تحل علينا اليوم ذكرى رحيل محمود عبد العزيز، أحد أبرز نجوم السينما والدراما المصرية والعربية، وصاحب المسيرة الحافلة التي امتدت لأكثر من أربعة عقود، قدّم خلالها العديد من الأدوار الخالدة التي جعلت منه فنانًا استثنائيًا تجاوز حدود الشكل إلى عمق الأداء والإبداع.
النشأة والبداية
ولد محمود عبد العزيز في 4 يونيو عام 1946 بحي الورديان بمدينة الإسكندرية، وتخرج من كلية الزراعة بجامعة الإسكندرية، وهناك بدأت رحلته مع الفن من خلال فريق المسرح الجامعي، حيث اكتشف موهبته في التمثيل، حتى حصل على درجة الماجستير في تربية النحل، قبل أن يتفرغ للفن بشكل كامل.
كانت بدايته الحقيقية في عالم التمثيل عندما قدمه المخرج نور الدمرداش في مسلسل "الدوامة"، إلى جانب الفنانين محمود ياسين ونيللي، وهو العمل الذي فتح أمامه أبواب الشهرة، قدم أولى بطولاته السينمائية أمام النجمة نجوى إبراهيم في فيلم "حتى آخر العمر"، ومنه انطلق بقوة في عالم السينما.
رأفت الهجان.. محطة وطنية خالدة
يعد مسلسل "رأفت الهجان" أحد أهم محطات محمود عبد العزيز في الدراما المصرية، بل أحد أهم الأعمال الوطنية في تاريخ التلفزيون المصري.
قدم من خلاله شخصية الجاسوس المصري الذي زرعته المخابرات المصرية داخل إسرائيل، وجسد الدور بحس وطني عالٍ جعل الجمهور يعيش معه تفاصيل الأحداث وكأنها واقع.
نجم متجدد لا يعرف التكرار
قدم الفنان محمود عبد العزيز مجموعة كبيرة من الأفلام التي أصبحت من علامات السينما المصرية، منها الحفيد، طائر الليل الحزين، العذراء والشعر الأبيض، تزوير في أوراق رسمية، إعدام ميت، العار، الكيف، الكيت كات، الساحر، وإبراهيم الأبيض.
تميز في كل أدواره بتنوعه وقدرته على تجسيد الشخصيات، سواء كانت رومانسية أو كوميدية أو تراجيدية أو وطنية.
حضور قوي في الدراما
لم يقتصر إبداع محمود عبد العزيز على السينما فقط، بل امتد إلى الدراما التلفزيونية من خلال أعمال مميزة مثل البشاير، محمود المصري، باب الخلق، جبل الحلال، وراس الغول الذي عرض عام 2016 وكان آخر أعماله قبل رحيله.
واستطاع من خلال هذه الأعمال أن يجمع بين العمق الإنساني والبساطة في الأداء، ليؤكد أنه فنان شامل قادر على لمس وجدان المشاهد في كل الأدوار.
الرحيل بعد صراع مع المرض
في عام 2016، تدهورت الحالة الصحية للفنان محمود عبد العزيز بعد إصابته بمرض السرطان، ليرحل عن عالمنا في 12 نوفمبر 2016 عن عمر ناهز السبعين عامًا، تاركًا خلفه مسيرة فنية حافلة بالإبداع والنجاح.








0 تعليق