كان من المقرر أن يصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى لندن اليوم الاثنين، لإجراء جولة من النقاشات الحساسة مع قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا، في وقت لا تزال فيه مفاوضات السلام مع روسيا تراوح مكانها بعد إحراز تقدم محدود للغاية.
زار زيلينسكي كييف الأسبوع الماضي، فيما تهدف لقاءاته في لندن إلى تعزيز موقفه التفاوضي وتنسيق الرؤى مع شركائه الأوروبيين بشأن الخطوات المقبلة لإنهاء الحرب المستمرة منذ ما يقرب من أربعة أعوام.
وفق صحيفة نيويورك تايمز سيستضيف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الاجتماع الذي سيُعقد خلف أبواب مغلقة في مقر رئاسة الحكومة بـ10 داونينغ ستريت، بمشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرز. ويراهن القادة الثلاثة على توحيد صفّ المواقف الأوروبية، لمواجهة ما يعتبرونه شروطًا «غير مقبولة» يطرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وعلى رأسها الإبقاء على سيطرة موسكو الكاملة على منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.
انتقادات من ترامب وتصعيد في الخطاب
وعلى ضوء التحضيرات للقاء لندن، هاجم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب نظيره الأوكراني مساء الأحد، قائلًا إن زيلينسكي لم يطّلع بعد على النسخة المُحدّثة من مقترحات السلام التي صاغها المفاوضون الأميركيون خلال اجتماع مطوّل مع بوتين الأسبوع الماضي.
وقال ترامب للصحفيين:
"أشعر بخيبة أمل لأن الرئيس زيلينسكي لم يراجع المقترح حتى الآن. شعبه يعقد عليه الآمال، لكنه لم يقم بذلك."
ولم يُعرف تحديدًا من يقصد ترامب بـ"الناس" الذين أخبروه بعدم قراءة زيلينسكي للخطة، إلا أنّ النسخة السابقة من المبادرة الأميركية—التي تضمنت تنازلات واسعة لصالح الكرملين—كانت قد قوبلت برفض واسع داخل أوكرانيا.
وأضاف ترامب أن روسيا "راضية" عن المقترحات الأخيرة قائلًا:
"أظن أن روسيا كانت تفضل السيطرة على البلاد بأكملها، لكنها في الوقت الحالي راضية بهذه الخطة. لست متأكدًا من أن زيلينسكي راضٍ بدوره."
تحفّظ روسي وأوكراني على حد سواء
ورغم تصريحات ترامب، لم يعلن أي من الطرفين، الروسي أو الأوكراني، تبني الخطة الأميركية. فقد وصف بوتين أجزاءً من المقترح بأنها "غير قابلة للتطبيق"، بينما أكد زيلينسكي في منشور على منصات التواصل الاجتماعي السبت أنه ما زال "مصممًّا على مواصلة الجهود للتوصل إلى اتفاق سلام واقعي".
وكتب زيلينسكي:
"نهجنا واضح: يجب أن يكون كل بند وكل خطوة نحو السلام والأمن وإعادة الإعمار قابلة للتنفيذ على أرض الواقع."
توتر بين واشنطن وأوروبا
وتأتي هذه التطورات في ظل تزايد الاستياء الأوروبي من استبعادهم من مسار المفاوضات، وهو استياء ازداد حدّة بعد إعلان إدارة ترامب التحديث السنوي لاستراتيجية الأمن القومي الأميركية، التي انتقدت ما وصفته بـ"توقّعات غير واقعية" لدى الحكومات الأوروبية بشأن الحرب في أوكرانيا، واعتبرت أن بعضها "يدوس على المبادئ الديمقراطية في محاولته احتواء المعارضة".







0 تعليق