بعد مرور 11 عامًا على صدورها.. سنوات من كشف الحقائق في "البوابة نيوز"

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على مدار أكثر من عقد كامل، شكلت التحقيقات الصحفية التي عملت عليها مسارًا مهنيًا واضحًا يقوم على الجرأة في طرح الأسئلة والاقتراب من قضايا المجتمع الأكثر إلحاحًا، ولم يكن الهدف مجرد متابعة الأخبار، بل تقديم محتوى عميق يكشف ما وراء الظواهر، ويضع القارئ أمام صورة كاملة مدعومة بالشهادات والوثائق، وقد تنوعت هذه التحقيقات بين الاجتماعي والاقتصادي والإنساني والسياسي، لكنها اشتركت جميعًا في الدفاع عن الحق والسعي إلى الحقيقة.

من أبرز المحطات المهنية حين تناولت تحقيقاتي ملفات العنف الأسري التي تحولت من حوادث معزولة إلى ظاهرة اجتماعية معقدة، حيث قدّمت تحقيقات موسعة تشرح جذور المشكلة وتداعياتها النفسية والاجتماعية. كما ركّزت على واقع التعليم من الداخل، مسلطًة الضوء على الدروس الخصوصية، وأزمات المدارس الحكومية، ومعاناة الطلاب في القرى والمناطق النائية.

وفي الجانب الاقتصادي، قدّمت سلسلة تحقيقات توضح تأثير التضخم وارتفاع الأسعار على الطبقات المتوسطة والفقيرة، مستندة إلى مشاهدات ميدانية وقراءات اقتصادية عميقة،  كما وثّقت تغيرات سوق العمل غير الرسمي، كاشفة مهنًا تختفي وأخرى تظهر بفعل التطور التكنولوجي وتغير أنماط الحياة.

أما في الشق الإنساني والاجتماعي، فقد برزت أعمالي التي اقتربت من الأصوات المهمّشة، سواء من العمالة اليومية أو الأطفال خارج منظومة التعليم أو سكان المناطق الحدودية، مقدمًة قصصًا دفعت مؤسسات عدة إلى التدخل.

وخلال العامين الأخيرين، اكتسبت مسيرتي بُعدًا إنسانيًا وسياسيًا أكثر عمقًا عبر سلسلة تحقيقات وثّقت الإبادة الجماعية التي تتعرض لها فلسطين، كاشفًة حجم الانتهاكات وحقيقة ما يعيشه المدنيون تحت بطش الاحتلال، وركّزت في تحقيقاتي على معاناة الأسر، تدمير البنية التحتية، استهداف الاحتلال المستشفيات والمدارس، وصمود الناس رغم الحصار والدمار، مما منح القارئ رواية دقيقة بعيدًا عن التشويه الإعلامي.

وهكذا، باتت تجربتي الممتدة لأكثر من ٣٩ سنة، منها أكثر من عقد كامل ف "البوابة"، سجلًا مهنيًا زاخرًا يجمع بين المصداقية والجرأة والانحياز لقضايا الإنسان، ويعكس إيمانًا راسخًا بأن الصحافة الحقيقية هي صوت الحق حين يحاول الآخرون إسكات الحقيقة.

ويصبح من العصى أن نتخيل، مجرد تخيل، أن "البوابة" التى منحتنا كل هذا الدعم يمكن أن تتوقف عن الصدور بعد أن باتت رقمًا فاعًلا فى عالم الصحافة الجادة والمؤثرة.. وفى ضمير الوطن أيضًا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق