قال د.مختار غباشي، الأمين العام لمركز الفارابي للدراسات السياسية، إن اختيار مصر لتكون الوجهة الأولى للاستثمارات الأوروبية في منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي يُعد تطورًا بالغ الأهمية، ويعكس ثقة الاتحاد الأوروبي في الاقتصاد المصري.
أضاف غباشي، خلال مداخلة ببرنامج "منتصف النهار"، المُذاع على "القاهرة الإخبارية"، أن تصريحات المفوضية الأوروبية كشفت عن نية لضخ استثمارات تصل إلى نحو 49 مليار يورو خلال المرحلة المقبلة، وهو ما سيُسهم بشكل كبير في تعزيز فرص الاستثمار داخل مصر، خاصة في ظل جهود الدولة لبناء الجمهورية الجديدة واستكمال البنية التحتية.
وأوضح أن الجانب الأوروبي أعلن أيضًا عن مساعدات مالية تُقدر بـ5 مليارات يورو، ما يدعم وتيرة التنمية ويُسرّع من تنفيذ المشروعات القومية الكبرى، مشيرًا إلى أن المفوضية الأوروبية أشادت بحجم الصادرات المصرية، الذي تفوق على صادرات خمس دول كبرى هي الولايات المتحدة، الصين، روسيا، البرازيل والهند، وهو ما يفتح آفاقًا واسعة لتسويق المنتجات المصرية داخل السوق الأوروبية.
وأكد غباشي أن البعد السياسي لزيارة الرئيس السيسي إلى بلجيكا يُعد بالغ الأهمية، إذ يُكمل الدور المصري في تثبيت الاستقرار داخل قطاع غزة، ويعزز جهود الاتحاد الأوروبي في دعم عملية إعادة الإعمار، خاصة في ظل التحضير لمؤتمر دولي بهذا الشأن في نوفمبر المقبل، حيث تعهدت دول الاتحاد بتقديم مساعدات مالية وفنية وتقنية.
وأشار إلى أن سلسلة الاعترافات التي صدرت عن دول أوروبية أساسية بشأن الدولة الفلسطينية، حتى وإن كانت رمزية أو قانونية، تُشكل عنصر ضغط على الكيان الإسرائيلي والولايات المتحدة وتُعزز المسار السياسي نحو حل عادل للقضية الفلسطينية، موضحًا أن تأسيس علاقات استراتيجية بين مصر والاتحاد الأوروبي سيمنح هذه العلاقة طابعًا خاصًا واستثنائيًا، من شأنه أن يستمر لسنوات طويلة، ويُرسّخ مكانة مصر كقوة إقليمية مؤثرة.
0 تعليق