بعد التحقيق مع أم ألقت بجثة طفلتها في الشارع بالهرم.. كيف يتعامل القانون؟| الطحاوي: عقوبة القتل العمد تلاحق الجناة.. خضر: الزواج المبكر أبرز أسباب الظاهرة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة إلقاء الأطفال الرضع في الشوارع، سواء أحياء أو أموات، ويتم ذلك دون ضغط على الجناة، وبلا شفقة أو رحمة، بعد ما تنتزع منهن غريزة الأمومة وتلقي الأمهات بأبنائهن الرضع في وضح النهار بدون أى رحمة أو إنسانية.

في البداية قال الدكتور صلاح الطحاوي، الفقيه القانوني وأستاذ القانون الدولي، إن هذه الجريمة النكراء هي جريمة شنعاء يندى لها الجبين، حيث تتجرد هؤلاء الأمهات من مشاعرهن للتخلص من فلذات أكبادها بإلقائهن في الشارع بدون أى شفقة أو رحمة منهن.

 

عقوبة قتل وإلقاء الرضيع في الشارع

وتحدث الفقيه القانوني خلال تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» عن العقوبة القانونية على السيدة التي تجردت من مشاعرها وقتلت ابنتها الرضيعة وألقت جثتها في الهرم قائلاً: إنه طبقا لنص المادة 285 من قانون العقوبات، والتي تنص على أن كل من عرض للخطر طفلا لم يبلغ سنة إلى 7 سنوات كاملة وتركه في محل خال من الآدميين أو حمل غيره على ذلك يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنتين.

وتابع: كما تنص المادة 286 من ذات القانون على أنه إذا نشأ عن تعريض الطفل للخطر وتركة في المحل الخالي، انفصال عضو من أعضائه أو فقد منفعته فيعاقب الفاعل بالعقوبات المقررة للجرح عمدًا، فإن تسبب عن ذلك موت الطفل يحكم بالعقوبة المقررة للقتل عمد.

وتطرق الدكتور صلاح الطحاوي للحديث عن نقطة مهمة للغاية في حالة العثور على طفل رضيع في الشارع قائلاً: يجب على كل من يجد طفلا رضيعا ملقى في الشارع التعامل بإنسانية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حتى لا يتعرض للمساءلة القانونية، وتسليمه فوراً لأقرب قسم شرطة بنفس الحالة التي عثر عليه بها.

وأشاف، أن قسم الشرطة يتعامل بمنتهى الجدية مع تلك الحالات ويقوم بإرساله إلى الجهات المختصة ومنها إلى إحدى المؤسسات ودور الرعاية بعد تقدير سنه وتسميته تسمية ثلاثية، وإثبات بياناته فى دفتر المواليد من قبل طبيب الجهة الصحية المختصة.

من جهتها؛ قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن هناك العديد من الأسباب التي أدت لانتشار ظاهرة التخلي عن الأطفال الرضع ورميهم في الشوارع، مضيفة أن هناك العديد من الحالات التي تفارق الحياة بسبب البرد أو ما شابه من أسباب تفقد الرضيع حياته بسببها.

 

أسباب انتشار الظاهرة

وأوضحت خضر في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز» أن المجلس القومي للمرأة ينظم العديد من الندوات لتوعية الأهالي بتحريم التخلص من الأطفال الرُضع، وتعريفهم بعقوبة الزنا، فضلاً عن التوعية بمخاطر الزواج المبكر، وكلها للحد من انتشار تلك الظاهرة الخطيرة التي تهدد الأمن القومي وباتت قنبلة موقوتة في المجتمع المصري.

وتحدثت أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، عن بعض المشكلات التي أدت لانتشار تلك الظاهرة الخطيرة مؤكدة أن الزنا هو أحد أهم الأسباب لأن الفتاة تحمل سفاحاً وتضطر للتخلص من رضيعها خوفا من الفضيحة.

وأضافت، أن المغالاة في المهور وتكاليف الزواج، والتي تقف حائلًا أمام رأب الصدع وإصلاح الثقافة الريفية ولو بنسبة بسيطة تعد أحد أسباب انتشار تلك الظاهرة.

وتابعت الدكتورة سامية خضر، لابد من وجود توعية دورية بمخاطر الزواج العرفي، وما يترتب عليه من إنجاب أطفال غير مُعترف بهم قانونيًا، يكون مصيرهم دائمًا الشارع، إما رُضع صغار يموتون، أو أطفال لا يعرفون مصيرهم عندما يكبرون ويلجأون إلى طريق التسول أو الجريمة أو تجارة المخدرات.

واستكملت: الفقر والبطالة تعدان أحد أهم أسباب وتفشي ظاهرة إلقاء الأطفال الرضع في الشوارع بسبب عدم قدرة الآباء على توفير متطلبات الحياة الأساسية للأسرة، فضلاً عن قلة فرص العمل المتاحة للآباء قد تدفعهم للاعتماد على الأطفال لزيادة دخل الأسرة أو التخلص منهم في الشوارع.

وأكدت خضر أن هناك سبب لا يقل خطورة وهو كثرة النَّسل: إذ إنّ عدم الاهتمام بالأطفال واحتياجاتهم قد يدفعُ بهم إلى الشّارع، خاصّةً إن رافقت ذلك حالة اقتصاديّة صعبة.

طرق حل الظاهرة

وقالت الدكتورة سامية خضر إن هناك عدد من الطرق لحماية الأطفال الرضع وهي تتم بتوفير نظامٍ اجتماعيٍّ يهتمّ بتفعيل آليّةٍ لرصد أطفال الشوارع المُعرضين للخطر، وضبطهم، فضلاً عن إنشاء مؤسسات اجتماعية خاصة بالأطفال، تهتم بالتّدخل المبكر لحماية الأطفال وأُسَرهم من أنواع العنف والاستغلال المختلفة.

وتابعت: لابد من التدخل لحماية الأطفال ضحايا الأُسَر المُفكَكة، والأطفال العاملين في بيئات ضارة وغير آمِنة، ومنذ سن مُبكر، مع الاهتمام بتطوير برامج مكافحة الفقر، وزيادة أعداد مكاتب الاستشارات الأسريّة، وتفعيل دورها وتحسينها، وإنشاء مراكز مهمّتها تأهيل أطفال الشّوارع نفسيّاً ومهنيّاً.

واختتمت لابد من تفعيل دور الإعلام بوسائله المختلفة؛ لزيادة وعي المجتمع، وتحريك الرأي العام حول هذه الظاهرة، وأهمية مُكافحتها، مع إنشاء أماكن رعاية خاصة بهم؛ فمن المُهم أن يتم توفير هذه الأماكن؛ لتلبية احتياجاتهم الأساسيّة، وتعيين أخصائيين اجتماعيين؛ للعناية بهم، ومناقشة مشاكلهم وحلولها

أم تلقي بجثة رضيعتها

أجرت جهات التحقيق بالجيزة، تحقيقًا عاجلًا مع سيدة ألقت بجثة طفلتها الرضيعة بعدما وضعتها داخل حقيبة مدرسية بالشارع بمنطقة الهرم، وأمرت بالتصريح بدفن جثة الطفلة بعد الاطلاع على تقرير الطب الشرعي بأسباب الوفاة؟

كما أمرت بحبس الأم المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيقات لعدم تبين أنها السبب في وفاتها بسبب الإهمال، وطلبت تحريات أجهزة الأمن حول الواقعة.

قتلتها بالإهمال

كشفت أقوال شهود العيان المحيطين بمسرح الحادث، أثناء مثولهم أمام جهات التحقيق، أن والدة الطفلة كانت دائما ما تتركها مفردها وتذهب للعمل بأحد الكافيهات بالمنطقة، وفي يوم الحادث ألقت بجثتها بعدما لفتها بملاءة بيضاء ووضعها داخل حقيبة مدرسية.

وأمرت بالاطلاع على كاميرات المراقبة بمحيط الواقعة ومضاهاتها بأقوال شهود العيان.

القبض على الأم المتهمة

تلقى ضباط مباحث قسم شرطة الهرم بلاغا من الأهالي بالعثور على جثة طفلة رضيعة داخل حقيبة مدرسية، على الفور انتقل رجال الشرطة لمكان الحادث، وبالفحص تبين صحة البلاغ، وتبين وجود جثة طفلة رضيعة.

وبعمل التحريات وتفريغ كاميرات المراقبة تبين أن وراء ارتكاب الواقعة والدة الطفلة تخلصت من جثة طفلتها داخل حقيبة مدرسية وتركها بالشارع بعدما لفظت أنفاسها الأخيرة بعدما تركتها في المنزل بمفردها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق