شهد جنوب لبنان، مساء الخميس، تصعيداً عسكرياً جديداً بعد سلسلة غارات إسرائيلية أسفرت عن 6 إصابات، وفق ما أفادت به مراسلة قناتي العربية والحدث.
وأكدت مصادر ميدانية أن الغارات طالت مواقع في مناطق عدة، وسط حالة من التوتر في القرى الحدودية.
إسرائيل: استهدفنا مواقع لحزب الله
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أنه استهدف "بنى تحتية تابعة لحزب الله" في جنوب لبنان، مشدداً على أن العمليات العسكرية تهدف إلى "إزالة أي مصادر تهديد على الحدود الشمالية".
وأضاف الجيش أن الضربات الجوية "جاءت رداً على نشاطات عدائية من داخل الأراضي اللبنانية"، مؤكداً أنه سيواصل "منع الحزب من إعادة بناء قدراته العسكرية".
وفي السياق نفسه، ذكرت القناة الإسرائيلية الثانية عشرة أن الغارات "استهدفت مصنعاً للأسمنت يستخدمه حزب الله لتأهيل بنيته التحتية"، بحسب ما نقلته عن مصادر أمنية إسرائيلية.
مصدر عسكري إسرائيلي: حزب الله يستخدم مناطق مدنية كغطاء
نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إن الغارات "استهدفت مناطق مدنية تُستغل من قبل حزب الله كغطاء لعملياته العسكرية"، مضيفاً أن "الجيش يعمل على إحباط محاولات الحزب لإعادة تأهيل بنيته التحتية في الجنوب اللبناني".
وأشار المصدر إلى أن إسرائيل "ستواصل عملياتها الوقائية ضد أي نشاط يهدد أمن حدودها الشمالية".
الرئيس اللبناني: إسرائيل تسعى لتدمير الاقتصاد والاستقرار
من جانبه، اعتبر الرئيس اللبناني جوزيف عون أن الغارات الإسرائيلية تمثل "محاولة مكشوفة لاستهداف الاستقرار الوطني تحت ذرائع أمنية زائفة"، مشيراً إلى أن "العدوان المستمر على الجنوب اللبناني يندرج ضمن سياسة ممنهجة لتدمير البنى الإنتاجية وعرقلة التعافي الاقتصادي".
وأضاف عون أن لبنان "لن يقف مكتوف الأيدي أمام الانتهاكات المتكررة"، داعياً المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته في وقف العدوان الإسرائيلي المستمر".
رئيس الحكومة: الإعمار والعودة حقّ ثابت لكل اللبنانيين
وفي سياق متصل، أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام خلال زيارته إلى مدينة صيدا، أن حكومته ملتزمة بـ"حق كل اللبنانيين، خصوصاً أبناء الجنوب، في العودة إلى قراهم وإعادة إعمارها بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل".
وقال سلام: "العودة والإعمار توأمان لا يفترقان، وهذا التزام ثابت مني ومن الحكومة اللبنانية."
وأضاف أن تأخر المساعدات الدولية لإعادة الإعمار "لن يثني الحكومة عن مواصلة جهودها لعقد مؤتمر دولي يهدف إلى تأمين التمويل اللازم لإعادة الإعمار والعودة الآمنة والمستدامة للأهالي".
تحركات دبلوماسية لبنانية ومطالب بوقف الاعتداءات
وأشار رئيس الحكومة إلى أن لبنان يواصل "حشد الدعم السياسي والدبلوماسي الإقليمي والدولي لإلزام إسرائيل بتنفيذ التزاماتها الدولية، ووقف اعتداءاتها على الأراضي والأجواء والمياه اللبنانية، والانسحاب الكامل من الجنوب والإفراج عن الأسرى اللبنانيين".
وأكد سلام أن بلاده متمسكة بـ"سياسة حصر السلاح بيد الدولة، وفق ما ورد في البيان الوزاري وخطاب القسم"، مشيراً في الوقت نفسه إلى التزام حكومته بـ"مسيرة الإصلاح المالي والإداري والقضائي".
تصعيد ميداني وسط قلق دولي
وتأتي الغارات الإسرائيلية في ظل تصاعد التوتر بين تل أبيب وحزب الله على خلفية التطورات الإقليمية، وسط تحذيرات دولية من انزلاق الأوضاع إلى مواجهة أوسع.
وأكدت مصادر أمنية لبنانية أن القصف الإسرائيلي "طال مناطق مأهولة بالسكان"، ما زاد من مخاوف السكان في القرى الحدودية الذين يعيشون منذ أسابيع على وقع القصف المتبادل.
0 تعليق