عن حضور عباس.. وغياب نتنياهو وحماس

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بصفته الممثل الشرعى للفلسطينيين، وفى رسالة مهمة حول مستقبل قطاع غزة، الذى ناقشته «قمة شرم الشيخ للسلام»، حرصت مصر على دعوة الرئيس الفلسطينى محمود عباس للمشاركة فى القمة التى عُقدت أمس، الإثنين، برئاسة مشتركة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الأمريكى دونالد ترامب، وشارك فيها قادة وممثلو أكثر من ٢٥ دولة، وأنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، وأنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبى، وجيانى إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم!

كان من المفترض أن يشارك بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، بناء على مقترح، أو رغبة، الرئيس الأمريكى «من أجل ترسيخ اتفاق وقف الحرب فى غزة والتأكيد على الالتزام به»، لكن جريدة «يديعوت أحرونوت» نقلت عن مراقبين إسرائيليين أن «الرأى العام العربى يرفض بشدة ظهور نتنياهو فى أى محفل إقليمى بعد الحرب الأخيرة، ما يجعل حضوره فى شرم الشيخ أمرًا غير مرغوب فيه لدى كثير من القادة العرب». وربما، لحفظ ماء الوجه، لو كان له وجود، قيل إن غيابه كان «بسبب الأعياد الدينية»، أو لأنه من المتوقع أن يتم طرح ملف حل الدولتين، الذى يتناقض مع خطابه السياسى. 

ما قد يثير بعض الدهشة، وكثيرًا من السخرية، هو أن رئيس الوزراء الإسرائيلى غاب، أيضًا، عن لوحات عملاقة انتشرت فى شوارع تل أبيب والقدس، أمس الأول الأحد، تحمل صور الرئيس ترامب، ووزير خارجيته ماركو روبيو، ومبعوثه إلى المنطقة ستيف ويتكوف، وصهره جاريد كوشنر، مع عبارات من عيّنة: «صناع السلام فى الشرق الأوسط»، و«لا تتوقفوا الآن»، و«أكملوا الطريق إلى التطبيع». أما بشأن حركة «حماس» فبررت قيادات فى الحركة عدم دعوتها بأنها «فهمت من مسئولين مصريين أن المؤتمر سيكون مخصصًا لمشاركة الدول»، وقيل، كذلك، إن «حماس» تعوّل على الحوار «الفلسطينى الفلسطينى» الذى دعت إليه مصر، والمقرر إقامته، تحت رعايتها، خلال الأيام المقبلة.

الأرجح، هو أن يكون معنى أو هدف دعوة الرئيس عباس، واستبعاد إسرائيل و«حماس»، هو تأكيد أن السلطة الوطنية الفلسطينية، أو دولة فلسطين، هى الجهة الوحيدة المسئولة عن قطاع غزة، والتى يجب أن تحكمه. وهنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن مشاركة حماس أو دولة الاحتلال فى القمة لم تعد لها أى أهمية، بعد توقيعها الاتفاق المتعلق بالمرحلة الأولى من خطة ترامب، وقد تكون الإشارة مهمة، أيضًا، إلى أن حسن الشيخ، نائب الرئيس الفلسطينى، التقى، أمس الأول الأحد، بالعاصمة الأردنية عمّان، تونى بلير، رئيس الوزراء البريطانى الأسبق، المرشح لعضوية الهيئة الدولية، التى ستشرف على إدارة شئون غزة.

فى حسابه على شبكة «إكس»، كتب نائب الرئيس الفلسطينى أن اللقاء تناول «اليوم التالى» فى غزة، وسبل إنجاح جهود الرئيس الأمريكى التى تهدف إلى وقف الحرب وإقامة السلام الدائم فى المنطقة، موضحًا أنه أكد استعداده للعمل مع ترامب وبلير والشركاء المعنيين من أجل تثبيت وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات و... و... وأكد أهمية وقف تقويض السلطة الفلسطينية، وإعادة أموالها المحجوزة، ومنع تقويض حل الدولتين، تمهيدًا لتحقيق السلام الشامل والدائم، وفقًا للشرعية الدولية. 

.. أخيرًا، وبغض النظر عمَّن حضر أو غاب، وأسباب دوافع الحضور والغياب، ومع التسليم بأن صداقة رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم بالرئيس الأمريكى تصلح مبررًا لحضوره، فما يعنينا هو أن القمة حققت أهدافها، وجعلت مدينة شرم الشيخ، بوصف هيئة الإذاعة البريطانية، بى بى سى، مركزًا لصناعة القرار، وساحة دبلوماسية مفتوحة، وصورة حيّة لعالم يحاول أن يعيد رسم خرائط السياسة فى الشرق الأوسط.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق