تقرير دولي: التصعيد بين حزب الله والاحتلال يضع إيران في مواجهة مباشرة مع واشنطن

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 حذر موقع “كونفيرسيشن” الدولي من تصاعد التوترات بين لبنان وإسرائيل معتبرة أنها تقود المنطقة لحرب شاملة وعواقب مدمرة للجميع وليس لطرفي الصراع فقط.

حزب الله والاحتلال 

وقال الموقع: “لمدة عام تقريبًا، انخرطت إسرائيل وحزب الله في مناوشات حدودية استفزازية بشكل متزايد حيث حذر المراقبون من أن حرب الاستنزاف المتصاعدة هذه قد تهبط بالمنطقة في صراع شامل جعلت الأيام القليلة الماضية هذا السيناريو المدمر أقرب إلى الواقع، حيث أولاً، جاء هجوم إسرائيل على أجهزة البيجر واللاسلكي، وهو هجوم غير مسبوق على اتصالات حزب الله أدى إلى إصابة الآلاف من عملاء المنظمة و أعقب ذلك اغتيال إبراهيم عقيل، أحد قادة حزب الله الرئيسيين، الذي توفي في غارة جوية قتلت أيضًا كبار القادة الآخرين في الحزب بالإضافة إلى بعض المدنيين بينما  رد حزب الله بتوسيع النطاق الجغرافي لصواريخه التي تطلقها على إسرائيل، مستهدفة كل من المنشآت العسكرية والأحياء المدنية شمال وشرق حيفا".

القوة التدميرية

وتابع التقرير: “على الرغم من الخطاب العالي والتهديدات المتبادلة بالتدمير، حتى الأيام الأخيرة لم تظهر إسرائيل ولا حزب الله، ولا إيران الراعية للأخير، أي اهتمام بحرب شاملة و من المؤكد أن جميع الأطراف تعرف العواقب المدمرة المحتملة لمثل هذا الاحتمال: تمتلك إسرائيل القوة العسكرية لتدمير بيروت وأجزاء أخرى من لبنان كما فعلت في غزة، في حين أن حزب الله الضعيف يمكنه إطلاق آلاف الصواريخ على المواقع الاستراتيجية الإسرائيلية، من المطار إلى وسط تل أبيب، وخطوط إمدادات المياه ومراكز الكهرباء، ومنصات الغاز البحرية، ولكن بدلاً من ذلك، تبادل الطرفان إطلاق النار والضربات على طول حدودهما المشتركة، مع وجود خطوط حمراء متفق عليها إلى حد ما فيما يتعلق بالنطاق الجغرافي للهجمات والجهود المبذولة لعدم استهداف المدنيين عمداً".

الاحتلال يمهد لحرب شاملة 

ووفقا للتقرير فإن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة في لبنان ربما حولت صفحة حرب الاستنزاف هذه إلى وضع جديد وأكثر حدة، مما يضع المنطقة على شفا حرب كاملة ومن شأن مثل هذه الحرب أن تحدث دماراً في لبنان وإسرائيل، وقد تجر إيران والولايات المتحدة أيضاً إلى مواجهة مباشرة. 

"مرحلة جديدة" خطيرة

أشار التقرير إلى أن التفوق العسكري التكتيكي لإسرائيل على حزب الله أصبح واضحًا، حيث لم يشهد العالم من قبل اختراقًا بهذا المستوى في قلب قيادة حزب الله وهياكله الأساسية خلال أي صراع أو حرب. وجاء مقتل عقيل بعد يومين كإشارة أخرى إلى أن إسرائيل قررت تغيير قواعد اللعبة الخطيرة التي تتسم بالانتقام المتبادل. ومن الواضح أن إسرائيل لا تسعى الآن إلى الضغط على حزب الله للتنازل فقط، بل تريد دفعه إلى الاستسلام الكامل.

استعداد إسرائيل للمخاطرة بتصعيد شامل

من جهة أخرى، تبدو إسرائيل أقل حرصًا على تفادي التصعيد. فبعد عام كامل تقريبًا من التوترات المحدودة مع حزب الله، يبدو أن القادة الإسرائيليين مستعدون لتحمل مخاطر تصعيد قد يخرج عن السيطرة. من الصعب تحديد الاستراتيجية وراء تصرفات إسرائيل منذ 7 أكتوبر، وهو ما لاحظته أيضًا إدارة بايدن. إذ لم تقدم إسرائيل حتى الآن استراتيجية واضحة بأهداف سياسية محددة.

ويشير منتقدو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن تصرفاته مدفوعة بالأساس برغبته في البقاء السياسي والاحتفاظ بالسلطة، حيث يربط مصالح إسرائيل بمصالحه الشخصية.

توحيد "محور المقاومة"

إذن، أين يضع هذا الوضع زعيم حزب الله، حسن نصر الله، وهو يزن خيارات الرد بالتشاور مع إيران؟ بعد هذه الضربات المدمرة لحزب الله، من الصعب تصور أن المنظمة قد تتراجع أو توقف هجماتها عبر الحدود أو تتخلى عن التزامها بدعم حماس في غزة.

إذا قرر حزب الله الدخول في حرب مع إسرائيل الآن، فإنه سيكون بصدد تنفيذ أكبر خطوة له منذ تأسيسه في عام 1982. ومع ذلك، سيفعل ذلك في ظل تعطيل أنظمة اتصالاته وفقدان الكثير من قياداته الذين عملوا لعقود إلى جانب نصر الله لبناء قدرات حزب الله العسكرية.

وفي الداخل اللبناني، جر حزب الله البلاد إلى هذه الحرب ضد إرادة أغلبية اللبنانيين، وهو قرار تسبب في دمار واسع النطاق في بلد يعاني بالفعل من أزمات سياسية واقتصادية خانقة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق