داخل خدمة المرأة العاملة بالفيوم.. كيف يتحول الدعم إلى استقرار حقيقي في حياة السيدات

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في أحد أركان الجمعية المصرية لحماية الأطفال بمحافظة الفيوم، يتحول مفهوم الدعم من مجرد مساعدة مؤقتة إلى استقرار يومي تعيشه عشرات السيدات داخل مشروع «خدمة المرأة العاملة»، أحد مشروعات وزارة التضامن الاجتماعي، الذي يعمل منذ سنوات على فكرة بسيطة في ظاهرها، عميقة في تأثيرها: مساعدة المرأة على العمل دون أن تضطر للتخلي عن بيتها أو أطفالها.


المكان لا يبدو كمطبخ تقليدي أو ورشة إنتاج، بقدر ما يشبه خلية عمل متكاملة، تتحرك فيها السيدات بين خطوط الإنتاج بثقة، وهن يصنعن الخبز والحلويات والوجبات، ويصنعن في الوقت نفسه مسارًا جديدًا لحياتهن.


دعم بدأ بالمعدات.. واستمر بالثقة
يقول محي الدين عبدالعظيم، مدير مشروع خدمة المرأة العاملة بالفيوم، إن المشروع انطلق بدعم مباشر من وزارة التضامن الاجتماعي منذ عام 1996، حين وفرت الوزارة المعدات الأساسية التي مكّنت السيدات من بدء الإنتاج الفعلي.


ومنذ ذلك الوقت، لم يتوقف التطوير، بل اتسعت دائرة الإنتاج لتشمل أنواعًا مختلفة من الخبز، والحلويات الشرقية والغربية، والمخبوزات، مع الالتزام بأن تظل الأسعار مناسبة للمرأة العاملة، التي تبحث عن جودة حقيقية دون أعباء إضافية.


وجبة جاهزة.. وعبء أقل
داخل المشروع، لا تقتصر الفكرة على البيع فقط، بل على تخفيف الضغط اليومي عن المرأة العاملة.


وجبات متوازنة، أكلات نصف مجهزة، مخبوزات جاهزة للاستخدام، كلها تفاصيل صغيرة لكنها تصنع فارقًا كبيرًا في حياة سيدة تحاول التوفيق بين العمل والمنزل.
ورغم الارتفاع المستمر في أسعار مدخلات الإنتاج، من السكر والزيوت والطاقة، يصر فريق العمل على الحفاظ على استقرار السعر وجودة المنتج، باعتبارهما أساس الثقة مع المستفيدات، وليس مجرد معادلة ربح وخسارة.


التمكين لا يكتمل دون رعاية
اللافت داخل مشروع «خدمة المرأة العاملة» أن التمكين لا يُختزل في فرصة عمل فقط، بل يمتد ليشمل منظومة دعم متكاملة، من بينها توفير حضانات للأطفال داخل المشروع، تتيح للأمهات العمل وهن مطمئنات على أطفالهن، في بيئة آمنة وبأسعار في متناول اليد.


هذا التوازن بين العمل والرعاية هو ما يمنح السيدات القدرة على الاستمرار، لا مجرد الدخول المؤقت إلى سوق العمل.


نقلة في حجم الإنتاج.. وحلم كبر
يتحدث أحمد محي الدين، أحد العاملين بالمشروع، عن التطور الذي شهده قسم الحلويات خلال السنوات الأخيرة، موضحًا أن الإنتاج كان في بدايته موسميًا ومحدودًا، لا يتجاوز عشرات الكيلوجرامات يوميًا.


اليوم، وبفضل الدعم الفني والمعدات الحديثة التي وفرتها وزارة التضامن، أصبح الإنتاج يتم بوتيرة مختلفة، وبقدرة تصل إلى أكثر من 120 كيلو في الساعة، خاصة خلال المواسم الكبرى مثل شهر رمضان، حيث يعمل الفريق لساعات طويلة لتلبية الطلب المتزايد.


لكن الأهم كما يقول أن هذا التطور لم ينعكس فقط على الأرقام، بل على ثقة السيدات بأن ما يصنعنه بأيديهن قادر على المنافسة في السوق.


أرقام خلفها حكايات
خلال عام واحد، استفاد من خدمات المشروع أكثر من 18 ألف سيدة وأسرة، وارتفع العدد خلال العام الحالي إلى ما يزيد على 22 ألف مستفيد، وهي أرقام تعكس اتساع دائرة الثقة في هذا النموذج، لكنها تخفي خلفها حكايات يومية لسيدات وجدن في المشروع فرصة عمل مستقرة، ودخلًا منتظمًا، وشعورًا بالاستقلال.


اقتصاد رعاية.. لا صدقة
يمثل مشروع «خدمة المرأة العاملة» أحد نماذج ما تُطلق عليه وزارة التضامن «اقتصاد الرعاية»، وهو مفهوم يقوم على تقديم خدمات أساسية – غذائية ورعائية – مع خلق فرص عمل في الوقت نفسه، دون التعامل مع المرأة باعتبارها متلقية للمساعدة، بل شريكة في الإنتاج.


ومن خلال وحدات متعددة تشمل الوجبات الجاهزة، والمشغولات، والغسل والكي، ومعاونات المنازل، بالإضافة إلى منافذ «البيت المصري» المنتشرة في المحافظات، يتحول المشروع إلى منظومة دعم حقيقية للأسرة المصرية.


حكاية مستمرة
في الفيوم، لا يبدو مشروع خدمة المرأة العاملة مجرد تجربة عابرة، بل حكاية ممتدة منذ أكثر من أربعة عقود، تتجدد تفاصيلها مع كل سيدة تدخله بحثًا عن فرصة، وتخرج منه أكثر قدرة على الاعتماد على نفسها، وأكثر اطمئنانًا على بيتها ومستقبل أبنائها.

1000674041
1000674041
1000668419
1000668419
1000668418
1000668418
1000668417
1000668417
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق