قال الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية، اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تعتبر ضربة قوية لحزب الله ومحور ما يمسى بالمقاومة.
وأوضح "أبو لحية" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذه الضربة ستؤدي إلى تأثير كبير على حزب الله والذي يعاني كثيرًا من اختراقات أمنية كبيرة أدت إلى وصول الأمور إلى مقتل نصر الله، وبالتالي إذا استمرت إسرائيل على هذه الوتيرة في استهداف أهداف استراتيجية وحيوية للحزب فإنها سوف تكون أضعفت الحزب بشكل كبير.
وأضاف "أبو لحية" أن من يتحمل وصول الأمور إلى هذا المستوى هي الحسابات الخاصة للنظام الإيراني الذي لم يرغب في أن يكون رد حزب الله قوي على الضربات المتتالية التي بدأت بمقتل صالح العاروري في الضاحية الجنوبية بمطلع هذا العام، إضافة إلى تغلغل الاختراقات الأمنية داخل الحزب والذي بدأت تتضح جليًا بتفجير أجهزة البيجر والأجهزة اللاسلكية ومقتل المستوى العسكري الأول في الحزب، واليوم مقتل حسن نصر الله.
وأشار "أبو لحية" إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي يشعر الآن بشعور النشوة أو النصر الحقيقي بعد هذه العملية الناجحة، وبالتالي سوف ترفع من أسهمه داخل المجتمع الإسرائيلي وتخفف من الضغط الذي كان يمارس ضده من المعارضة ومن أهالي المحتجزين، وبالتالي سوف يأخذ قسطًا من الراحة من دوامة التظاهرات التي كانت تطالبه بصفقة لوقف إطلاق النار وإخراج المحتجزين.
اغتيال نصر الله يدفع السنوار لاتخاذ خطوات أكثر أمانًا
وأكد "أبو لحية" أن اغتيال نصر الله سوف تدفع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيي السنوار إلى اتخاذ خطوات أكثر أمانًا لشخصه وللمحيط الذي يتحرك به؛ وذلك لأن التصعيد الإسرائيلي حول استهداف المستوى القيادي بات كبير، وبالتالي إذا لم يأخذ السنوار احتياطاته اللازمة فسوف يدفع ثمن هذا حياته، ولذلك هناك أخبار تتحدث عن انقطاع التواصل بين السنوار وقيادة حماس في الخارج في إطار هذه الاحتياطات الواجب اتباعها؛ نظرًا للوضع الأمني واعتماد السنوار على خلية مصغرة قريبة منه تعرف خطواته وتوصل رسائله وتعليماته بشكل كتابي خوفًا من أي اختراق أمني.
وتابع "أبو لحية": "مع الأسف الشديد إننا مقبلين على حرب واسعة، حيث ما يحدث في لبنان خلال الأسبوع الماضي يؤكد أن نتنياهو قد اتخذ قراره بالحرب الواسعة، وأنه لن يحيد عن هدفه في إزالة أي خطر يهدد إسرائيل، وبالتالي فالمرحلة القادمة سوف تكون أكثر دموية وأكثر عنفًا".
وأوضح "أبو لحية" أن حالة النشوة التي يشعر بها نتنياهو الآن لربما تدفعه إلى البدء في تنفيذ خطة الجنرالات وتحديدًا في إخلاء كافة سكان شمال غزة من الشمال وإجبارهم على النزوح جنوب قطاع غزة، وذلك باستخدام القوة الغاشمة التي سوف تكون أكثر ضراوة مما سبق.
0 تعليق