تُعد ظاهرة تقديم الأجزاء المتتابعة للأعمال الدرامية واستثمار نجاح الجزء الأول لتقديم أجزاء جديدة، واحدة من الظواهر الراسخة في الدراما المصرية على مدار سنوات طويلة، منذ أن قدمت الشاشة المصرية أعمالًا خالدة مثل ليالي الحلمية ورأفت الهجان وغيرهما من المسلسلات التي تركت بصمة لا تُنسى في وجدان الجمهور، وما زالت أحداثها وشخصياتها حاضرة في الذاكرة حتى اليوم.
ومؤخرًا عادت هذه الظاهرة للواجهة من جديد مع مسلسل وتر حساس، الذي قرر صناعه تقديم جزء ثانٍ يُعرض حاليًا على إحدى القنوات الفضائية، ليؤكد استمرار هذا التوجه الفني الذي يعتمد على مد الحكاية الناجحة عبر أكثر من موسم درامي.
وترصد "البوابة" في السطور التالية أبرز المسلسلات التي قُدمت على أجزاء، وأسباب انتشار هذه الظاهرة في الدراما المصرية.
"وتر حساس"
في موسمه الثاني، يعود رشيد إلى وطنه ساعيًا لاستعادة مكانته داخل العائلة عبر الزواج من ابنة عمه فريدة. لكن هذا الزواج يكشف عن أسرار صراع قديم بين رشيد ووالد فريدة، لتبدأ الخلافات العائلية في الاشتعال تدريجيًا. ومع خروج كاميليا من السجن، تتجدد المواجهة بين الحب والانتقام في صراع إنساني واجتماعي مشوّق تتداخل فيه القيم والعواطف.
العمل من بطولة غادة عادل، إنجي المقدم، هيدي كرم، كمال أبو رية، محمد علاء، محمد محمود عبد العزيز، ومن إخراج وائل فرج.
"العتاولة"
يدور المسلسل في إطار اجتماعي تتخلله أجواء من التشويق والإثارة، حول الشقيقين خضر ونصار اللذين يعملان في مجال النصب والجريمة، ما يضعهما في العديد من المواقف الخطرة. وقد تم تقديم العمل في جزءين من بطولة أحمد السقا، زينة، طارق لطفي، فيفي عبده، وإخراج أحمد خالد موسى.
"المداح"
من أبرز الأعمال التي استمرت لأكثر من جزء، وتدور أحداثه حول صابر المداح، رجل متدين يقع تحت تأثير الشيطان بسبب حبه لامرأة، فيرتكب جريمة قتل تقلب حياته رأسًا على عقب.
المسلسل من بطولة حمادة هلال، أحمد بدير، نسرين طافش، خالد سرحان، هبة مجدي، حنان سليمان، وإخراج أحمد سمير فرج.
"كامل العدد"
يدور في إطار اجتماعي حول حياة الزوجين أحمد وليلى اللذين يعيشان حالة من الاستقرار، قبل أن تنقلب حياتهما رأسًا على عقب بدخول طليق ليلى وشقيقة أحمد في الصورة، لتبدأ سلسلة من التحديات والمواقف الإنسانية.
العمل من بطولة دينا الشربيني، شريف سلامة، إسعاد يونس، حسين فهمي، ميمي جمال، ومن إخراج خالد الحلفاوي، وقدم في أكثر من جزء.
"أشغال شقة"
عمل اجتماعي كوميدي يتناول حياة حمدي عبد الرحيم، إخصائي الطب الشرعي، وزوجته التي تُرزق بتوأمين بعد فترة من الزواج، فيقرران الاستعانة بمديرة منزل للعناية بهما، لتبدأ المواقف الكوميدية في رحلة البحث عنها.
بطولة هشام ماجد، أسماء جلال، شيرين، مصطفى غريب، وإخراج خالد دياب.
"سلسال الدم"
من أنجح المسلسلات الصعيدية التي قُدمت على عدة أجزاء، وتدور أحداثه حول امرأة صعيدية تفقد زوجها بعد أن يُقتل على يد عمدة قريتها، فتقرر الانتقام منه بشتى الطرق.
بطولة عبلة كامل، رياض الخولي، أحمد سعيد عبد الغني، علا غانم، وإخراج مصطفى الشال.
"وبينا ميعاد"
يروي قصة عائلتين؛ عائلة حسن الذي فقد زوجته وتركته مع أربعة أبناء، وعائلة نادية التي فقدت زوجها وترك لها أربع بنات. ومع تقاطع مصير العائلتين، تبدأ مواقف إنسانية مؤثرة.
بطولة شيرين رضا، صبري فواز، مدحت صالح، وفاء صادق، بسمة، محمد سليمان، تأليف وإخراج هاني كمال.
"الاختيار"
أحد أنجح الأعمال الوطنية، يستعرض حياة الشهيد البطل العقيد أحمد صابر المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، الذي استُشهد في كمين مربع البرث بسيناء أثناء تصديه لهجوم إرهابي.
بطولة أمير كرارة، أحمد العوضي، دينا فؤاد، أحمد السقا، أحمد فؤاد سليم، وإخراج بيتر ميمي.
"قوت القلوب"
يدور حول سيدة تُدعى قوت تعمل في مدرسة وتعاني من مشكلات بسبب تصرفاتها العفوية، في الوقت الذي يتعرض فيه ابنها الطبيب حسن للعديد من الأزمات نتيجة تصرفات والدته.
بطولة ماجدة زكي، خالد زكي، سهر الصايغ، محمد أنور، رانيا فريد شوقي، كارولين عزمي، وإخراج مجدي أبو عميرة.
"أبو العروسة"
من أكثر الأعمال التي لاقت نجاحًا كبيرًا بجميع أجزائها الثلاثة، حيث تناول قضايا اجتماعية من خلال قصة الأب عبد الحميد الذي يعيش صراعًا بين سعادته بزواج ابنته وقلقه من الأعباء المادية والفوارق الاجتماعية.
بطولة سيد رجب، سوسن بدر، ولاء الشريف، ميدو عادل، كارولين عزمي، وإخراج كمال منصور.
"إلا أنا"
دراما مستوحاة من قصص حقيقية، تتناول قضايا المرأة والمجتمع من خلال مجموعة من الحكايات المستقلة مثل بيت العز وحكايتي مع الزمان وطعم الدنيا، حيث يتناول كل جزء حكاية مختلفة في عشر حلقات.
"نصيبي وقسمتك"
عمل درامي يعتمد على فكرة القصص المنفصلة المتصلة، إذ يضم 15 قصة مختلفة، كل منها تُعرض في ثلاث حلقات، وتتناول قضايا العلاقات الإنسانية بين الرجل والمرأة. والمسلسل من تأليف عمرو محمود ياسين، وإخراج عطية أمين.
"البيت الكبير"
دراما اجتماعية صعيدية تدور في أجواء من الصراع حول الميراث والثأر، وتحاول جبرية تنفيذ مخططها للانتقام وإفساد حياة الآخرين.بطولة سوسن بدر، لوسي، مجدي كامل، عبير صبري، وإخراج محمد النقلي.
"كلبش"
من أنجح مسلسلات الأكشن المصرية، وتدور أحداثه حول الضابط سليم الأنصاري الذي يتعرض لمؤامرة كبيرة بعد تلفيق تهمة قتل له داخل قسم الشرطة، ليبدأ رحلة طويلة لإثبات براءته. بطولة أمير كرارة، هالة فاخر، ريم مصطفى، طارق لطفي، وتأليف باهر دويدار، وإخراج بيتر ميمي.
"ليالي الحلمية"
واحد من أعظم المسلسلات في تاريخ الدراما العربية، حيث تدور أحداثه حول الصراع بين سليم البدري رجل الأعمال الثري، والعمدة سليمان غانم القادم من الريف للثأر لوالده، وسط شبكة من العلاقات الاجتماعية والسياسية المعقدة.
شارك في بطولته يحيى الفخراني، صلاح السعدني، صفية العمري، محمود ياسين، عبد الله غيث، وإخراج إسماعيل عبد الحافظ.
"زيزينيا"
يُعد من أهم المسلسلات التي قُدمت على أجزاء في الدراما المصرية، ودارت أحداثه في مدينة الإسكندرية خلال أربعينيات القرن الماضي، مسلطًا الضوء على صراع الهوية بين الشرق والغرب من خلال شخصية بشر عامر عبد الظاهر ابن الأب المصري والأم الإيطالية.
المسلسل من تأليف أسامة أنور عكاشة، وإخراج جمال عبد الحميد، وبطولة يحيى الفخراني ونخبة من النجوم، ويُعتبر من أكثر الأعمال التي جمعت بين التاريخ والدراما الإنسانية بعمق فني مميز.
ظاهرة ممتدة
قالت الناقدة الفنية ماجدة موريس إن ظاهرة تقديم المسلسلات المكوّنة من عدة أجزاء التي تشهدها الدراما المصرية خلال السنوات الأخيرة ليست جديدة، بل هي امتداد لتاريخ طويل من هذا النوع من الأعمال في الفن المصري.
وأوضحت موريس في تصريحات خاصة لـ"البوابة"، أن الدراما المصرية كانت من أوائل الصناعات الفنية التي قدّمت هذا الشكل منذ عقود، مشيرة إلى أن صُنّاع الفن المصري ابتكروا فكرة الأجزاء في السبعينيات والثمانينيات من خلال أعمال خالدة مثل ليالي الحلمية الذي امتد لخمسة أجزاء، ورأفت الهجان الذي قُدم في ثلاثة أجزاء، إلى جانب الشهد والدموع وغيرها من المسلسلات التي تركت بصمة قوية في وجدان الجمهور.
وأضافت أن هذه الظاهرة لا يمكن اعتبارها هي المسيطرة على الدراما حاليًا، إذ شهدت الساحة في السنوات الأخيرة تحولًا ملحوظًا نحو المسلسلات القصيرة ذات الـ15 حلقة، التي أصبحت الشكل الأكثر رواجًا، بينما يظل عدد الأعمال ذات الأجزاء محدودًا نسبيًا مقارنة بالإنتاج الإجمالي.
وتابعت موريس مؤكدة أن تقديم عمل درامي على أكثر من جزء ليس مشكلة في حد ذاته، لكن بشرط أن يكون هناك مبرر درامي وفني قوي، وأن تستدعي القصة ذلك بطبيعتها، موضحة أن بعض الأحداث والموضوعات تتطلب بالفعل مساحة زمنية أوسع لعرضها بشكل متكامل وواقعي.
وأشارت إلى أن مسلسل "رأفت الهجان" يمثل النموذج الأبرز لهذا النوع من الدراما الممتدة، حيث تناول سيرة وطنية مهمة استغرقت أحداثها سنوات طويلة، وكان من الضروري تقديمها على أجزاء لضمان الدقة والتفصيل، مؤكدة أن الكتاب في تلك الحقبة كانوا يمتلكون قدرات مميزة على بناء أحداث متماسكة تعبّر عن مرحلة من تاريخ الوطن.
وأكدت على أن المعيار الحقيقي لتقديم الأعمال متعددة الأجزاء يجب أن يكون جودة السيناريو وأهمية القصة، وليس مجرد الرغبة في الإطالة أو استثمار نجاح الجزء الأول، لأن التمديد غير المبرر يُضعف من القيمة الفنية للعمل مهما كانت عناصره الأخرى قوية.













0 تعليق