ريهام سمير سعد لـ"الدستور": "طريق الحرير" تاريخ التعارف والتبادل والتكامل بين الثقافات

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تنتظر المترجمة، ريهام سمير سعد، صدور ترجمتها عن الصينية مباشرة، لكتاب “التاريخ الكامل لطريق الحرير”، عن المركز القومي للترجمة، تأليف المؤرخ الصيني "ووبن"، ويُعدُّ هذا الكتاب موسوعة تاريخية ثقافية.

طريق الحرير.. تاريخ اللقاء بين الثقافات

وفي تصريحات خاصة لـ"الدستور" كشفت مترجمة كتاب “التاريخ الكامل لطريق الحرير”، تفاصيل الكتاب قائلة، إن تاريخ طريق الحرير هو تاريخ اللقاء والتعارف والتبادل والتكامل بين الثقافات من جنسيات مختلفة حول العالم، وهو أيضًا تاريخ التطور العظيم للثقافة العالمية.. ومن ثمَّ، فإن طريق الحرير له أهمية خاصة يجب التأكيد عليها في التواصل بين الحضارات الشرقية والغربية وتحقيق التبادل الثقافي والتقني والديني والفني والثقافي بين الجماعات العرقية المختلفة في أوراسيا.

 

وتابعت: إذا نظرنا إلى تاريخ طريق الحرير مجمله، وسردنا قصته، وذكرنا أمده وعظمته وثرائه واستحقاقه وروعته ومناظره البديعة وجماله الخلاب، فلن يضاهي ذلك قولًا.. إن تاريخ طريق الحرير هو أروع فصل في تاريخ الثقافة العالمي، وأبهى (طريق) خطى عليه البشر. فقد كُتب تاريخ البشرية وحضارة العالم من الماضي إلى الحاضر من طريق الحرير.

8a7ae26219.jpg

«إن طريق الحرير هو رحم الثقافات العالمية الرئيسية.. إذ إننا نجد قيام العديد من الحضارات القديمة حول نهاية الطريق على وجه الخصوص، كحضارة بلاد ما بين النهرين، والحضارة المصرية، والحضارة الخوارزمية، وحضارة نهر السند، والحضارة الصينية. ونجد أيضًا ظهور الديانات من حوله منذ العصور القديمة، ومنها: الزرادشتية، والمسيحية، والبوذية، والمانوية، والإسلامية. بدت طباع تلك الديانات ظاهرةً على كل شيء، وبدا تأثيرها متعمقًا في الثقافات الإنسانية في كل مكان. بناءً على تلك المعاني جميعها، يمكن قول إن طريق الحرير هو «سبيل الوصول إلى طريق للحضارة البشرية». «لذلك يعد طريق الحرير جسر التواصل الرابط بين الشرق والغرب. وعلى امتداده اعتمدت شعوب مختلف الثقافات على القوافل، لنشر خصائص ثقافتها، وتعزيز قبول اختلافها في الوقت نفسه، وبعثها في جميع أنحاء العالم. ومن ثمَّ حظى طريق الحرير على شعبية هائلة، لافتًا أنظار الكثير من الشعوب، فقد كان بمثابة شريان التبادل الثقافي بين الشرق والغرب.

893ef11f1c.jpg
مؤلف الكتاب

وتابعت “سعد”: (طريق الحرير) مسمى أنيق ذو صدى رومانسي، ومفهوم ذو أهمية أكاديمية بالغة، تكمن تلك الأهمية الكبرى لهذا المفهوم في مدلوله عن الطريق الرئيسي لحركة المرور الصينية والغربية؛ حيث يعتبر دليلًا جغرافيًا وافرًا لتاريخ أثر التبادلات الثقافية الصينية والغربية. لم تقتصر أهميته عند ذلك فحسب؛ فقد جاءت كلمة (الحرير) ملحقة به؛ مؤكدةً على هيمنة السلع الصينية على مدى طويل على التجارة الدولية، وعاكسةً لحقائق راسخة عن التبادل الثقافي بين الصين والغرب لآلاف السنين.

واختتمت “سعد” مشددة على: التاريخ الكامل لطريق الحرير، بكتاب هو موسوعة تاريخية ثقافية؛ يقدم تاريخ طريق الحرير لأول مرة كاملًا في التأريخ الصيني، يمتاز بوصف بانورامي لشتى تفاصيل فتح وتطوير وازدهار طريق الحرير، يلقي أضواء كاشفة على كل ما حدث وكل مَن وطأت قدميه على ممراته البرية المتشعبة، وكل مَن أبحر في مساراته البحرية الواصلة بين القارات، منذ العصر الحجري القديم حتى وقتنا الحالي، يذكر الأساطير الصينية وحراك البدو وتواصل الثقافات وتبادل المنتجات والتقنيات والغزوات والمعارك والفتوحات ونشر الأديان وسفر الرُهبان ومبادرات السلام، مسهبًا في ذكر نصوص دلالية واقتباسات من سجلات كلاسيكية ووثائق ومراسيم وكتب ومؤلفات وأقوال، صاغها أباطرة وملوك وقادة وعلماء وأدباء من شتى بلدان العالم، مستعرضًا الفترات المتعاقبة، وتأثير التواصل والتبادل على مجرى التاريخ. سنشهد بين طياته حضور الأسر الصينية جميعها ومختلف الأباطرة، سنقرأ عن التقنيات وطرق ابتكارها بخطوات تفصيلية وتبادل المنتجات، وانتشار الأديان، وسنتبيَّن معارف غنية عن الممالك والدول التي أُقيمت على امتداد طريق الحرير، وعن المعارك والفتوحات كـ معركة طلاس، وحملات الإسكندر الأكبر، وعن تشانغ تشيان وشوان تزانغ وابن بطوطة وفاشيان وماركو بولو وكريستوفر كولومبوس، ورحلات تشنغ خه السبع المهيبة، واكتشاف العالم الجديد.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق