نفذت مديرية الشباب والرياضة بمحافظة الوادي الجديد، اليوم الأحد، مبادرة مجتمعية بعنوان "كمل الزغروطة" داخل مقر مركز شباب الفرافرة، في خطوة تستهدف دعم صحة الأسرة المصرية والحد من الأمراض الوراثية المرتبطة بزواج الأقارب، مع التأكيد على أن الفحص الطبي قبل الزواج بات أداة أساسية لحماية الأجيال الجديدة.
تفاصيل التنفيذ والمشاركون
وأكد محمد فكري يونس، مدير مديرية الشباب والرياضة بالوادي الجديد، أن مبادرة "كمل الزغروطة" جرى تنفيذها بمقر مركز شباب الفرافرة بمشاركة 73 مشاركًا من شباب مركز الفرافرة، في إطار خطة المديرية لتكثيف البرامج التوعوية التي تمس قضايا الأسرة والصحة العامة داخل الوادي الجديد.
وأوضح أن مبادرة كمل الزغروطة تعمل على رفع الوعي بمخاطر زواج الأقارب وأهمية الفحص الطبي قبل الزواج باعتباره خطوة وقائية تتيح كشف بعض الأمراض الوراثية أو تقدير احتمالاتها قبل إتمام الزواج.
رسائل توعوية مباشرة
وأشار مدير المديرية إلى أن فعاليات مبادرة كمل الزغروطة تضمنت شرحًا مبسطًا للآثار الصحية والاجتماعية لزواج الأقارب، والتنبيه إلى الأمراض الشائعة المرتبطة به، فضلًا عن توضيح المدة الزمنية للمبادرة والفئات المستهدفة.
وقدمت أمنية معاذ أحمد سيد، مدربة معتمدة، عرضًا تناول ضرورة الالتزام بإجراء الفحص الطبي قبل الزواج، وكيف يمكن لهذا الإجراء أن يصنع فارقًا في الوقاية من اضطرابات وراثية متنحية، إلى جانب تعريف الشباب بخطوات الاستشارة الطبية حال وجود تاريخ مرضي داخل العائلة.
متى يتحول زواج الأقارب إلى خطر؟
وجرى تسليط الضوء على أن زواج الأقارب قد يؤدي إلى ارتفاع احتمالات إنجاب أطفال يعانون صعوبات في الإدراك وعيوب في القلب وإعاقات سمعية وغيرها من الأمراض الوراثية، نتيجة زيادة فرص وراثة نسختين من جينات معيبة من سلف مشترك بين الأب والأم. وفتحت المدربة المجال أمام حوارات مباشرة مع الشباب حول متى يكون زواج الأقارب أكثر أمانًا، وما الضوابط الطبية التي يمكن الاعتماد عليها عند اتخاذ قرار الزواج، وكيف يُستفاد من نتائج الفحص الطبي قبل الزواج في بناء قرار واعٍ ومسؤول.
مركز الشباب منصة للتغيير
وأكدت المديرية أن اختيار مركز شباب الفرافرة لتنفيذ مبادرة كمل الزغروطة جاء لاعتباره منصة مجتمعية قادرة على الوصول إلى فئات عمرية مختلفة داخل مركز الفرافرة، مع التركيز على الشباب المقبلين على تكوين أسر جديدة. وشددت على أن مركز شباب الفرافرة سيواصل استضافة لقاءات مشابهة بالتعاون مع جهات صحية وتعليمية، لتوسيع الرسائل الخاصة بزواج الأقارب والفحص الطبي قبل الزواج، خاصة مع اتساع دور مراكز الشباب في برامج التنمية المجتمعية في الوادي الجديد.
تفاعل الشباب وخطط التوسع
وبحسب القائمين على المبادرة، شهدت مبادرة كمل الزغروطة نقاشات بين المشاركين حول العادات الاجتماعية المؤثرة في قرار الزواج، وكيف يمكن إحداث توازن بين الروابط العائلية واعتبارات الصحة العامة. وطرحت أسئلة حول توقيت إجراء الفحص الطبي قبل الزواج، وطبيعة الأمراض الوراثية الأكثر شيوعًا، وآليات الاستفادة من المشورة الطبية في حال كانت هناك صلة قرابة بين الطرفين. وأكدت المدربة أن وعي الشباب بهذه التفاصيل يمثل خطوة عملية لتحويل التوصيات الصحية إلى سلوك يومي.
ارتباط المبادرة بمسار صحي أوسع
وتزامن حديث المبادرة عن الفحص الطبي قبل الزواج مع توجهات الدولة للتوسع في خدمات فحوصات المقبلين على الزواج عبر مبادرة رئاسية ضمن منظومة "100 مليون صحة"، التي توفر حزمة فحوص للكشف عن أمراض معدية ومزمنة وتحاليل متعلقة بالأمراض الوراثية، مع إصدار شهادة مطلوبة ضمن مسوغات إتمام الزواج، وتقديم الخدمة على مستوى محافظات الجمهورية من خلال مئات المراكز والوحدات الطبية، إضافة إلى تحديد مواعيد عمل رسمية تساعد على سهولة الإقبال على الخدمة.
لماذا تتجدد التحذيرات؟
وتوضح تقارير منظمة الصحة العالمية أن زواج الأقارب يزيد انتشار بعض الاضطرابات الوراثية النادرة، ويرفع مخاطر الوفاة في الفترة الوليدية والطفولة والإعاقة الذهنية وبعض التشوهات.
وفي إقليم شرق المتوسط، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن ممارسات ثقافية مثل زواج الأقارب تسهم في ارتفاع عبء اضطرابات وراثية كالأنيميا المنجلية والثلاسيميا، ما يفسر حرص المؤسسات الصحية والشبابية على توسيع نطاق التوعية المجتمعية وربطها بأدوات الفحص الطبي قبل الزواج كخط دفاع أول لحماية الأسرة.
0 تعليق