دفاعًا عن «السيد البدوى».. قادة الطرق يردون على «الهجمة الخبيثة»: هدم التصوف يخدم التطرف

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع احتفال المصريين بمولد السيد أحمد البدوى هذا العام، فى مدينة طنطا بمحافظة الغربية، تزايدت الأصوات التى تنتقد مظاهر الاحتفال بموالد أولياء الله الصالحين عامة، ومولد «البدوى» على وجه الخصوص، معتبرة أن بعض هذه الاحتفالات يخرج عن نطاق التعبد المشروع.

وبينما يرى المنتقدون أن هذه الموالد «مليئة بالسلوكيات التى تخالف الدين»، مثل «الاختلاط والرقص داخل الحضرات وحلقات الذكر»، وغيرها من المظاهر الشعبية، يؤكد شيوخ الطرق الصوفية أن المولد هو «إحياء لسنة المحبة»، وموروث دينى وروحى مهم، وليس تقليدًا مُبتدعًا.

وشدد عدد من قيادات الطرق الصوفية، واجهتهم «الدستور» بالانتقادات الموجهة إلى الاحتفال بمولد «السيد البدوى»، على أن هذا المولد هو احتفاء بأحد أولياء الله العظام فى التصوف، ويُنظر إليه كفرصة لاستذكار حياة العارفين بالله والاقتداء بها، وإقامة فعاليات روحانية مثل جلسات الذِكر والمديح والنّدوات العلمية، لكن أتباع التيارات السلفية المتشددة لا يرون إلا بعض المظاهر الشعبية للبسطاء.

«الأعلى للطرق الصوفية»:نحتفل فى ساحاتنا بمجالس العلم والذكر والصلاة

قال الدكتور عبدالهادى القصبى، رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية، إن الطرق الصوفية تحتفل بمولد السيد أحمد البدوى سنويًا بحالة من الفرح والسعادة، لأن هذا الرجل ولى من أولياء الله الذين ذُكروا فى كتابه الكريم: «ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون». 

وأضاف «القصبى»: «الهجوم على أهل التصوف بسبب بعض الممارسات الغريبة فى مولد القطب أحمد البدوى، أمر نرفضه شكلًا وموضوعًا، لأن الطرق الصوفية تحتفل بالمولد داخل ساحاتها عبر إقامة مجالس العلم والذكر والصلاة على النبى، صلى الله عليه وسلم». 

وواصل: «العارف بالله سيدى أحمد البدوى هو إمام ربانى، أضاء الله به قلوب العباد، وكان رمزًا للتقوى، ومثالًا للثبات، ورايةً للهداية والإصلاح فى زمنٍ كثرت فيه الفتن»، مشددًا على أن «التصوف لم يكن يومًا انعزالًا عن الحياة، بل كان دائمًا قوة روحانية تبنى الإنسان والمجتمع، وأئمته رواد إصلاح، مصلحون فى الدين والدنيا، جمعوا بين العبادة والعمل، والزهد والإعمار». 

وأكمل: «من هذا المنطلق، أطلقت المشيخة العامة للطرق الصوفية مبادرتها الجديدة بعنوان: (كيف نحول التصوف إلى منهج حياة؟)، وهى مبادرة تهدف إلى ترسيخ قيم المحبة والتسامح والإيثار، ونبذ الكراهية والتطرف، لتكون هذه القيم واقعًا فى سلوك الناس ومؤسساتهم، وفى بيوتهم ومساجدهم ومدارسهم». 

وتابع: «لقد حفظ الله مصر عبر تاريخها بالأولياء والصالحين، وببركة آل بيت النبى، صلى الله عليه وسلم، الذين سكنوا ربوعها ونشروا فيها النور والعلم، والتصوف الذى ندعو إليه ليس طقوسًا أو مظاهر، بل منهج لبناء الإنسان على الإخلاص والرحمة، ليكون فى كل ميدانه، طبيبًا كان أو مهندسًا أو معلمًا أو مسئولًا، صاحب قلب نقى، وعقل راشد، وضمير حىّ».

وأتم رئيس المجلس الأعلى للطرق الصوفية بقوله: «فى مولد القطب البدوى هذا العام جددنا العهد على أن نظل أوفياء لوطننا، مخلصين لديننا، متحابين فيما بيننا، متمسكين بالوسطية، التى هى هوية مصر الراسخة ورايتها الخالدة».

 

«الجازولية»:  ندعو الجهات المختصة لاتخاذ  إجراءات حازمة ضد كل مسىء

أعلنت الطريقة الجازولية، برئاسة الشيخ سالم الجازولى، عن رفضها القاطع الهجمات التى تتعرض لها احتفالات مولد السيد أحمد البدوى، واعتبرتها «تعديًا صارخًا على أحد أهم الرموز الدينية والوطنية فى وجدان المصريين»، داعية الجهات المختصة إلى اتخاذ إجراءات حازمة ضد كل من يسىء أو يشوه هذه المناسبة.

وأكد الشيخ سالم الجازولى أن «الهجوم المتكرر على الموالد، خاصة مولد القطب الكبير السيد أحمد البدوى، لا يستهدف المناسبة فحسب، بل يستهدف الموروث الصوفى المصرى الأصيل، الذى شكل على مدار قرون جدارًا واقيًا للمجتمع من التشدد والتكفير».

وأضاف أن «الطريقة الجازولية ترفض بشدة هذه الإساءات التى تطال رموزًا دينية لها مكانتها فى قلوب ملايين المسلمين، وتطالب الدولة ومؤسساتها المعنية بضرورة التحقيق الفورى ومعاقبة المحرّضين والمسيئين، خاصة من يستخدمون منصات التواصل الاجتماعى لنشر الكراهية والتشكيك»، مشيرًا إلى أن مولد السيد البدوى «ليس فقط مناسبة دينية، بل حدث اجتماعى وثقافى جامع، تتجسد فيه قيم المحبة والتواصل والتراحم، ويُظهر الوجه الحقيقى للإسلام الوسطى، بعيدًا عن مظاهر الغلو والانغلاق». وشدد على أن «الطرق الصوفية، على رأسها الطريقة الجازولية، لن تصمت أمام هذه الحملات الممنهجة، وستستمر فى القيام بدورها فى نشر الوعى والتصدى للفكر المتطرف، سواء عبر المنابر أو من خلال التواصل المباشر مع الناس»، مطالبًا وسائل الإعلام المصرية بـ«القيام بدورها الوطنى فى الدفاع عن الهوية الروحية للمجتمع، والتصدى لحملات التشويه التى تستهدف مؤسسات ومناسبات دينية لها جذور راسخة فى التاريخ المصرى». كما دعا وزارة الأوقاف والأزهر الشريف والجهات المسئولة إلى اتخاذ موقف واضح لحماية المناسبات الدينية الصوفية من التشويه والافتراء.

 

«العزمية»: الاحتفال ليس بدعة بل امتداد لتراث روحى وتاريخى عريق

 

شدد الدكتور علاء أبوالعزائم، شيخ الطريقة العزمية، على أن الاحتفال بمولد السيد البدوى ليس بدعة كما يدّعى البعض، بل امتداد لتراث روحى وتاريخى عريق يجمع المصريين على قيم المحبة والتسامح والارتباط بآل بيت النبى، صلى الله عليه وسلم.

وأضاف «أبوالعزائم» أن هذه الهجمات المتكررة «تكشف عن عقلية متشددة تتبنى أفكارًا إقصائية تحاول فرض رؤيتها الأحادية للدين، وهو ما يتعارض مع طبيعة المجتمع المصرى المتسامح والمتعدد»، لافتًا إلى أن احتفالات مولد السيد البدوى هذا العام تعرضت لحملة انتقادات عبر بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعى، واعتبرها البعض «مخالفة للشريعة» أو «تحمل مظاهر شركية»، وهى اتهامات دأب على إطلاقها التيار السلفى فى كل مولد. وأكد أن الموالد ليست طقوسًا شركية، بل هى مناسبات دينية واجتماعية تهدف لإحياء سيرة الأولياء الصالحين وتعميق الارتباط الروحى بالموروث الإسلامى الأصيل، مشيرًا إلى أن المولد يتحول إلى ملتقى شعبى يعكس روح التكافل والترابط، إضافة إلى دوره فى تنشيط الاقتصاد المحلى من خلال الحركة التجارية التى ترافق الفعالية.

وشدد على أن «من يسعى لوقف هذه المناسبات إما يجهل حقيقتها، أو يحمل أجندة لهدم الموروث الروحى المصرى»، مؤكدًا أن «الطرق الصوفية ستظل سدًا منيعًا فى مواجهة موجات التطرف والتكفير.. التمسك بالتصوف هو تمسك بالمنهج الوسطى للإسلام».

 

 

 

«الصديقية الشاذلية»:  المنتقدون عقيدتهم فاسدة.. والله ذكر أولياءه فى القرآن

 

أكد الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء فى الأزهر الشريف شيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، أن مصر محفوظة بعناية الله بفضل أوليائه الصالحين، الذين عمروا أرضها على مر العصور، مشيرًا إلى أن وجودهم المبارك يمثل أحد أسباب الحفظ الإلهى لهذه البلاد، رغم ما مرت به من تحديات وأزمات.

وأضاف «جمعة»: «إحياء الموالد وغيرها من المناسبات الدينية ليس مظهرًا من مظاهر الشرك أو البدعة، كما يروج البعض، بل امتداد لسنة النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، الذى أوصى بمحبة أهل بيته وأولياء أمته»، مشددًا على أن الإمام أحمد البدوى يُعد من أعلام التصوف الإسلامى، وهو ولى من أولياء الله الصالحين، ومن الشخصيات التى ساهمت فى نشر قيم الخير والعلم والمحبة فى المجتمعات الإسلامية. وفى رده على من يهاجمون الاحتفال بموالد الأولياء والصالحين، قال عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية إن هذه الانتقادات صادرة عن أصحاب عقيدة فاسدة، لأن الله، سبحانه وتعالى، ذكر أولياءه فى القرآن الكريم، وهو دليل قاطع على مكانتهم ومنزلتهم. واختتم تصريحاته بالدعاء لمصر بالأمن والاستقرار، وللأمة الإسلامية بالخير والسلام، مشددًا على أن «محبة الأولياء والصالحين تُعزز الروح الدينية، وتنشر القيم التى قامت عليها الحضارة الإسلامية».

 

«البرهامية»:  الهجوم على موالد الأولياء يستند  إلى ادعاءات باطلة وفهم خاطئ للدين 

 

رفض الشيخ أشرف عاشور البرهامى، شيخ الطريقة البرهامية، الهجوم المتكرر على الاحتفال بمولد الإمام «السيد البدوى»، مؤكدًا أن هذه المناسبة الدينية تعد فعالية روحية وشعبية تتجاوز حدود الطرق الصوفية لتشمل كل أطياف الشعب المصرى.

وقال إن مولد السيد البدوى ليس مجرد احتفال صوفى، بل هو تقليد مصرى عريق يشهد مشاركة واسعة من مختلف المحافظات والشرائح الاجتماعية، موضحًا أن أجواء المولد تعكس روح التآلف والمحبة التى تميز الشخصية المصرية عبر العصور.

وأشار إلى أن الموالد الشعبية، على رأسها مولد الإمام البدوى، تمثل مناسبة لتعزيز الروابط الاجتماعية والقيم الروحية، فضلًا عن كونها أحد مظاهر الهوية الثقافية والدينية للمجتمع المصرى، مضيفًا أن هذه المناسبات تسهم فى نشر التسامح والوسطية فى مواجهة دعاوى التشدد والانقسام. وانتقد محاولات تشويه صورة الاحتفالات بالمولد النبوى وموالد الأولياء، واصفًا إياها بأنها «ادّعاءات باطلة» تستند إلى فهم خاطئ للدين، مؤكدًا أن محبة الأولياء وزيارتهم ليست شركًا ولا بدعة، بل هى جزء من التراث الإسلامى المحترم والمحبوب لدى عامة المسلمين.

واختتم تصريحاته بالتأكيد على أن مولد الإمام البدوى يُعد رمزًا للوحدة الوطنية والتلاحم الشعبى، حيث يجتمع فيه المصريون من مختلف الاتجاهات والمناطق، فى أجواء يسودها الذكر، والدعاء، والمحبة، والسعى إلى الخير، داعيًا إلى احترام هذه التقاليد وعدم الانسياق وراء الدعوات المتطرفة التى تسىء إلى روح الإسلام الوسطى.

 

«الشبراوية»: رصدنا لجانًا إلكترونية سلفية وإخوانية لتشويه المولد والتحريض على الصوفية

 

كشف محمد عبدالخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، عن رصد لجان إلكترونية منظّمة، تابعة لتيارات سلفية وإخوانية، تشن حملة ممنهجة على السوشيال ميديا لتشويه مولد السيد البدوى، أحد أكبر الموالد فى مصر، والذى يحتفل به الملايين سنويًا فى مدينة طنطا بمحافظة الغربية.

وقال: «الهجمة الإلكترونية ليست عفوية، بل تعتمد على نشر الشبهات والطعن فى مشروعية الاحتفال بالمولد، باستخدام حسابات وهمية وأخرى مرتبطة بمراكز إعلامية تابعة لتيارات متطرفة»، موضحًا أن هذه الصفحات والحسابات تتعمد استخدام مقاطع مجتزأة، ومعلومات مغلوطة، بهدف إثارة البلبلة والتشكيك فى الاحتفال، والطعن فى شخصية السيد البدوى، أحد أبرز رموز التصوف فى العالم الإسلامى.

واعتبر أن هذه الحملة «ليست فقط ضد مولد السيد البدوى، بل هى جزء من محاولات مستمرة لضرب الهوية الصوفية المعتدلة للمجتمع المصرى، وفى المقابل نشر خطاب دينى متشدد يتنافى مع طبيعة الشعب المصرى المتسامحة»، مشددًا على أن «ما تفعله هذه الجماعات من تحريض ضد التصوف لا يخدم سوى أجندات خارجية تستهدف ضرب الاستقرار المجتمعى والدينى فى مصر».

وذكر أن الطرق الصوفية «ستتصدى لكل محاولات التشويه بالفكر والكلمة، وأن التصوف الحقيقى، القائم على المحبة والتسامح، هو خط الدفاع الأول ضد التطرف والتكفير».

وأشار إلى أن الطريقة بصدد إعداد ملف توثيقى بالحسابات والمحتويات التى تبث الكراهية والتحريض ضد الصوفية والموالد، تمهيدًا لتقديمه للجهات المعنية، داعيًا الجهات المختصة فى الدولة إلى فتح تحقيق موسّع بشأن هذه الحملات الإلكترونية، والتحقق من الجهات الممولة لها، مؤكدًا أن «حرية الرأى لا تعنى السماح بالتحريض أو التشويه المتعمد للرموز الدينية المعترف بها فى الوجدان الشعبى والدينى المصرى».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق