شهد الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، اليوم الإثنين الموافق 15 ديسمبر، فعاليات المائدة المستديرة الرابعة التي ينظمها المركز الجامعي للتطوير المهني، تحت عنوان: «الزراعة والبيطري.. احتياجات سوق العمل في قطاعات الزراعة والبيطري»، وذلك تحت إشراف الدكتور محمد أحمد عدوي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، وبحضور الدكتور أحمد عبد المولى نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور جمال بدر نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، وتنظيم الدكتور محمد سليمان مصيلحي مدير المركز الجامعي للتطوير المهني.
وشهدت المائدة حضور لفيف من الأكاديميين، والمهندسين، والأطباء البيطريين، إلى جانب ممثلين عن القطاع الخاص في المجالين الزراعي والبيطري، من المعامل، وشركات الأدوية والمستلزمات البيطرية، فضلًا عن ممثلي المجتمع المحلي، وذلك في خطوة تستهدف بناء روابط فعّالة مع القطاعين العام والخاص، ودعم طلاب وخريجي الجامعة في تحديد مساراتهم المهنية، والتعرف على متطلبات سوق العمل المصري.
فعاليات المائدة المستديرة الرابعة
وفي مستهل اللقاء، رحّب الدكتور المنشاوي بضيوف الجامعة المشاركين في فعاليات المائدة المستديرة الرابعة، مثمنًا مساهمتهم القيمة وخبراتهم العملية وتجاربهم المتميزة في قطاعي الزراعة والطب البيطري، والتي تمثل دعامة أساسية لطلاب وخريجي الجامعة، وتسهم بشكل مباشر في تعزيز قدرتهم على مواجهة متطلبات سوق العمل.
وأكد الدكتور المنشاوي أن هذه الفعالية تناقش موضوعًا بالغ الأهمية يتمثل في إعداد كوادر مؤهلة للعمل في القطاعين الزراعي والبيطري، مشيرًا إلى أن الزراعة والطب البيطري يشكلان أساس الأمن الغذائي والصحة العامة، حيث تمثل الزراعة قلب الاقتصاد الوطني ومصدر الاستقرار البيئي، بينما يُعد الطب البيطري الضمانة الأساسية لصحة الإنسان والحيوان، ويكمل منظومة الإنتاج الغذائي السليم.
تنفيذ المبادرات والمشروعات الرائدة
وأضاف رئيس جامعة أسيوط أن الجامعة حريصة على تنفيذ المبادرات والمشروعات الرائدة التي تحقق فوائد بيئية واقتصادية مهمة، وفي مقدمتها مشروع زراعة الأسطح، من خلال تحويل أسطح المباني الجامعية إلى مساحات خضراء منتجة، بما يحقق التكامل بين البحث العلمي والتطبيق العملي، ويسهم في تعزيز الاستدامة، ورفع معدلات الإنتاج، ونشر الوعي البيئي.
وأوضح الدكتور المنشاوي أن اللقاء يستهدف ربط التعليم بالواقع العملي، وتزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات التقنية اللازمة، مع توفير فرص تدريب تطبيقية حقيقية داخل مؤسسات الإنتاج والجهات المتخصصة، مشيدًا بدور المائدة المستديرة في تبادل الرؤى والخبرات مع المتخصصين، والخروج بتوصيات عملية تسهم في تطوير منظومة التعليم والتدريب، وتلبي احتياجات سوق العمل بشكل مباشر، بما يعود بالنفع على الطلاب والجامعة والمجتمع.
كما أكد رئيس الجامعة حرص إدارة الجامعة على دعم البحث العلمي التطبيقي، وتشجيع الابتكار في مجالات الزراعة والإنتاج الحيواني، بما يؤهل خريج جامعة أسيوط لمواجهة التحديات البيئية، ومواكبة التطورات الحديثة في القطاعين الحيويين، موجهًا الشكر لكل من ساهم في تنظيم هذه الفعالية والمشاركين فيها، ومتمنيًا أن تسفر عن نتائج ملموسة تدعم مستقبل قطاعي الزراعة والطب البيطري.
ومن جانبه، أشار الدكتور أحمد عبد المولى إلى حرص الجامعة على دعم التكامل الفعلي بين الكليات، باعتباره أحد المحاور الاستراتيجية لتطوير منظومتي التعليم والبحث العلمي، بما يسهم في إعداد خريج قادر على الإبداع ومواكبة تطورات تكنولوجيا المعلومات في مختلف المجالات. ولفت إلى أهمية تعزيز مهارات الطلاب المعرفية، وتنمية قدراتهم في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات، بما يدعم الابتكار والمعرفة التطبيقية المرتبطة بواقع سوق العمل.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور جمال بدر أن قطاع الدراسات العليا يضع التخصصات البينية المشتركة على رأس أولوياته، إيمانًا بأهمية التكامل العلمي في تعزيز جودة البحث العلمي ورفع قدرات الباحثين، وتوجيه الأبحاث نحو قضايا تطبيقية تخدم المجتمع وتسهم في رفع مكانة الجامعة أكاديميًا وبحثيًا. وأكد أن هذا النهج يسهم في إنتاج مخرجات علمية وبحثية جديدة ومبتكرة يصعب تحقيقها من خلال تخصص واحد.
فيما أكد الدكتور محمد عدوي أن جامعة أسيوط تحرص على دعم أفكار الشباب الجامعي المبدعة التي تخدم المجتمع، وتنظيم الفعاليات الهادفة إلى ربط الطلاب بسوق العمل، بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، بما يؤهلهم لوظائف المستقبل ويُسهم في بناء مسار مهني واعد. وأوضح أن كليتي الزراعة والطب البيطري تُعدان من الكليات الفاعلة داخل المنظومة الجامعية، وتسهمان بشكل مؤثر في تعزيز مفاهيم الاستدامة، بما يتماشى مع خطط الدولة الطموحة لتحقيق التنمية الشاملة.
وفي سياق متصل، أعرب الدكتور محمد سليمان مصيلحي عن تقديره البالغ للجهود التي يبذلها المشاركون لتحقيق التكامل العلمي والتدريبي للطلاب والخريجين، موضحًا أن المركز الجامعي للتطوير المهني تم افتتاحه في شهر أبريل عام 2023، بهدف تعزيز قابلية توظيف طلاب وخريجي الجامعة، من خلال تأهيلهم بمهارات سوق العمل، وتقديم خدمات الإرشاد المهني والتدريب والتوظيف، وبناء شراكات مع مؤسسات القطاعين العام والخاص لدعم فرص العمل وريادة الأعمال.
واستعرض الدكتور محمد سليمان أبرز إنجازات المركز، موضحًا أن إجمالي عدد المستفيدين بلغ نحو 9186 فردًا في مجالات الزيارات الميدانية، والتطوع، وفرص التدريب والتوظيف، وجلسات التطوير المهني، وورش العمل والندوات التعريفية، والدورات التقنية، ومهارات التوظيف. كما أشار إلى إسهامات المركز في مبادرة «كن مستعدًا»، حيث حظت جامعة أسيوط بأكبر عدد من المسجلين في مسارات المبادرة بإجمالي 3348 طالبًا وخريجًا من بين 80 ألف مستفيد على مستوى الجمهورية خلال الأيام الأولى من المبادرة، خاصة في مساري مهارات الاستعداد المهني، والمهارات الرقمية والذكاء الاصطناعي، موضحًا أن إجمالي عدد المستفيدين من المبادرة بجامعة أسيوط حتى الآن بلغ 5099 طالبًا وخريجًا.
وأدار الجلسة الدكتور محمد سامي القاضي مسئول التعلم عبر التجربة بالمركز، حيث ناقش الحضور حول أبرز المهارات العملية والتقنية المطلوبة للخريجين الجدد في قطاعي الزراعة والبيطري، ودور المركز الجامعي للتطوير المهني في تعزيز فرص التدريب والتوظيف لدى مؤسسات القطاع الخاص، ومدى استعداد هذه المؤسسات للتعاون في مبادرات تدريبية أو توظيفية مشتركة.
وشارك في فعاليات المائدة المستديرة من إدارة الجامعة كل من: الدكتورة إيناس أحمد عبد الحافظ عميدة كلية الطب البيطري، والدكتور عادل علي تمام وكيل كلية الزراعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتورة رحاب الداخلي المستشار الإعلامي لرئيس جامعة أسيوط.
كما شارك من القطاع الخاص: الدكتور تيمور الشري رئيس قسم التوليد والتناسليات بكلية الطب البيطري ومدير عيادات Pet Smile Clinic، والأستاذة داليا الفونس قزمان مدير فرع هيئة تنمية الصعيد، والأستاذ إيهاب عبد الحميد رئيس جهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة والمتناهية الصغر، والأستاذ باسم فكري سيف صاحب مزرعة البطل وأمين عام جمعية المستثمرين، والمهندس عبد الغني رسمي مدير منطقة جنوب أسيوط بشركة القناة للمحاصيل الزراعية، والدكتور علي أحمد بكر ممثل شركة إيجل فارما تريد للأعلاف والأدوية البيطرية، والأستاذ إيهاب خشبة رئيس قطاع الموارد البشرية، والأستاذ حسين أحمد حسن المدير الإداري لشركة ومصنع الأصدقاء، والأستاذة رقية أحمد محمد مدير العلاقات العامة بشركة الأصدقاء، والأستاذ أحمد حسن محمود صاحب شركة الاتحاد لصناعات المكرونة، والأستاذ وائل حسين إبراهيم عمر عانوس مدير الشركة المصرية لطحن الغلال، والأستاذ أحمد عمار مدير وحدة ريادة الأعمال ومركز تميز بالغرفة التجارية.
وحضر الفعاليات فريق عمل من المركز الجامعي للتطوير المهني، ويضم: الدكتور محمد سامي القاضي مسئول التعلم عبر التجربة، والدكتورة رغدة عادل تغيان مسئول التطوير المهني، والدكتور محمد محمود قراعة مسئول التوظيف والعلاقات مع الشركات، والدكتور علي حسين مسئول تكنولوجيا المعلومات والاتصال، والأستاذة نادية خيري رفاعي مسئول التسويق والإعلام، والأستاذ يوسف مكرم بسطا المسئول المالي والإداري، والأستاذ أحمد محمد سيد منسق الإدارة والتدريب.
وفي البيان الختامي، أوضحت الدكتورة رغدة تغيان أن فعاليات المائدة المستديرة أسفرت عن عدد من التوصيات المهمة، التي جاءت مواكبة لخطة الدولة المصرية الطموحة للاهتمام بقطاعي الزراعة والطب البيطري، ومسايرة التقدم التكنولوجي في كلا القطاعين، بما يسهم في زيادة المشروعات الشبابية المبتكرة، وتوفير فرص عمل أكثر تطورًا في سوق العمل.
وأكد الحضور ضرورة التكامل بين كليات الجامعة، ودعم التخصصات البينية المشتركة في التعليم والبحث العلمي، بما يتيح دمج المعارف والمهارات لإعداد خريجين قادرين على حل المشكلات المعاصرة، وتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة، إلى جانب دعم الشباب الجامعي في إنشاء مشروعاتهم الخاصة التي تعزز الابتكار وتفتح آفاقًا مهنية جديدة لخدمة أهداف التنمية المستدامة.
كما تضمنت التوصيات ضرورة إلمام طلاب كليتي الزراعة والطب البيطري بالمهارات المعرفية والتقنية الحديثة، وأهمية امتلاك الكفاءات الشخصية، والمعارف اللغوية، وأنظمة تحليل البيانات، والجودة، بما يمكنهم من العمل بكفاءة في بيئات متعددة التخصصات، والتوسع في مجالات الزراعة الذكية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وميكنة الأعمال بشكل أكثر عمقًا ودقة.
وشددت التوصيات على أهمية إدخال البرامج التدريبية الميدانية داخل المقررات الجامعية بشكل أوسع، لما لذلك من دور في إعداد كوادر مؤهلة للوظائف المستقبلية، ومنح الطلاب ميزة تنافسية في سوق العمل، مع تعزيز التعاون مع مؤسسات القطاع الخاص لتدريب الطلاب على أحدث التقنيات، ورفع كفاءتهم المهنية، وسد فجوة سوق العمل.
وفي سياق متصل، رصدت التوصيات الدور المحوري للإعلام كحلقة وصل فاعلة بين الجامعة والطلاب وسوق العمل، من خلال تسليط الضوء على الأنشطة والبرامج التدريبية التي تقدمها الجامعة في مختلف التخصصات، وعرض المتطلبات الحديثة لسوق العمل، إلى جانب إبراز النماذج الشبابية الناجحة والملهمة، بما يسهم في تحفيز الطلاب على تنمية مهاراتهم مبكرًا، وتعزيز جاهزيتهم للمنافسة في سوق العمل بمعارف أوسع ومهارات متنوعة.











0 تعليق