أطلقت الصين مناورات عسكرية واسعة حول تايوان، باستخدام صواريخ وقاذفات في رسالة تحذير إلى الدول المؤيدة والداعمة لاسيما الولايات المتحدة لاستقلال الجزيرة المتنازع عليها مع بكين حيث ترى الأخيرة أنها جزء من الأراضي الصينية.
الصين تتأهب لسيناريو غزو تايوان
وأعلنت وزارة الدفاع الصينية في مؤتمر صحفي عقد بعد ظهر الثلاثاء حول التدريبات العسكرية للنظام الشيوعي، والتي أطلقت عليها بكين اسم " مهمة العدالة 2025"، أن عشرة صواريخ سقطت داخل المنطقة المتاخمة لجنوب تايوان والتي يبلغ طولها 24 ميلاً بحرياً، مسجلةً بذلك أقرب مسافة إلى الجزيرة على الإطلاق في تدريبات الذخيرة الحية الصينية.
وأضافت الوزارة أن الصواريخ الـ 17 المتبقية سقطت خارج المنطقة المتاخمة لشمال تايوان، ولم يحلق أي من الصواريخ الـ 27 فوق تايوان.
قال هسيه تشينغ تشين، نائب المدير العام لإدارة خفر السواحل التايوانية: "زعمت وسائل الإعلام الحكومية الصينية أنها حاصرت أربعة موانئ في تايوان - وهذا تضليل صريح".
ورفض الفريق هسيه جيه شنغ، نائب رئيس الأركان العامة للاستخبارات في وزارة الدفاع التايوانية، مزاعم بكين بشأن نجاحها في فرض حصار على تايوان من خلال التدريبات.
قال هسيه: "في الواقع، لم يحدث الحصار أبدًا. والسبب الذي يدفع بكين لقول ذلك هو جعل الناس يعتقدون أن [تدريباتها العسكرية] قد حققت الغرض المنشود منها".
بروفة متكاملة لحصار الجزيرة
وذكرت وسائل الإعلام التايوانية أن التدريبات التي أجريت يومي الاثنين والثلاثاء كانت الأكبر من حيث المساحة والأقرب حتى الآن إلى تايوان.
قال هسيه إنه بالنظر إلى المناطق المختلفة التي حددها الجيش الصيني للتدريبات، أرادت بكين "إيصال رسالة" مفادها أن مضيق تايوان جزء من مياهها الإقليمية وليس ممرًا مائيًا دوليًا.
وأبحرت كندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة بسفن حربية عبر مضيق تايوان هذا العام في محاولة لضمان بقاء الممر المائي الضيق خالياً.
وأعلنت الصين، إن التدريبات بالذخيرة الحية في شمال وجنوب تايوان أجريت جنباً إلى جنب مع الضربات المحاكاة وعمليات الدفاع الجوي ومكافحة الغواصات، فضلاً عن الهجمات على الأهداف البحرية، حيث تم نشر المدمرات والفرقاطات والمقاتلات والقاذفات فيما وصفته بأنه بروفة متكاملة لحصار الجزيرة.
ونشرت الصين قبالة سواحل شرق تايوان سفن هجومية برمائية ومدمرات وفرقاطات وطائرات بدون طيار لإجراء تدريبات مثل الاستيلاء على موانئ رئيسية وضربات دقيقة على أهداف رئيسية.
وانتقد وزير الخارجية الصيني وانغ يي، في ندوة عقدت في بكين يوم الثلاثاء، "قوى استقلال تايوان" ومبيعات الأسلحة الأمريكية الأخيرة للجزيرة، قائلاً إن التدريبات كانت رداً على "الاستفزازات المتكررة".
صفقة أسلحة بين أمريكا وتايوان تغضب تايوان
وتضمنت صفقة بيع الأسلحة التي أبرمتها الولايات المتحدة مع تايوان بقيمة 11.1 مليار دولار، والتي أعلنت عنها وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة للبنتاغون في 17 ديسمبر، معدات دفاعية مثل أنظمة الصواريخ المدفعية عالية الحركة، ومدافع هاوتزر ذاتية الدفع، ونوعين مختلفين من طائرات ألتوس المسيرة للذخائر، وصواريخ جافلين المضادة للدبابات، وصواريخ مضادة للدروع.
وأثارت المناورات العسكرية الأخيرة للحزب الشيوعي الصيني مخاوف وانتقادات من الكونجرس الأمريكي.
وكتب السيناتور الأمريكي تود يونغ الذي يعمل في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، في منشور على منصة إكس: "إن العدوان الأخير الذي شنته جمهورية الصين الشعبية ضد تايوان غير مقبول.. وتستمر أنشطة بكين المتهورة في المنطقة في تقويض الأمن العالمي، والولايات المتحدة محقة في مواصلة دعم حلفائنا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ."
ودعت وزارة الخارجية التايوانية الصين إلى التوقف فوراً عن "أنشطتها العسكرية الاستفزازية التي لا أساس لها" و"ممارساتها الترهيبية"، قائلة إن أفعالها "تتحدى النظام الدولي القائم على القواعد".
وذكرت الوزارة أن "محاولات الصين المستمرة لتقويض الوضع الراهن من جانب واحد عبر مضيق تايوان والمنطقة سيكون لها تأثير خطير على الشحن والتجارة العالميين".
فيما أعربت أستراليا عن قلق بالغ إزاء المناورات العسكرية الصينية بالقرب من تايوان، وفي بيان صدر يوم الأربعاء، قالت وزارة الخارجية والتجارة إن عمليات المحاكاة واسعة النطاق قد تؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وقد تتسبب في وقوع حادث أو تصعيد.
وقالت وزارة الخارجية والتجارة إن التدريبات "مقلقة للغاية، ومزعزعة للاستقرار، وتنذر بتأجيج التوترات الإقليمية".
وجاء في البيان: "تعارض أستراليا بشدة أي إجراءات تزيد من خطر وقوع الحوادث أو سوء التقدير أو التصعيد. وينبغي إدارة الخلافات من خلال الحوار، وليس باستخدام القوة أو الإكراه".
ويشار إلى أن هذه هي سادس مناورة عسكرية رئيسية لجيش التحرير الشعبي الصيني تستهدف تايوان منذ عام 2022، حين شنّ تدريبات بالذخيرة الحية استمرت لأيام ردًا على زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي آنذاك، نانسي بيلوسي، للجزيرة. وفي أبريل، أجرى الجيش عملية استمرت يومين، مما أثار توقعات بإجراء مناورة مماثلة قبل نهاية العام.
ورداً على سؤال حول التدريبات يوم الاثنين ، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يتمتع بعلاقة رائعة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ، "ولم يخبرني بأي شيء عن ذلك".
قال ترامب: "لقد رأيت ذلك بالتأكيد... لا أعتقد أنه سيفعل ذلك"، في إشارة على ما يبدو إلى غزو فعلي. "لا شيء يقلقني".


















0 تعليق