في لحظة واحدة، تحولت أحلام الثراء السريع إلى صمت ثقيل تحت أطنان من التراب، بعدما لقي ثلاثة أشخاص، بينهم شقيقان، مصرعهم داخل حفرة تنقيب عن الآثار بعزبة الصعيدي التابعة لدائرة مركز الفيوم، إثر انهيار مفاجئ للأتربة عليهم أثناء الحفر داخل أحد المنازل.
البداية.. بلاغ يفزع القرية
مع الساعات الأولى للحادث، تلقى اللواء أحمد عزت، مدير أمن الفيوم، إخطارًا من مأمور مركز شرطة الفيوم، يفيد بانهيار حفرة تنقيب غير مشروعة على ثلاثة شباب داخل منزل بقرية عزبة الصعيدي. دقائق قليلة، وتحركت قوة أمنية مدعومة بسيارات الإسعاف ووحدة الإنقاذ التابعة للحماية المدنية إلى موقع البلاغ.
القرية الهادئة استيقظت على مشهد مأساوي؛ صرخات ذوي الضحايا، وتجمع الأهالي خلف شريط أمني فُرض حول المنزل، في انتظار خبر يبدد الصدمة أو يؤكد الفاجعة.
حفرة عميقة ونهاية مفجعة
المعاينة الأولية كشفت أن الضحايا شرعوا في الحفر سرًا مستخدمين أدوات بدائية، داخل حفرة عميقة أسفل المنزل، بحثًا عن آثار مدفونة. إلا أن التربة لم تمهلهم وقتًا للهروب، فانهارت فجأة، ودفنتهم أحياء في لحظة خاطفة، أنهت حياتهم قبل أن تصل أي يد إنقاذ.
سباق مع الزمن لاستخراج الجثامين
وتحت إشراف اللواء محمود حمدي، مساعد مدير أمن الفيوم للأمن العام، كثفت قوات الحماية المدنية جهودها، في سباق مؤلم مع الزمن، مستخدمة معدات الإنقاذ لاستخراج الجثث من أسفل الردم، وسط حالة من الحزن والذهول سيطرت على المكان.
تحريات تكشف التفاصيل
وكشفت تحريات المباحث، التي قادها العقيد معتز اللواج، مفتش مباحث مركز الفيوم ومدينة الفيوم الجديدة، تحت إشراف العميد حسن عبد الغفار، رئيس المباحث الجنائية بالفيوم، أن الحادث وقع داخل قطعة أرض بنجع الحادقة، حيث قام صاحب الأرض بالاشتراك مع شخصين آخرين في أعمال تنقيب غير مشروعة عن الآثار، ما أدى إلى انهيار الحفرة ومصرعهم جميعًا.
لم يكن الضحايا مجرمين بقدر ما كانوا ضحايا وهمٍ قديم، يتكرر في قرى الفيوم وغيرها، عن كنوز مدفونة تغير المصير بين ليلة وضحاها. لكن النهاية جاءت قاسية، لتكتب فصلًا جديدًا من فصول المآسي الإنسانية التي يحصدها التنقيب غير المشروع عن الآثار.
وباشرت نيابة مركز الفيوم التحقيق في الواقعة، وقررت التحفظ على أدوات الحفر، وطلبت تحريات المباحث حول ملابسات الحادث، تمهيدًا لإتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
0 تعليق