أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن اللغة العربية لم تكن يومًا مجرد أداة للتخاطب، بل تمثل «الوطن المعنوى» للأمة العربية، ووعاء حضارتها، وجسرها الممتد إلى الضمير الإنسانى العالمى، بما تحمله من قيم التسامح والعيش المشترك والعقل المستنير.
الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية
جاء ذلك فى كلمة الأمين العام والتى ألقاها نيابة عنه،السفير الدكتور خالد بن محمد منزلَاوِى، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون السياسية الدولية، خلال الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية، والذي عقد اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بحضور نخبة من الدبلوماسيين والعلماء والمفكرين، وبمشاركة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية.
اللغة العربية وسيلة لوحدة الأمة
وأشار أبو الغيط، في كلمته، إلى أن الاحتفال باليوم العالمى للغة العربية لا يقتصر على مناسبة بروتوكولية، بل يمثل وقفة وعي وتجديد للعهد مع «سيدة اللغات»، التي وسعت كتاب الله لفظًا ومعنى، ولم تعجز يومًا عن استيعاب علوم الأولين أو وصف منجزات العصر الحديث، أو التعبير عن أدق خلجات النفس الإنسانية.
وأوضح أن اللغة العربية كانت ولا تزال عامل توحيد حضاري، يربط بين مختلف مكونات الأمة، ويجسد نسيجًا ثقافيًا واحدًا يجمع بين المؤسسات الدينية الإسلامية والمسيحية، ويعكس عمق التعايش والتسامح الذي ميز الحضارة العربية عبر تاريخها الطويل.
تعليم العربية للناطقين بغيرها
ولفت الأمين العام إلى أن احتفال هذا العام يأتي بالتعاون مع مجمع الملك سلمان العالمى للغة العربية، مسلطًا الضوء على تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، باعتباره بوابة رئيسية لمستقبل اللغة، وأداة فاعلة لتعزيز حضورها عالميًا، مشيرًا إلى النماذج المضيئة من الدارسين الوافدين من مختلف بقاع العالم، الذين توحدت ألسنتهم وقلوبهم على حب العربية رغم اختلاف أصولهم وثقافاتهم.
الشراكة الاستراتيجية مع مجمع الملك سلمان
وأكد أن الشراكة الاستراتيجية مع مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية تمثل تلاقيًا حقيقيًا للرؤى وتوحيدًا للجهود، يهدف إلى تقديم اللغة العربية للعالم بأسلوب عصري يواكب ثورة الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، موضحًا أن التحدي الحقيقي يتمثل في نقل العربية من رفوف المكتبات وبطون المعاجم إلى فضاءات الخوارزميات، ومنصات التواصل، ومجالات البحث العلمي والتقني.
وشدد أبو الغيط على أن اللغة العربية تمثل إحدى أهم أدوات «القوة الناعمة» للأمة العربية، والحصن الأخير لحماية هويتها من الذوبان في ظل تحديات العولمة المتسارعة، مؤكدًا أن العربية ستظل لغة سلام وحوار، وحاضنة للإبداع الإنساني.
واختتم كلمته بتوجيه الشكر لكل من أسهم في تعليم اللغة العربية وصون تراثها، ولكل من حمل أمانة «الضاد» وسعى إلى تقديمها للعالم نقية سامية، مؤكدًا أن العربية ستبقى عالية المقام، وبيانًا ساطعًا للبشرية جمعاء.
















0 تعليق