الصادرات الزراعية من الاكتفاء الذاتي إلى السيطرة على الأسواق العالمية.. وخبراء: جودة المنظومة الرقابية وراء قفزة الصادرات.. والمعامل المتطورة رفعت ثقة العالم في المنتج المصري

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تواصل الصادرات الزراعية المصرية تحقيق معدلات نمو لافتة، ما يعكس قدرة القطاع الزراعي على مواكبة التحديات الاقتصادية وتعزيز حضور المنتج المصري في الأسواق العالمية.

وفي هذا السياق، تستعرض وزارة الزراعة جهود الدولة في التوسع الزراعي وتحسين جودة الإنتاج، إلى جانب المشروعات القومية التي تدعم الأمن الغذائي وترسّخ مكانة مصر بين كبار مصدري السلع الزراعية.

الصادرات الزراعية المصرية تشهد نمواً غير مسبوق

أكد الدكتور خالد جاد، المتحدث باسم المركز الإعلامي لوزارة الزراعة، أن الصادرات الزراعية المصرية تشهد نمواً غير مسبوق خلال الفترة الحالية، وهو ما يعكس قوة القطاع الزراعي وقدرته على دعم الاقتصاد الوطني وأوضح أن هذا الأداء المتميز يرتبط بقدرة مصر على دخول أسواق جديدة وزيادة عدد السلع المصدرة بشكل متواصل.

وأشار جاد، خلال تصريحات تليفزيونية، إلى أن الوزارة تركز على الحفاظ على معدلات ثابتة من الاكتفاء الذاتي رغم النمو السكاني وضيق المساحات الزراعية ومحدودية الموارد المائية وقال إن الدولة تعمل على تنفيذ مجموعة من المشروعات العملاقة لدعم الإنتاج الزراعي، من بينها مشروع الدلتا الجديدة على مساحة 2.2 مليون فدان، إضافة إلى مشروعات توشكى والعوينات ومبادرات جهاز مستقبل مصر.

مصر تضم أكبر 3 محطات لتحلية ومعالجة المياه عالمياً

وتناول المتحدث جهود تطوير مشروع الدلتا الجديدة الذي يعتمد على ثلاثة مصادر رئيسية للمياه، إلى جانب شق الترع في عمق الصحراء لتعويض ما فقدته مصر من أراضٍ زراعية على مدار السنوات الماضية.

 وأوضح أن المشروع يستفيد من مياه نهر النيل والمياه المعاد معالجتها في محطات الحمام وبحر البقر وغيرها، لافتاً إلى أن مصر باتت تضم أكبر ثلاث محطات لتحلية ومعالجة المياه عالمياً.

وفيما يتعلق بجودة الصادرات الزراعية، شدد جاد على أن المنتج المصري يحظى بثقة دولية واسعة، إذ تستقبل نحو 160 دولة أكثر من 450 صنفاً من السلع الزراعية المصرية مؤكدًا أن الدول المستوردة تجري فحصاً دقيقاً للمنتجات قبل اعتمادها، إلى جانب دور المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة، الحاصل على عدة شهادات «أيزو»، فضلاً عن اعتماد أنظمة حجر صحي عالية الكفاءة لضمان السلامة.

وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة إن المزارع المصدّرة يتم تكويدها وفق نظام رقابي صارم يضمن أعلى درجات الجودة والشفافية، ما يعزز ثقة الأسواق العالمية في المنتجات المصرية واختتم بالتأكيد على أمان وسلامة المنتج الزراعي المصري وخلوه من أي ملوثات، مشيراً إلى تصدر مصر صادرات الفراولة والموالح عالمياً، إلى جانب تحقيق مراكز متقدمة في تصدير البطاطس ومحاصيل أخرى.

تطوير البنية الإنتاجية والرقابية

وفي هذا السياق قال الدكتور جمال صيام، الخبير الزراعي، إن الطفرة التي تشهدها الصادرات الزراعية المصرية ليست وليدة اللحظة، بل نتيجة مسار طويل من التطوير في البنية الإنتاجية والرقابية وأضاف أن الدولة تمكنت خلال السنوات الأخيرة من إحكام منظومة الجودة، سواء في مراحل الزراعة أو التعبئة أو الفحص، ما جعل المنتج المصري قادراً على المنافسة في أكثر من 160 سوقاً عالمياً موضحًا أن هذا النجاح يعكس نمو القدرة التصديرية للقطاع، وزيادة التنوع في قائمة السلع المصدرة، فضلاً عن دخول أسواق جديدة ذات معايير صارمة.

وأضاف صيام، أن المشروعات القومية، وعلى رأسها مشروع الدلتا الجديدة وتوسعات توشكى والعوينات، ستسهم بشكل مباشر في رفع القدرة الإنتاجية لمصر خلال السنوات المقبلة مشيرًا أن الاعتماد على مصادر مياه متنوعة، بما في ذلك المياه المعالجة والمتجددة، يمثل خطوة استراتيجية لضمان استدامة التوسع الأفقي وزيادة الرقعة الزراعية وأكد أن هذه المشروعات تعوّض جزءاً كبيراً من الأراضي الزراعية التي فقدتها مصر سابقاً، وتفتح المجال أمام زراعات تصديرية ذات قيمة مضافة عالية.

سلامة الصادرات قبل خروجها إلى الأسواق الدولية

من جانبه، قال الدكتور طارق محمود، أستاذ بمركز البحوث الزراعية، إن العالم بات ينظر للمنتج الزراعي المصري باعتباره منتجاً آمناً وعالي الجودة، خاصة بعد تطوير منظومة المعامل والفحوصات وأضاف أن المعمل المركزي لتحليل متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة الحاصل على شهادات «أيزو»، أصبح لاعباً محورياً في ضمان سلامة الصادرات قبل خروجها إلى الأسواق الدولية وأوضح أن معامل الحجر الزراعي تطبق أحدث التقنيات في الفحص، وهو ما عزز ثقة الدول المستوردة وزاد الطلب على السلع المصرية.

وأضاف محمود، أن نظام تكويد المزارع المخصصة للتصدير يعد من أهم الإجراءات التي رسخت الشفافية في عملية الإنتاج وأشار إلى أن هذا النظام يضمن تتبع المنتج منذ زراعته وحتى تصديره، ما يتيح مراقبة دقيقة لأي خطوة قد تؤثر على جودته وأكد أن هذا الإجراء كان أحد الأسباب في تقدم مصر عالمياً في صادرات الفراولة والموالح، واحتلالها مراكز بارزة في تصدير البطاطس ومحاصيل أخرى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق