أثار قرار الهيئة المصرية العامة للكتاب، رفع رسوم إيجارات أجنحة معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ57، المقرر عقدها في يناير المقبل، حالة من الجدل داخل الوسط الثقافي والنشر المصري، بعد أن وصفه الناشرون بأنه «زيادة مفاجئة وغير مبررة» تهدد استقرار صناعة النشر المحلية، وتضعف المشاركة المصرية في أحد أقدم وأكبر المعارض العربية.

في بيان رسمي صدر عن اتحاد الناشرين المصريين، طالب المجلسُ الهيئةَ العامةَ للكتاب بإعادة النظر في أسعار المشاركة، مؤكدًا أن الزيادة الجديدة في رسوم إيجار المتر داخل المعرض تتراوح بين 60% و250% مقارنة بدورة العام الماضي، وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ المعرض.

وأوضح الاتحاد، أن الزيادة المفاجئة أثارت استياء عدد كبير من الناشرين، خصوصًا أصحاب دور النشر الصغيرة والمتوسطة، الذين يعتمدون على المشاركة في المعرض بوصفه نافذتهم الأساسية للتوزيع والترويج داخل السوق المصرية والعربية.

وأشار البيان إلى أن استمرار هذه الزيادات «قد يرسل رسالة سلبية لصناعة النشر المصرية في لحظة حرجة»، في ظل ما تشهده الصناعة من ارتفاع تكاليف الطباعة والنقل والخدمات اللوجستية، فضلًا عن تراجع القدرة الشرائية للقراء. 

منذ أغسطس الماضي، خاض اتحاد الناشرين عدة جولات تفاوضية مع مسؤولي الهيئة العامة للكتاب، كان آخرها مع الدكتور خالد أبو الليل القائم بأعمال رئيس الهيئة، والدكتور أحمد مجاهد المدير التنفيذي للمعرض.

وبحسب البيان، أبدى مسؤولو الهيئة تفهمًا لمطالب الاتحاد، وجرى بالفعل تخفيض سعر المتر في جناح 9 أمتار من 3800 إلى 2700 جنيه، مع تطبيق نفس النسبة من التخفيض على المساحات الأكبر.

ورغم أن الاتحاد رحّب بهذه الخطوة بوصفها «استجابة جزئية»، إلا أنه أكد أن الأسعار الجديدة ما زالت مرتفعة مقارنة بالأوضاع الاقتصادية للقطاع، داعيًا إلى حوار مؤسسي مستمر يضمن تحقيق التوازن بين موارد الهيئة ومصلحة الناشرين. 

في السطور التالية نستعرض أسعار الإيجارات في عدد من معارض الكُتب العربية.

معرض أبوظبي الدولي للكتاب 

يُعد معرض أبوظبي من أكثر المعارض تنظيمًا ووضوحًا في سياسات التسعير، حيث تُعلن الأسعار على الموقع الرسمي ضمن دليل العارضين.

تتراوح أسعار المتر الواحد بين 400 و600 درهم إماراتي، حسب نوع الجناح والحزمة (أساسية، مزوّدة بتجهيزات، أو مخصصة للجهات الحكومية).

وفي المتوسط، يبلغ سعر المتر نحو 550 درهمًا إماراتيًا (ما يعادل تقريبًا 7400 جنيه مصري)، وتشمل القيمة تجهيزات أساسية من أثاث وإضاءة وخدمات كهربائية وتنظيف يومي

ورغم أن السعر الأسمى أعلى من القاهرة، فإن طبيعة الخدمة ومستوى التجهيز يجعل الفارق النسبي أقل، إذ يتكفل المنظم بمعظم الخدمات اللوجستية والدعائية.

معرض الشارقة الدولي للكتاب 

يُعتبر معرض الشارقة من أكبر المعارض العالمية من حيث عدد الزوار ودور النشر، ويُقام سنويًا بتنظيم هيئة الشارقة للكتاب.

تبلغ رسوم إيجار المتر المربع نحو 500 درهم إماراتي (أي ما يعادل 6700 جنيه مصري تقريبًا)، وتشمل جناحًا مجهزًا بالكامل بمساحة مرنة حسب رغبة العارض.

وتتميز سياسة الشارقة بدعم الناشرين العرب والأجانب من خلال تخفيضات للجهات غير الربحية، وتقديم خدمات نقل وتخزين مجانية داخل المعرض، إضافة إلى فعاليات ترويجية مجانية ترفع من فرص البيع والتوزيع.

معرض الدوحة الدولي للكتاب 

يقدّم معرض الدوحة نموذجًا مختلفًا في التسعير، إذ تُعرض الحزم الجاهزة بأسعار إجمالية للمساحة، مثل جناح قياسي 9 أمتار مربعة بسعر 4000 ريال قطري، أي ما يعادل 444 ريالًا للمتر (حوالي 4700 جنيه مصري).

ويُلاحظ أن أسعار الدوحة تُعد الأقل بين المعارض الخليجية الكبرى، مع تجهيزات أساسية وشروط مرنة للعارضين العرب، ما يجعل المشاركة فيه ميسّرة نسبيًا للناشرين المستقلين.

معارض أخرى: بيروت وجدة والرياض

تختلف الأسعار في المعارض العربية الأخرى باختلاف الظروف التنظيمية والدعم الحكومي.

فقد أشارت تقارير قديمة إلى أن سعر المتر في معرض بيروت الدولي للكتاب كان يقارب 429 دولارًا في بعض الدورات، لكن الأسعار هناك تتفاوت سنويًا بسبب الأزمات الاقتصادية.

أما معرض الرياض الدولي للكتاب، فيقدم تسعيرًا مرنًا يعتمد على طبيعة الجناح، إذ تتراوح الأسعار بين 500 و700 ريال سعودي للمتر، وتشمل تجهيزات تقنية كاملة، وخدمات دعم لوجستي وإلكتروني متطور، ما يجعله من أكثر المعارض جذبًا للناشرين.