البابا تواضروس الثاني: المحبة هى مقياس القيمة الحقيقية لكل ما يفعله الإنسان

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن كل ما يفعله الإنسان يفقد معناه إذا غابت عنه المحبة، مشيرًا إلى أن القديس بولس الرسول أوضح في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس أن «كل شيء بدون المحبة لا قيمة له».

وأوضح البابا، خلال كلمته الروحية، أن عظمة المحبة تتجلى في ثلاثة مبادئ رئيسية:

الكلام بلا محبة مجرد ضوضاء، فحتى لو تحدث الإنسان ببلاغة أو بلغات عديدة، يظل كلامه بلا حياة إن خلا من المحبة، مستشهدًا بمثال الفريسي والعشار.

المعرفة والإيمان بلا محبة هما فراغ، لأنهما يتحولان إلى صورة من صور الكبرياء، مثلما حدث مع الشيطان.

العطاء والخدمة بلا محبة لا قيمة لهما، حتى وإن بلغت التضحية أقصى حدودها، فهي لا تنفع صاحبها ما لم تكن نابعة من قلب محب، كما في قصة حنانيا وسفيرة.

ودعا البابا تواضروس، مع بداية العام القبطي الجديد، كل إنسان إلى أن يراجع شكل محبته ومدى صدقها، مؤكدًا أن الله يقيس المحبة الحقيقية بما في القلب لا بالمظاهر.

كما تناول علامات نقص المحبة، ومن أبرزها الحسد الذي يولد الكراهية، وضعف العلاقة بالله من خلال إهمال الصلاة والكتاب المقدس والأصوام، إلى جانب الاستهانة بالحضرة الإلهية داخل الكنيسة، والانجراف وراء محبة العالم الزائل.

وأشار إلى أن علاج ضعف المحبة يبدأ بمحاربة الغيرة، مؤكدًا أن القديس يوحنا ذهبي الفم قال: «الحاسد عدو لنفسه قبل أن يكون عدوًا لغيره»، موضحًا أن المحبة لا تتفاخر ولا تنتفخ، لأنها تقوم على التواضع والبناء، مستشهدًا بالآية: «يُقَاوِمُ اللهُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً».

وأضاف أن المحبة الحقيقية تخلو من الأنانية والانفعال، فهي تتعامل برقة واحترام، وتستر الخطايا بدلًا من فضحها، كما قال القديس يعقوب السروجي: «المحبة تطفئ نار الغضب كما تطفئ المياه لهيب النار».

واختتم البابا تواضروس حديثه بالتأكيد على أن المحبة هى الأساس الذي يبني عليه الإنسان علاقته بالله وبالآخرين، فهي التي تعطي للحياة معناها الروحي والإنساني الأعمق.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق