المتعة الهادفة.. كيف أصبحت مسلسلات «المتحدة» صوت المرأة المصرية؟

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اهتمام كبير توليه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بقضايا المرأة، من خلال طرح المشاكل التى تواجهها بالمجتمع فى عدد من الأعمال الفنية التى تلامس الواقع، وتسلط الضوء على التحديات الاجتماعية والقانونية أمام حواء.

ظهر ذلك جليًا فى ٣ أعمال درامية عُرضت على شاشات «المتحدة للخدمات الإعلامية»، بداية من «فاتن أمل حربى» للفنانة نيللى كريم، الذى تناول موضوعات شائكة فى قانون الأحوال الشخصية، ثم مسلسل «تحت الوصاية» للفنانة منى زكى، الذى اهتم بمسألة وصاية الأم على الأطفال بعد موت الأب.

ولم تكتف «المتحدة» بهذين المسلسلين اللذين حققا نجاحًا كبيرًا على المستويين الجماهيرى والنقدى، بل قدمت مسلسل «برغم القانون»، الذى يُعرض حاليًا عبر شاشة قناة «أون دراما»، والمنصة الرقمية «واتش إت»، وتتحدى فيه «ليلى»، الشخصية التى تجسدها الفنانة إيمان العاصى، الظروف والتعقيدات القانونية المختلفة، فى سبيل الحصول على حقها القانونى والأخلاقى فى الاعتراف بأولادها الذين تبرأ منهم والدهم.

«الدستور» تواصلت مع عدد من نقاد الفن وخبراء الإعلام للحديث عن هذه القضايا التى تتبناها الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى أعمالها الدرامية، وتهدف من خلالها إلى وضع قضايا المرأة فى صدارة المشهد الفنى، وبما يسهم فى إزالة أى مشاكل أو تعقيدات تحول دون حصول حواء على حقوقها كاملة.

 

ماجدة خيرالله: تؤهل الجمهور لفهم حقوق الجميع

رأت ماجدة خير الله، الناقدة الفنية، أن دور الدراما التليفزيونية ينبغى أن يكون قائمًا على فكرة تهيئة الجمهور لفهم حقوق الجميع، حتى دون انتظار أى تغيير فى القوانين، وهو ما فعلته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، خلال الأعوام القليلة الماضية.

وأضافت الناقدة الفنية: «أتمنى التركيز بشكل أكبر ومكثف على طرح قضايا اجتماعية ومختلفة، لأن هناك العديد من المشاكل التى يعانى منها المجتمع، وينبغى التطرق إليها على الشاشة، خاصة أن الدراما التليفزيونية لها دور كبير فى التأثير بالمجتمع».

وواصلت: «من الضرورى أن يكون المشاهد على دراية كاملة بحقوقه، وألا ينتظر تغيير القانون بعد عرض مسلسل يناقش قضية ما، بل عليه أن يكون واعيًا بأبعاد هذه القضايا من كل الجوانب»، معتبرة أنه «من الجيد مناقشة القضية التى يتطرق لها مسلسل (برغم القانون)، الذى يعتبر فرصة جيدة للكثير من الممثلين».

ووصفت الفنانة إيمان العاصى بأنها ممثلة جيدة، وظهر أنها فنانة موهوبة منذ إطلالتها الأولى على الشاشة، متمنية أن يكون هذا المسلسل نقطة انطلاق لها خلال الفترة المقبلة، بعد أن انتقلت إلى دائرة البطولة المطلقة.

واختتمت الناقدة الفنية بقولها: «أتمنى أن تستمر الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى الاهتمام بالقضايا الاجتماعية الخاصة بالمرأة والطفل وأى شخص فى المجتمع».

 

طارق الشناوى: التركيز على «دراما البيت» و«قضايا حواء» اتجاه عظيم جدًا

 

أشاد طارق الشناوى، الناقد الفنى، بالنهج الذى تسير عليه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى الدراما التليفزيونية، القائم على تبنى قضايا المرأة والتركيز عليها، خاصة ما يتعلق بما يحدث معها بشكل يومى فى الشارع، وما تواجهه من أزمات.

وقال «الشناوى»: «لا شك أن القضايا الاجتماعية هى الملعب الرئيسى للدراما التليفزيونية، لذا سميت عالميًا وليس فى مصر فقط بـ(دراما البيت)، وهو تعبير عالمى متداول لوصف الأعمال التى تعرض فى التليفزيون، وتختلف تمامًا عن السينما».

وأضاف الناقد الفنى: «فى السينما، إنت بتروح السينما، وتختار الفيلم اللى يعجبك، لكن التليفزيون قاعد فى بيتك، فلازم يناقش قضاياك، بما يتضمنه ذلك من مختلف الأعمار والاتجاهات، وهذا ما تفعله الشركة المتحدة حاليًا، ومؤكد أن هذا اتجاه عظيم جدًا».

وعن مسلسل «برغم القانون» على وجه التحديد، قال الناقد الفنى: «لا أستطيع الحديث عن مسلسل (برغم القانون) فى الوقت الحالى، لأنه كعمل درامى ما زال يبنى أمامنا، ولكن فى المجمل فكرته جيدة ومتقنة، وخطه الدرامى عظيم جدًا، وأنا قطعًا مع مناقشة القضايا المهمة التى جاءت فيه، خاصة أنها تهم فئة كبيرة من المصريين، خاصة النساء والفتيات».

 

دينا عرابى: تفتح الباب لتعديل التشريعات

 

قالت الدكتورة دينا عرابى، أستاذ الإعلام، مدير وحدة خدمة المجتمع فى جامعة الجلالة، إن تركيز الدراما التليفزيونية على القضايا الاجتماعية يساعد على نشر التوعية بالكثير من الموضوعات التى تتماس مع حياة الناس، ومن بينها المجلس الحسبى، الذى قد يجهل البعض دوره، وهو الذى جرت مناقشته فى مسلسل «تحت الوصاية.»

وأضافت أن طرح مثل هذه القضايا فى المسلسلات كان له تأثير مباشر على الواقع من خلال تعديل بعض القوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية، بعد أن تسببت الدراما فى تحويل عدد من المشكلات الاجتماعية إلى قضايا رأى عام.

وفى حديثها عن مسلسل «برغم القانون»، أشارت «عرابى» إلى أن المسلسل يتناول قضية حساسة وملحة هى «أزمة النسب»، وهى أزمة تتكرر على الرغم من أهمية أن يكون هناك دليل قاطع على هذا النسب وهو قسيمة الزواج، والمسلسل يناقش هذه القضية ويعمق ويعمل على توعية الجمهور بها بهدف تطوير التشريعات المتعلقة بها وفهم الأسباب التى دعت المشرع إلى وضع القوانين، مؤكدة أن القوانين المصرية، ومنها قوانين العمل، تتميز بكونها تحافظ على حقوق المرأة.

وأكدت أن للدراما المصرية دورًا بالغ الأهمية فى توعية الجمهور وتوجيه سلوكياته نحو الأفضل، مشيرة إلى أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية قد نجحت فى طرح قضايا اجتماعية مهمة تتعلق بالأسرة، ما أسهم فى نشر الوعى المجتمعى، مشيدة بجهود الشركة فى إحياء القيم العائلية، ضمن جهودها نحو التوعية المجتمعية.

 

ماجدة موريس: «فاتن أمل حربى» و«تحت الوصاية» و«برغم القانون» أعمال تستحق الإشادة

 

وصفت ماجدة موريس، الناقدة الفنية، الاهتمام بقضايا المرأة وقوانين الأحوال الشخصية بالمهم للغاية، متمنية تقديم عدد أكبر من المسلسلات التليفزيونية التى تناقش هذه النوعية من القضايا.

