هل تجاوز البنتاجون الخط الأحمر؟ جدل كبير حول عملية عسكرية أمريكية في البحر الكاربي

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دخل البيت الأبيض في دائرة دفاعٍ مكثّف الأيام الماضية، بعد تصاعد الجدل حول العملية العسكرية التي استهدفت قاربًا يُشتبه في تورطه بتهريب المخدرات في منطقة البحر الكاريبي خلال سبتمبر، وأسفرت عن مقتل جميع من كانوا على متنه، بمن فيهم رجلان نجَوا من الضربة الأولى قبل أن تُطلق عليهم صواريخ في ضربة ثانية.

وفق ما نشرته صحيفة وول ستريت جورنال فإن المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، أكدت أن الأدميرال فرانك “ميتش” برادلي، قائد العمليات الخاصة، كان يتصرف ضمن سلطته القانونية، مستندًا إلى تفويض وزير الدفاع بيت هيجسيث باستخدام القوة المميتة ضد الهدف. لكن أسئلة حول شرعية الأوامر—وما إذا كانت تُعدّ انتهاكًا لقوانين الحرب—بدأت في التصاعد داخل الكونغرس والأوساط القانونية.

أوامر شفهية… وناجون قُتلوا لاحقًا

تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" كشف أن هيجسيث أصدر أمرًا شفهيًا يقضي بـ"قتل جميع من على متن القارب". الضربة الأولى قتلت 11 شخصًا، باستثناء اثنين، قبل أن يأمر برادلي بتنفيذ ضربة ثانية حسمت مصير الناجين. مسؤول في وزارة الدفاع قدّم لصحيفة "وول ستريت جورنال" رواية مشابهة: هيجسيث كان "سلطة الاشتباك الرئيسية" التي سمحت بالهجوم.

الرئيس ترامب قال الأحد إن هيجسيث نفى إصدار أمر بقتل الناجين، مضيفًا: "أصدقه… لكنني ما كنت لأتمنى ذلك".

الدفاع الرسمي… واتهامات جريمة حرب

في منشور على مواقع التواصل، أكد هيجسيث أن قرارات 2 سبتمبر كانت ضمن مسؤوليات برادلي، واصفًا الأخير بأنه "بطل أمريكي ومحترف حقيقي". أما البيت الأبيض فشدّد على أن العملية هدفت إلى "القضاء على التهديد" الذي يشكّله القارب على الولايات المتحدة.

لكن خبراء قانونيين يرون أن الأوامر المعلنة تتعارض مع قواعد البنتاغون التي تمنع استهداف أشخاص غير قادرين على القتال، بما في ذلك من كانوا على حطام سفينة بعد تدميرها. برايان فينوكين، المستشار القانوني السابق، أكد أن “التسامح الصفري” في التعامل مع الهدف يُعدّ انتهاكًا صريحًا لقانون الحرب.

تحقيقات في الكونغرس… وغضب من الحزبين

أعضاء في مجلسي الشيوخ والنواب طالبوا بتحقيق كامل.
النائب آدم سميث، أبرز الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة، قال إن برادلي سيقدّم إحاطة سرية خلال الأسبوع، مضيفًا: "نريد أن نعرف ما حدث، وما هي الأوامر، وكيف تتوافق مع الشرعية".

من جانبه، قال السيناتور الجمهوري جيم جاستس: "الضربة الثانية… تجاوزٌ للحدود. لا أرى كيف يكون ذلك مقبولًا". أما السيناتور روجر ويكر فأعلن عزمه على فرض “إشراف صارم”.

السيناتور تشاك شومر هاجم هيجسيث قائلًا إنه "يعشق التظاهر بالقوة"، مستنكرًا منشوره الأخير الذي سخر فيه من العملية بنشر شخصية سلحفاة كرتونية تُفجّر قوارب مهرّبين.

قضية تمتد أبعد من ضربة واحدة

الخلاف حول هذه العملية يأتي ضمن سلسلة جدليات حول نهج هيجسيث، الذي أقال في فبراير كبار محامي القوات المسلحة بحجة أنهم “غير مؤهلين”، في خطوة قال منتقدوها إنها تُقصي الحاجز القانوني المفترض أن يراجع قرارات استخدام القوة.

كما أثار جدلًا آخر عندما جمع كبار القادة في قاعدة كوانتيكو ملقيًا خطابًا قال فيه إن الجيش لا يجب أن يلتزم بقواعد اشتباك “صحيحة سياسيًا”، مضيفًا: “نحن ندرب محاربين… لا مدافعين”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق