شرفة الموت في بورسعيد.. ابن يلقي أمه من الطابق الثاني

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على بُعد خطوات من مجمع هيئات التأمين الصحي الشامل بحي الشرق في بورسعيد، توقفت عقارب الزمن مساء يوم الواقعة صرخة قصيرة، صوت ارتطام قاسٍ، ثم صمت ثقيل خيّم على المكان.

لم تكن مجرد حادثة سقوط عابرة، بل كانت اللحظة التي انهارت فيها رابطة الدم نفسها، حين ألقى ابنٌ والدته من شرفة المنزل، في واقعة تجاوزت حدود العقل وأحرقت قلوب الأهالي قبل أن تحرك أجهزة الأمن والنيابة لكشف تفاصيل جريمة هزّت المحافظة.

جريمة تهز بورسعيد

في مساء هادئ لم يتوقع سكان حي الشرق أن يتحول إلى مسرح لجريمة مروعة، تلقّت مديرية أمن بورسعيد بلاغًا يفيد بسقوط سيدة خمسينية تدعى شيماء محمد محمد شلبي، 50 عامًا، من الطابق الثاني أمام مجمع الهيئات.

لحظات قليلة كانت كافية لتحويل البلاغ إلى حالة وفاة مؤكدة، بعدما عُثر عليها جثة هامدة نتيجة إصابات بالغة.

سرعان ما انتقلت قوات الشرطة إلى موقع الحادث، وتم نقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى السلام تحت تصرف النيابة العامة، التي بدأت التحقيق فور وصول البلاغ.

تحريات تكشف المفاجأة الصادمة


وجّه اللواء محمد خليل الجمسي، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن بورسعيد، بتشكيل فريق بحث من إدارة البحث الجنائي لكشف غموض الواقعة.

ورغم ورود البلاغ في بدايته على أنه حادث سقوط، إلا أن تحريات رجال البحث قلبت التوقعات رأسًا على عقب.
فبعد ساعات من الفحص والاستماع للشهود، توصلت التحريات إلى مفاجأة صادمة:
الجاني لم يكن غريبًا.. بل كان ابن المجني عليها نفسه، محمد.

كشفت التحريات أن خلافًا حادًا نشب بين الأم وابنها، تطور خلاله المشهد إلى لحظات عنف انتهت بدفعه لها من شرفة الطابق الثاني أمام باب 20 الجمركي بحي الشرق، لتسقط على الأرض فاقدة حياتها في الحال.

محاولة هروب فاشلة

لم يقف ابنها عند حدود الجريمة، بل حاول الفرار فور ارتكابها، غير أن فريق البحث نجح في تتبّع خط سيره بدقة، ليتم ضبطه خلال وقت قصير بعد ملاحقة مكثفة انتهت بإلقاء القبض عليه واقتياده لقسم الشرطة 
لاستجوابه.

وحررت الأجهزة الأمنية المحضر اللازم، فيما طلبت النيابة العامة سرعة إرسال تحريات المباحث، وقررت حبس المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات في انتظار استكمال كشف دوافع الجريمة.
 

شاهد عيان يفتح ملفًا أسود


لم تتوقف المفاجآت عند حدود الجريمة، إذ كشف أحد شهود العيان، أن المتهم لم يرتكب انتهاكًا واحدًا فقط في حق والديه، بل كانت له سوابق عنف داخل الأسرة.

وقال الشاهد إن الجاني حاول قبل فترة قتل والديه خلال مشادة حول المال، إذ تعدى عليهما مسببًا جروحًا متفرقة، وتم نقلهما آنذاك إلى مستشفى السلام.

وأضاف أن المتهم عاد بعد ذلك محاولًا توجيه ضربات أخرى لهما بسلاح أبيض، قبل أن تتمكن الشرطة من ضبطه في تلك الواقعة.

هذه الشهادة وضعت الجريمة الأخيرة في إطار أكثر قتامة، يكشف عن تاريخ طويل من العنف الأسري وخلل سلوكي خطير كان ينذر بما هو قادم.

تفاصيل اللحظات الأخيرة

تهافتت الشهادات عقب الواقعة أمام شرفة المنزل التي شهدت النهاية المأساوية، وأكد سكان العقار أن المتهم كان دائم الخلاف مع والدته، وأن مشادات متكررة كانت تسبق كل يوم تقريبًا.

وأضاف شهود آخرون أن مشادة صباح يوم الحادث كانت أعنف من المعتاد، وانتهت بسماعهم صرخة قوية، 
قبل أن يفاجأوا بسقوط الأم من أعلى.

أحد الجيران قال: "سمعنا خناقة شديدة، وفجأة وقع صوت حاجة بتخبط جامد.. نزلنا لقيناها مرمية ومفيش في إيدينا حاجة تتعمل".

وأشار آخرون إلى أن المتهم كان معروفًا بسلوك عدائي، ومسجلًا خطرًا في قضايا مخدرات وبلطجة، ما جعل علاقته بأسرته متوترة دائمًا.

وتحوّلت القصة إلى حديث الأهالي ومواقع التواصل، بين من ينعى الأم الضحية ومن يعبّر عن غضبه من عنف الابن، وبين من يطالب بتغليظ العقوبات في جرائم العنف الأسري.

أحد سكان المنطقة قال: "إحنا عشنا ليلة صعبة.. محدش نام، والناس واقفة تحت البيت مش مصدقة اللي حصل".

آخر أضاف: "الأم كانت ست طيبة ومحدش شاف منها حاجة وحشة.. ربنا يرحمها ويصبر أهلها".
 

القبض على "الدابو".. نهاية هروب لم يكتمل
بعد ساعات من البحث، نجحت قوات الأمن في تحديد مكان هروب المتهم المعروف في المنطقة بلقب "الدابو"، قبل أن يتم ضبطه واقتياده لاستجوابه.

وأكدت تحريات المباحث أن المتهم كان في حالة ارتباك شديدة وقت القبض عليه.

ووفقًا لمصادر التحقيق، اعترف المتهم بوجود خلافات متكررة مع والدته، لكنه حاول إنكار مسؤوليته عن دفعها، قبل أن تواجهه قوات الأمن بشهادات الجيران وتفاصيل التحريات.

قرارات النيابة بعد الجريمة

باشرت النيابة العامة التحقيق في الواقعة بشكل موسع، وقررت استدعاء سكان العقار وشهود العيان للاستماع لأقوالهم، بجانب طلب فحص كاميرات المراقبة 
المحيطة بالمكان.

كما أمرت النيابة بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثمان وبيان سبب الوفاة بدقة، وطلبت تحريات تكميلية حول سلوك المتهم وسوابقه الجنائية وعلاقته بأسرته.
في الوقت ذاته، فرضت الأجهزة الأمنية طوقًا حول المنطقة وقت الحادث لضمان سلامة الأدلة وعدم العبث بمسرح الجريمة.

كما قررت النيابة استمرار حبس المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات لحين استكمال كافة التحريات وكشف الدوافع الكاملة وراء ارتكابه هذه الجريمة المأساوية، مؤكدة حرصها على سرعة إنهاء التحقيقات للوصول إلى الحقيقة وتقديم المتهم للعدالة.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق