أعلن الجيش الإسرائيلي، الإثنين، أنه تسلّم عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر جثث أربعة رهائن إسرائيليين كانوا محتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، مؤكداً أن النعوش وصلت إلى إسرائيل وهي في طريقها إلى المعهد الوطني للطب الشرعي للتعرف على هويات أصحابها.
وأوضح الجيش في بيانه أن العملية جرت بالتنسيق مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، في إطار اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت الذي دخل حيّز التنفيذ الجمعة الماضية بوساطة أميركية.
رفات 24 رهينة ما زالت محتجزة
وأشار البيان إلى أن حماس لا تزال تحتجز رفات 24 رهينة آخرين قضوا أثناء احتجازهم، داعيًا الحركة إلى "الالتزام الكامل بالاتفاق، واتخاذ الخطوات اللازمة لإعادة جميع الرهائن الأحياء والمتوفين".
وفي وقت سابق، قالت السلطات الإسرائيلية إنه لن يتم تسلم جميع الجثامين دفعة واحدة، مشيرة إلى أنه سيتم إنشاء "هيئة دولية" لتحديد مواقع بقية الرفات داخل غزة، بالتعاون مع منظمات إنسانية دولية، تمهيدًا لإعادتها في مراحل لاحقة من عملية التبادل.
اتفاق هش وتحديات ميدانية
يأتي تسليم الجثث في ظل هدنة مؤقتة هشة تشهد خروقات متفرقة، بينما تواجه المفاوضات الرامية لتثبيت وقف إطلاق النار صعوبات كبيرة، خصوصاً فيما يتعلق بملفي تبادل الأسرى وعودة النازحين إلى شمال القطاع.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل مؤشرًا محدودًا على مرونة الطرفين، لكنها لا تعني بالضرورة اقتراب نهاية الحرب، في ظل استمرار التصعيد الميداني واستعصاء التفاهمات السياسية بين تل أبيب وحماس.
الحرب على غزة
اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر 2023 عقب هجوم واسع شنّته كتائب القسام على مستوطنات ومواقع إسرائيلية متاخمة للقطاع، ما أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر أكثر من 250، وفق الإحصاءات الإسرائيلية. وردّت إسرائيل بحملة عسكرية مدمّرة أدت إلى سقوط عشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين وتدمير واسع للبنية التحتية في غزة، وسط تحذيرات أممية من كارثة إنسانية غير مسبوقة.
بادرة إنسانية أم ورقة تفاوضية؟
يرى محللون أن تسليم جثامين الرهائن قد يشكّل بادرة إنسانية تهدف إلى كسب وقت سياسي قبل استئناف المفاوضات، فيما تعتبره إسرائيل اختبارًا لالتزام حماس بالاتفاق. ومع ذلك، يبقى مستقبل الهدنة مرهونًا بقدرة الوسطاء على تحويل هذه الخطوات الرمزية إلى مسار تفاوضي مستدام ينهي عامًا من الحرب والنزف المتبادل.
0 تعليق