قدّم القس عيد صلاح، الباحث بمركز دراسات مسيحية الشرق الأوسط وراعي الكنيسة الإنجيلية بعين شمس، اليوم الجمعة، دراسة بحثية بعنوان: "التنمية وقضايا المجتمع المصري: قراءة في وثيقة الرأي الصادرة عن الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية بمناسبة مرور 75 عامًا على إنشائها".
جاء ذلك خلال مشاركته في المؤتمر الدولي السابع للمركز الثقافي الفرنسيسكاني المنعقد بالقاهرة تحت عنوان: "الخطاب الديني في الألفية الثالثة: المسيحيون في العالم العربي… الواقع والتحديات والمبادرات والإسهامات".
قراءة تحليلية لوثيقة CEOSS في مناسبة تاريخية
استعرضت الدراسة قراءة تحليلية معمّقة لوثيقة الرأي التي أصدرتها الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية (CEOSS) حول عدد من القضايا القومية، وذلك بالتزامن مع الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين لتأسيس الهيئة.
وسعت الورقة البحثية إلى الإجابة عن تساؤلات محورية شملت:
ما الفلسفة التي تستند إليها الهيئة في عملها وخدمتها؟
ما أهم مجالات التنمية التي تنخرط فيها داخل المجتمع المصري؟
وما الأسس اللاهوتية التي تشكّلت منها رؤيتها وممارساتها التنموية؟
75 عامًا من العمل التنموي: خدمة المجتمع دون تمييز
وخلال كلمته، أشار القس عيد صلاح إلى أن تأسيس الهيئة يعود إلى عام 1950 داخل الكنيسة الإنجيلية في مصر، ومنذ ذلك الوقت لعبت الهيئة دورًا مهمًا في خدمة المجتمع، لاسيما في المدن الصغيرة والقرى والنجوع، من خلال برامج تنموية شاملة.
وكشفت الدراسة أن الوثيقة توثّق تسعة عشر مجالًا رئيسيًا من مجالات العمل التنموي، يستند كل منها إلى فلسفة واضحة وإطار فكري متماسك، بما يؤكد أن جهود الهيئة ليست مجرد مبادرات خدمية، بل رؤية متكاملة لتنمية الإنسان وخدمته دون أي تمييز على أساس الدين أو الجنس أو اللون، مع انحياز دائم للفئات الأكثر احتياجًا، والفقراء، وذوي الهمم.
اتساق مع أولويات الدولة وتعزيز للعدالة الاجتماعية
وتبرز الوثيقة كذلك تجربة الهيئة القبطية الإنجيلية في تبنّي القضايا القومية كأولوية رئيسية في عملها التنموي والوطني، مؤكدة اتساق رؤيتها مع رسالتها المؤسسية التي تقوم على تمكين الأفراد والمجتمعات.
كما توضّح الوثيقة أن جهود الهيئة تتوافق مع توجهات الدولة المصرية في مجالات التنمية المستدامة، مما يعكس تطور دورها من إطار كنسي محدود إلى فاعل مدني مؤثر في المجتمع، يسهم في تعزيز العدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية الشاملة.









0 تعليق