لماذا نفتح الهاتف دون سبب واضح.. وكيف تؤثر الإشعارات على تركيزنا؟

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يعد فتح الهاتف فعلًا مرتبطًا بالحاجة فقط، بل تحوّل إلى سلوك يومي تلقائي نمارسه دون تفكير، ويلتقط كثيرون هواتفهم في لحظات الصمت، أو أثناء العمل، أو حتى دون انتظار رسالة أو إشعار. 

وتعكس هذه العادة تغيّرًا عميقًا في علاقتنا بالتكنولوجيا، حيث أصبح الهاتف امتدادًا لليد والعقل معًا، وفق تحليلات نفسية وسلوكية نُشرت في موقع Harvard Business Review.

 

لماذا نتصفح الهواتف معظم الوقت بدون سبب واضح ؟ 

يبدأ هذا السلوك غالبًا بدافع الملل أو التوتر، ويبحث العقل عن أي مشتت سريع يخرجه من حالة الفراغ أو الضغط، فيجد في الهاتف ملاذًا فوريًا وسهل الوصول. 

ومع التكرار، تتحول هذه الاستجابة إلى عادة لا واعية، فيُفتح الهاتف حتى دون وجود دافع حقيقي أو هدف محدد، ويعزز هذا السلوك نظام المكافأة داخل الدماغ، فينتظر العقل إشعارًا جديدًا أو تحديثًا مفاجئًا يمنحه جرعة سريعة من المتعة المؤقتة، ويخلق هذا الترقب حالة من التعلّق، فيصبح مجرد الإمساك بالهاتف كافيًا لمنح إحساس زائف بالانشغال أو الراحة، حتى وإن لم يظهر أي جديد على الشاشة.

تأتي الإشعارات في قلب هذه المشكلة، حيث تقطع التنبيهات المتكررة مسار التركيز، وتُجبر العقل على الانتقال السريع بين المهام، وتشير دراسات نفسية إلى أن كل مقاطعة، مهما بدت بسيطة، تُضعف القدرة على التركيز العميق، وتجعل العودة إلى نفس مستوى الانتباه أكثر صعوبة مما نتصور.

وتنعكس هذه المقاطعات على جودة العمل والإنتاجية، مما يشعر الفرد بأنه مشغول طوال الوقت، لكنه لا ينجز بالقدر المتوقع، ويتوزع الانتباه بين المهمة الأساسية والشاشة، فيتراكم الإرهاق الذهني ويظهر الإحساس بالضغط، حتى في غياب مجهود فعلي كبير.

وتمتد آثار الإشعارات إلى إدراكنا للوقت، حيث يمر اليوم سريعًا دون شعور حقيقي بما أُنجز، بينما يزداد التشتت، ويخلق هذا الإحساس حلقة مفرغة، حيث يدفع الشعور بعدم الإنجاز إلى مزيد من التصفح هروبًا من الإحباط، بدلًا من مواجهته.

ولا يعني هذا أن الحل يكمن في مقاطعة التكنولوجيا بالكامل، بل تبدأ الخطوة الأولى بالوعي، ثم بتقليل الإشعارات غير الضرورية، وتخصيص أوقات محددة لاستخدام الهاتف، ويساعد هذا التنظيم على استعادة السيطرة على الانتباه، وإعادة التوازن بين العمل والتركيز من جهة، والتواصل الرقمي من جهة أخرى، فلا يمثل الهاتف خطرًا في حد ذاته، بل تكمن المشكلة في تحوّله إلى رد فعل تلقائي لكل لحظة فراغ، وعندما ننجح في كسر هذه العادة، نستعيد تركيزنا، ونمنح عقولنا فرصة حقيقية للهدوء والإنجاز.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق