جنرال إسرائيلي متقاعد يكشف حقيقة نتنياهو.. فهل يدّعي المرض للهروب من المحاكمات الجنائية؟

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في تطوّر مفاجئ أربك الأوساط السياسية والإعلامية في تل أبيب، كشفت القناة 12 العبرية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غادر قاعة المحكمة بشكل مفاجئ أثناء جلسة محاكمته في ملفات الفساد الشهيرة التي تلاحقه منذ سنوات، وعلى رأسها “الملف 4000”.

أنباء عاجلة تهز المحكمة الإسرائيلية

ووفقًا للمصادر، تلقى نتنياهو رسالة عاجلة خلال الجلسة، ليغادر بعدها القاعة فورًا دون تبرير، ما أثار دهشة الحضور وتساؤلات واسعة حول الأسباب الحقيقية وراء هذا الانسحاب غير المبرر، خاصة أن الجلسة كانت تناقش إحدى أكثر القضايا حساسية في مسار المحاكمة

جدل واسع حول الحالة الصحية والنية السياسية

وفي ذات السياق  أشارت وسائل إعلام إسرائيلية  إلى أن مقربين من نتنياهو برروا مغادرته بحالته الصحية بعد إصابته مؤخرًا بمرض تنفسي “يتطلب الراحة والمتابعة الطبية”، في حين يرى معارضوه أن “المرض” قد يكون مجرد غطاء سياسي للهروب من الاستحقاقات القضائية المقبلة.

وما زاد من حدة الجدل، إعلان وزير القضاء الإسرائيلي عن نيته طرح قانون يسمح بتأجيل محاكمة رئيس الوزراء بحجة أن “استمرار المحاكمة في هذه المرحلة الحساسة يتعارض مع العدالة ومصلحة الدولة”، وهو ما اعتبره مراقبون “هدية سياسية” من داخل اليمين المتطرف لحماية زعيمهم من السقوط القانوني.

قضايا ثقيلة تلاحق نتنياهو

جدير  بالذكر  يواجه نتنياهو  ثلاث قضايا فساد واحتيال وخيانة أمانة، تُعد من أكثر الملفات تعقيدًا في التاريخ القضائي الإسرائيلي. وتشمل الاتهامات تلقي هدايا باهظة من رجال أعمال مقابل تسهيلات سياسية وإعلامية، بالإضافة إلى تدخلات في ملكية وسائل إعلامية بهدف تحسين صورته والتأثير على التغطية الإعلامية لصالحه.

ويؤكد محللون أن أي تقدم في هذه القضايا قد يُنهي مستقبل نتنياهو السياسي، ما يجعله يسعى بكل الوسائل لتأجيل المحاكمة أو تعطيلها.

جنرال إسرائيلي متقاعد: نتنياهو لا يعرف إلا الهروب إلى الأمام

وفي مقال مثير نشره موقع “نيوز 12” العبري

كشف الجنرال الإسرائيلي المتقاعد يسرائيل زيف إن نتنياهو يعيش مأزقًا خطيرًا “صنعه بنفسه”، مضيفًا أن “رئيس الوزراء لا يعرف استراتيجية سوى المماطلة والهروب إلى الأمام، حتى لو كان الثمن استمرار الحرب واستنزاف الجيش والمجتمع الإسرائيليين”.

وأوضح زيف أن إسرائيل اليوم تواجه وضعًا مربكًا لا أحد يعرف نهايته، مشيرًا إلى أن نتنياهو بعد عامين من الحرب في غزة وعمليات مثل “عربات جدعون”، وجد نفسه أمام موافقة مفاجئة من حركة حماس على صفقة جزئية كان يطالب بها منذ أكثر من عام.

لكن هذه الموافقة — بحسب زيف — وضعت نتنياهو في موقف حرج، فبدلًا من استثمارها، قلب الطاولة وفرض شروطًا تعجيزية جديدة، أبرزها استمرار السيطرة الأمنية الإسرائيلية على القطاع، وهو ما أدى إلى تعطيل الصفقة مجددًا.

ضغط اليمين المتطرف واستنزاف الداخل

ومن جانبة أشار الجنرال المتقاعد إلى أن نتنياهو يتعرض لضغوط مكثفة من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش وقيادات من اليمين المتطرف لمواصلة الحرب ورفض أي تسوية، خوفًا من انهيار التحالف الحكومي.

ولكن في المقابل، يتنامى داخل المجتمع الإسرائيلي شعور بالإحباط من استمرار الحرب دون نتائج ملموسة، مع تراجع الرغبة في التجنيد وتزايد الاحتجاجات المطالبة بوقف العمليات العسكرية في غزة وإعادة الأسرى.

ويرى مراقبون أن نتنياهو يحاول تحويل الأنظار عن محاكماته، عبر افتعال أزمات أمنية وإطالة أمد الحرب لإبقاء نفسه في موقع “الزعيم الضروري” الذي لا يمكن الاستغناء عنه.

رسالة غامضة ومصير مفتوح

حتى الآن، لم يُكشف رسميًا عن مضمون الرسالة التي تلقاها نتنياهو أثناء الجلسة، لكن تسريبات إعلامية رجّحت أن محتواها يمس صلب العلاقة بين السياسة والقضاء في إسرائيل.
وفي ظل هذا الغموض، تتكاثر التساؤلات:
هل يتجه نتنياهو فعلاً إلى استخدام حالته الصحية كذريعة للهروب من المحاكمة؟
أم أن هناك “نصيحة مدروسة” من داخل اليمين المتطرف بتجميد الملف حتى نهاية الحرب في غزة؟

العدالة الإسرائيلية بين المطرقة والسيف

بين مرضٍ غامض وضغوط سياسية وانقسام داخلي متصاعد، يقف نتنياهو اليوم على حافة الخطر — قانونيًا وسياسيًا.
فبينما يرى البعض أنه “رجل الدولة” الذي يحمي إسرائيل في لحظة وجودية، يرى آخرون أنه مجرد زعيم يناور بالدم والوقت من أجل النجاة الشخصية.
ويبقى السؤال مفتوحًا:
هل ستنتصر العدالة في النهاية، أم أن “المرض السياسي” سيظل يعلو على صوت المحكمة؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق