني، أحد كبار مشايخ الطريقة السعدية، في أجواء روحانية مفعمة بالإنشاد والمديح النبوي، وذلك بمقر الطريقة السعدية بالقاهرة، تحت رعاية شيخها الشيخ حسن الذهبي.
ويأتي هذا الاحتفال ضمن سلسلة الموالد التي تحييها الطرق الصوفية في مصر سنويًا تخليدًا لذكرى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأولياء الله الصالحين، تعزيزًا لقيم المحبة والصفاء الروحي التي تمثل جوهر التصوف الإسلامي.
وشهد الحفل حضور عدد من كبار مشايخ الطرق الصوفية في مصر، من بينهم، الدكتور عبد الهادي القصبي، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، وإدريس الشريف الإدريسي، والشيخ سالم الجازولي شيخ الطريقة الجازولية، والشيخ طارق ياسين شيخ الطريقة الرفاعية، والشيخ أحمد العناني شيخ الطريقة العنانية، والشيخ رامي الشهاوي شيخ الطريقة الشهاوية البرهامية، والدكتور محمود أبو علي عن الطريقة الضيفية الخلوتية، والشيخ أحمد إبراهيم التسقياني شيخ الطريقة التسقيانية الأحمدية، إلى جانب جمع من المريدين والمنتسبين للطرق الصوفية ومحبي آل البيت.
وتخلل الحفل تلاوة آيات من الذكر الحكيم، وإلقاء كلمات دينية تناولت سيرة الشيخ يونس السعدي ومكانته في التراث الصوفي، بالإضافة إلى فقرات من الإنشاد والمديح النبوي التي أضفت على المناسبة طابعًا روحانيًا مميزًا.
من هو العارف بالله الشيخ يونس السعدي الإدريسي الحسني؟
يُعد الشيخ يونس السعدي الشيباني الإدريسي الحسني من كبار العارفين بالله وأعلام التصوف الإسلامي، وينحدر نسبه من بيت شريف يجمع بين النسب الحسني والحسيني، إذ يمتد نسبه إلى الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما.
وهو ابن الإمام الكبير العارف بالله الشيخ سعد الدين الجباوي الشيباني الجناني الإدريسي الحسني الحسيني، المولود في مكة عام 460هـ والمتوفى في جبا عام 575هـ، وينتهي نسبه إلى مولاي إدريس الأكبر مؤسس الدولة الإدريسية بالمغرب، حفيد الإمام الحسن السبط رضي الله عنه، ومنه إلى أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه والسيدة فاطمة الزهراء بنت سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم.
ويُعرف الشيخ يونس السعدي بتجديده لمدرسة الصفاء الصوفي القائمة على الجمع بين العلم والعمل والذكر، وقد انتشرت طريقته في بلدان عدة من المغرب العربي إلى الحجاز ومصر، حيث تُقام له الموالد والاحتفالات تخليدًا لذكراه العطرة.
رسالة الاحتفال
وأكد المشاركون في ختام الاحتفال أن إحياء ذكرى أولياء الله الصالحين يمثل امتدادًا للتراث الروحي المصري الذي يجسد قيم التسامح والمحبة والتآخي بين أبناء الأمة، مشيرين إلى أن التصوف هو طريق الوسطية والاعتدال الذي تحتاجه المجتمعات اليوم في مواجهة الفكر المتشدد.





















0 تعليق