وقالت الناقدة الفنية: «نحن بحاجة إلى أعمال أخرى فى هذه المنطقة، خاصة ما يتعلق بإشكاليات قوانين الأسرة المختلفة، وإنصاف المرأة ومنحها كل حقوقها، إلى جانب حقوق الرجل بطبيعة الحال»، مشددة على أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية «بذلت جهدًا محترمًا فى مناقشة هذه القضايا فى أعمالها الفنية خلال السنوات الأخيرة».

وأوضحت أن البداية كانت مع مسلسل «فاتن أمل حربى»، الذى اهتم بما يحدث فى محكمة الأسرة، وناقش إياه بجرأة شديدة، مرورًا بمسلسل «تحت الوصاية»، الذى تناول قضية الوصاية على الأطفال بعد وفاة الأب، وأزمة ذهابها إلى الجد وليس الأم، وصولًا إلى مسلسل «برغم القانون»، مؤكدة أن الأعمال الثلاثة تستحق الإشادة.

وأضافت أن «برغم القانون» يناقش قضية مهمة ومختلفة يجب الالتفات لها، من خلال الشخصية التى تجسدها إيمان العاصى، وهى أم مغلوبة على أمرها، وتبحث عن والد أطفالها، مشيدة بأدائها التمثيلى.

وواصلت: «إيمان العاصى قدمت دورها بجدارة وتميز شديدين، وتقمصت شخصية سيدة من الطبقة الفقيرة بعناية شديدة، خاصة على مستوى الملامح والملابس»، واصفة إياها بأنها ممثلة موهوبة ومتفردة، ولديها شخصية متميزة، منذ انطلاق مشوارها فى عالم الفن، وهو ما توج بشكل مميز فى مسلسل «برغم القانون».

وشددت من جديد على وجود العديد من الأزمات المتعلقة بالمرأة تحتاج إلى مناقشة واسعة فى الدراما التليفزيونية، متمنية تسليط الضوء عليها فى العديد من الأعمال الدرامية خلال الفترة المقبلة، خاصة قصص السيدات اللاتى يَعُلن أسرًا بالكامل، رغم أنهن غير مقتدرات.

ونبهت فى الوقت ذاته إلى تنفيذ الدولة العديد من المبادرات المهمة لدعم المرأة المعيلة، وعلى رأسها «حياة كريمة»، التى أنقذت مئات الأسر المحتاجة، لكن «هذا وحده ليس كافيًا، وهناك حاجة لنشر مزيد من الوعى بين الجمهور، من خلال الأعمال التليفزيونية».

هويدا مصطفى:  تُشجع صناع القرار لحل «مشكلات مزمنة»

 

أعربت الدكتورة هويدا مصطفى، عميد كلية الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة السابق- عن فخرها الشديد بتطور الدراما التليفزيونية من خلال الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والتطرق لقضايا المرأة وقوانين الأحوال الشخصية خلال الأعوام الأخيرة.

وقالت إن الدراما التليفزيونية شهدت تطورات مهمة جدًا، حيث حققت الشركة المتحدة نجاحًا كبيرًا فى مجال الدراما التليفزيونية، سواء كصناعة أو إنتاج أو محتوى، لافتة إلى أن سوق الدراما شهدت تنوعًا فى الموضوعات والأشكال الدرامية، من أهمها إثارة القضايا المجتمعية ذات الأهمية الكبيرة. وأضافت أن هذا التطوير يجسد رؤية مبتكرة تسعى إلى استثمار الدراما فى معالجة القضايا والإشكاليات المجتمعية الملحة، وتسليط الضوء عليها بهدف رفع وعى الجمهور بها، وأيضًا تبصير صناع القرار باتخاذ بعض الإجراءات وتبنى الحلول لمواجهة هذه المشكلات، خاصة ما يتعلق بقضايا المرأة. وتابعت أن الشركة المتحدة لعبت دورًا رائدًا فى طرح العديد من قضايا المرأة، خاصة تلك التى لم يتم التطرق إليها من قبل، وعلى رأسها قوانين الأحوال الشخصية،

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق