شارك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك ورئيس مجلس البطاركة الكاثوليك بمصر، في صلاة القداس الإلهي الذي ترأسه البابا لاون الرابع عشر، وذلك ضمن الزيارة الرسولية التي يجريها بابا الفاتيكان إلى لبنان.
وقد شكّلت المشاركة المصرية حضورًا كنسيًا مهمًا يعكس عمق الروابط الروحية بين الكنيسة الكاثوليكية في مصر ونظيرتها في لبنان.
البابا يدعو اللبنانيين إلى اكتشاف “الأنوار الصغيرة” رغم الجراح العميقة
في عظته، دعا البابا لاون الرابع عشر الشعب اللبناني إلى اكتشاف “الأنوار الصغيرة والبراعم الخضراء للأمل” المنتشرة في أرضهم، أسوة بالمسيح الذي مجّد الآب المتجلي للصغار والمتواضعين.
وأعرب بابا الفاتيكان عن إدراكه العميق للجراح التي تعانيها البلاد نتيجة الفقر والأزمة الاقتصادية والاضطرابات السياسية وأعمال العنف، إضافة إلى الندوب التي خلّفها انفجار مرفأ بيروت.
إشادة بروح الإيمان ودعوة لتجاوز الانقسامات
أشاد البابا بالمخزون الإيماني والاجتماعي والمحبة الراسخة التي لا تزال تنير دروب اللبنانيين رغم التحديات، مؤكدًا أن هذه القيم تمثل قوة حقيقية لنهضة المجتمع.
وحثّ الجميع على عدم الاستسلام لليأس، والعمل المشترك من أجل بناء مستقبل يرتكز على السلام والعدالة، وتجاوز الانقسامات العرقية والطائفية التي تعيق وحدة البلاد.
“فيسكن الذئب مع الحمل”... رسالة رجاء للمشرق
استحضر البابا كلمات النبي إشعياء: “فيسكن الذئب مع الحمل”، في إشارة رمزية إلى إمكانية تحقق السلام الحقيقي إذا اجتمع اللبنانيون على المحبة والأخوّة.
واختتم عظته بالتعبير عن امتنانه العميق لمشاركته هذه اللحظات الروحية مع اللبنانيين، داعيًا إلى تحويل أرض المشرق إلى واحة للأخوّة ونور للإيمان.
حضور كنسي واسع من مصر وبلدان الشرق
شارك في القداس أيضًا الأنبا باسيليوس فوزي، مطران إيبارشية المنيا للأقباط الكاثوليك، والمطران جان ماري شامي، النائب البطريركي العام للروم الملكيين الكاثوليك بمصر والسودان وجنوب السودان، إلى جانب بطاركة الكنائس الكاثوليكية الشرقية، في مشهد يعكس وحدة الكنيسة وتضامنها الروحي في هذه اللحظات التاريخية.
0 تعليق