كاتب سوداني: ميلشيا الدعم السريع تنتهج سياسة تخريب ممنهج لإضعاف الدولة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قال الكاتب الصحفي السوداني محمد زاهر إن مليشيات  الدعم السريع ظلت منذ اندلاع الحرب، تستهدف بصورة مباشرة ومتعمدة المنشآت المدنية للدولة السودانية، في إطار نهج ممنهج يهدف إلى إحداث أضرار جسيمة بالبنية التحتية، وإضعاف مؤسسات الدولة، وحرمان المواطنين من الخدمات الأساسية المرتبطة بحياتهم اليومية.

وأوضح زاهر في تصريحات خاصة لـ الدستور أن هذه المليشيات ركزت منذ وجودها في العاصمة الخرطوم على التخريب والدمار، معتبرًا أن استهداف المستشفيات ومحطات الوقود والكهرباء وغيرها من المرافق الحيوية لم يكن سلوكًا عشوائيًا، بل جزءًا من استراتيجية مدروسة لضرب قدرة الدولة على الاستمرار، وإغراق المواطنين في أزمات معيشية خانقة.

وأشار إلى أن المنشآت التي لم تتمكن المليشيات من تدميرها لجأت إلى تحويلها إلى ثكنات ومساكن عسكرية، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية، مستشهدًا بمواقع بارزة مثل مصفاة الجيلي للنفط في الخرطوم بحري، ومستشفى النساء والتوليد في مدينة أم درمان، إضافة إلى جامعة الخرطوم، وهي منشآت مدنية خالصة لا علاقة لها بأي عمليات عسكرية.

جميع المناطق تعرضت لضربات مباشرة من مسيّرات الدعم السريع

وأكد زاهر أن الاستهداف لم يتوقف عند هذا الحد، بل استمر طوال فترة الحرب عبر هجمات متكررة بالطائرات المسيّرة، طالت محطات الكهرباء في ولاية نهر النيل والولاية الشمالية والخرطوم والنيل الأبيض، مشددًا على أن جميع هذه المناطق تعرضت لضربات مباشرة من مسيّرات الدعم السريع، في خطوة تعكس بوضوح النوايا التخريبية للمليشيات تجاه المنشآت الحيوية والأعيان المدنية التي لا تمت بصلة لساحات القتال.

وأضاف أن المواطن السوداني ظل الضحية الأولى لهذه الممارسات، إذ عانى بصورة قاسية من الانقطاعات المتكررة للكهرباء والمياه، وما ترتب عليها من شلل في الخدمات الصحية. 

ولفت إلى أن أصحاب الأمراض المزمنة كانوا الأكثر تضررًا، لا سيما المرضى الذين يعتمدون على غسيل الكلى، إضافة إلى المرضى الذين تتطلب حالتهم حفظ الأدوية في الثلاجات، حيث أدى انقطاع الكهرباء إلى تلف كميات كبيرة من الأدوية، وتسبب في خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات.

وأوضح أن دوافع هذا الاستهداف الممنهج تعود إلى عدة أسباب، في مقدمتها الضغط على الحكومة السودانية للقبول بعملية تفاوض تحاول المليشيات فرض شروطها وخطوطها، إلى جانب السعي لإثبات الوجود العسكري والقدرة على المناورة، ورفع الروح المعنوية لعناصرها، فضلًا عن مناورات سياسية للجناح المدني المرتبط بها، بهدف صناعة شعبية زائفة قائمة على القوة والخراب وليس على أي شرعية حقيقية.

وشدد الصحفي السوداني أن استهداف المنشآت المدنية يُعد جريمة يعاقب عليها القانون الدولي الإنساني، ويقع ضمن جرائم الحرب الواضحة، إلا أن ما يثير القلق – بحسب تعبيره – هو الصمت المريب للمجتمع الدولي إزاء هذه الانتهاكات، وهو صمت يشجع المليشيات على المضي قدمًا في تخريب المرافق الحيوية دون رقيب أو محاسبة.

وختم زاهر تصريحه بالتأكيد على أن استمرار هذا الصمت الدولي يفاقم معاناة المواطنين، ويحرمهم من أبسط حقوقهم في الحياة الكريمة، داعيًا إلى تحرك جاد يضع حدًا لهذه الانتهاكات، ويضمن حماية المدنيين والبنية التحتية في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة التي يعيشها السودان.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق