في واقعة مأساوية جديدة هزّت الرأي العام، لقيت الشابة كريمة محمد صقر مصرعها داخل منزل زوجها بقرية ميت برة التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، بعد أربعة أشهر فقط من زواجها وانتقالها من مسقط رأسها قرية مشتهر – طوخ – القليوبية.
الحادث ترك وراءه حالة غضب واسعة، بعدما تبين أن الضحية كانت حاملًا في جنينها الأول، وسط تضارب في روايات أسرتَي الزوج والزوجة حول ما حدث داخل منزل الزوجية في الساعات الأخيرة من حياتها.
تفاصيل العثور على الجثمان
تلقت الأجهزة الأمنية بلاغًا من أهالي المنطقة بعد سماع صراخ داخل منزل الزوجين، قبل أن ينقطع الصوت فجأة. وعلى الفور انتقلت قوة من مباحث مركز قويسنا، لتجد جثمان كريمة ملقى داخل غرفة النوم وعليه آثار إصابات وكدمات، بينما ظهر تغيّر واضح في لون الوجه - ما أثار الشكوك حول وجود شبهة جنائية.
تم القبض على الزوج وإحالته للنيابة العامة التي باشرت التحقيقات وقررت حبسه على ذمة القضية، في انتظار تقرير الطب الشرعي النهائي.
والدة كريمة: “كنت بلاقي جسمها كله كدمات”
قالت والدة الضحية فى تصريحات صحفية "بنتى كانت فرحانة بزواجها… جهازها كامل ومفرحتش بيه، بنتي كانت حامل، وكنت بلاقي جسمها كله كدمات لما أزورها، بنتي كانت بتتضرب.”
وأكدت أن الخلافات بدأت منذ الشهر الأول للزواج، وأن كريمة كانت تتحمّل “علشان البيت يستقر”، لكنها لاحظت تغيّرًا واضحًا على جسد ابنتها من آثار الضرب.
والد الضحية: “لقيتها مرمية ومفيش نبض”
روى والد كريمة تفاصيل اللحظات التي تلقى فيها الخبر، مؤكدًا “جالي تليفون من جارة بتقول صوت كريمة اتقطع… لما روّحنا لقيناها مرمية على السرير ومفيش أي نبض.”
وطالب الأب بالقصاص العادل “بنتي راحت هي وجنينها.. مش هسيب حقها”.
خالة كريمة: “شفنا الضرب بعينينا قبل كده”
أكدت خالتها أن الأسرة “لم تتوقع النهاية دي” لكنها كانت تشعر بالقلق بسبب ظهور علامات اعتداء على الضحية في مرات سابقة “كانت بتيجي تزورنا ووشها باين عليه الزعل.. وأحيانًا نلاقي كدمات”.
أما تصريحات أسرة المتهم فقد جاءت مغايرة تمامًا لما روته أسرة الضحية حيث قالت
والدة الزوج: “ابني كان بيحبها… اللي حصل كان حادث”
على الجانب الآخر، قالت والدة الزوج المتهم مدافعه عن ابنها “علاقتهم كانت كويسة.. وهو كان بيجيب لها كل اللي بتطلبه، ماكانش بيضربها زي ما بيتقال.”
وأضافت رواية مغايرة تمامًا لما تقوله أسرة الضحية “في يوم الحادث كنا بننقلها للدكتور في توك توك.. وقعت من التوك توك واتخبطت”.
وهي الرواية التي أثارت جدلًا واسعًا، خصوصًا بعد تقرير المعاينة الأولية الذي أشار إلى وجود إصابات “غير متسقة مع السقوط”.
شقيق المتهم: “إحنا منهارين ومش فاهمين اللي حصل”
قال شقيق الزوج إن الأسرة في حالة صدمة، وإنهم ينتظرون نتيجة التحقيقات “إحنا مش مصدقين.. وهو كان عايز يعيش معاها، نسيب القانون يقول كلمته.”
روايات الجيران: صراخ قبل انقطاع الصوت
الجيران أكدوا أنهم سمعوا مناوشات وصوت شجار داخل المنزل قبل ساعات من اكتشاف الواقعة، ثم صراخ الضحية، قبل أن يسود الصمت تمامًا.
قالت إحدى الجارات “سمعنا خناقة وصوت عالي.. وبعدها الصوت وقف فجأة.”
هذه الشهادة تعزز شكوك التحقيقات حول تعرض كريمة لاعتداء قبل وفاتها.
التحقيقات والطب الشرعي
فيما امرت النيابة العامة بحبس الزوج المتهم، وبتفريغ الكاميرات المحيطة بالمنزل، واستدعاء الشهود والجيران، وانتظار تقرير الطب الشرعي الذي سيحدد سبب الوفاة بدقة، وشكل الإصابات، وعلاقتها بروايات الطرفين.
مصدر أمني أكد أن “التحقيقات ما زالت جارية”، وأنه سيتم إعلان التفاصيل فور وصول التقرير الطبي النهائي.
تبقى الحقيقة الكاملة رهن نتائج الطب الشرعي والتحقيقات، بينما يظل الرأي العام متابعًا بقوة لقضية “كريمة”، التي أصبحت رمزًا جديدًا لخطر العنف الأسري، وناقوس خطر يستدعي الحذر والدعم النفسي والاجتماعي للنساء في بداية حياتهن الزوجية.









0 تعليق