بعد استقبال السيسي لرئيسها|قرغيزستان..لؤلؤة الجبال في قلب آسيا الوسطى

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الأربعاء الرئيس صادير جاباروف، رئيس جمهورية قيرغيزستان، حيث جرت مراسم استقبال رسمية لتعكس عمق العلاقات بين البلدين، وشهد اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، خاصة في مجالات الاقتصاد والتجارة والتعليم، إلى جانب تبادل الرؤى حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وقد أكد الرئيس السيسي حرص مصر على توطيد أواصر التعاون مع قيرغيزستان بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.

وبهذه المناسبة تسلط “البوابة نيوز” الضوء على تلك الجمهورية التي قد يجهلها البعض فهي تقع في قلب القارة الآسيوية، حيث تتعانق فيها القمم الثلجية مع الغيوم، وتتشابك الأنهار مع المروج الخضراء، تمتدّ قرغيزستان كأنها قصيدة طبيعية من الجبال والسهول والبحيرات.

دولة صغيرة بحجمها، لكنها عظيمة بتضاريسها وتاريخها، تجمع بين سحر الطبيعة وعمق التراث الإنساني الذي عبر طريق الحرير منذ قرون طويلة.

وتُعد قرغيزستان، أو الجمهورية القرغيزية كما تُعرف رسميًا، دولة غير ساحلية تقع في آسيا الوسطى، تحدها كازاخستان شمالًا، أوزبكستان غربًا، طاجيكستان جنوبًا، والصين شرقًا.

أما عاصمتها فهي “بيشكيك”، التي تمثل القلب النابض للحياة السياسية والاقتصادية والثقافية في البلاد.

جغرافيا ساحرة وتنوع طبيعي

قرغيزستان بلد الجبال الشاهقة؛ إذ تغطي المرتفعات أكثر من 90٪ من مساحتها، وتشكل سلسلة جبال تيان شان المهيبة أبرز معالمها. هناك، حيث تتبدل الفصول الأربعة في يوم واحد، وتتوزع القرى الصغيرة حول الوديان، وتُطل المراعي على بحيرات زرقاء كالياقوت، أبرزها بحيرة إيسيك كول التي تُعد ثاني أكبر بحيرة جبلية في العالم، وتُعرف بمياهها الدافئة نسبيًا رغم وقوعها بين القمم الثلجية.

يمنح هذا التنوع الطبيعي البلاد مناخًا متقلبًا يجمع بين البرودة القاسية في الشتاء والاعتدال في الصيف، ما جعلها وجهة مفضلة لعشاق المغامرة والتسلق والرحلات الجبلية، ومع تنامي السياحة البيئية، تحولت قرغيزستان إلى محطة أساسية لهواة الاستكشاف في آسيا.

تاريخ عريق وملامح الهوية

تاريخ قرغيزستان طويل ومتشابك مع حضارات عدة، فقد كانت موطنًا للقبائل البدوية منذ آلاف السنين، وممرًا رئيسيًا على طريق الحرير الذي ربط بين الصين والشرق الأوسط وأوروبا، تعاقبت على أراضيها إمبراطوريات تركية ومنغولية، ثم دخلت في دائرة النفوذ الروسي في القرن التاسع عشر، قبل أن تصبح جزءًا من الاتحاد السوفيتي عام 1936، وبعد تفكك الاتحاد عام 1991، أعلنت استقلالها، لتبدأ رحلة بناء الدولة الحديثة.

يشكل القرغيز الأغلبية الساحقة من السكان، إلى جانب أقليات أوزبكية وروسية، اللغة الرسمية هي القرغيزية، المنتمية إلى مجموعة اللغات التركية، بينما تُستخدم الروسية على نطاق واسع كلغة للتعاملات الرسمية والتجارية.

تنعكس الثقافة القرغيزية في الموسيقى الشعبية، والأزياء التقليدية، ومهرجانات الفروسية التي تُبرز مهارة الفرسان في سباقات الخيول وصيد النسور، ولا يزال نمط الحياة البدوي حاضرًا في مناطق الريف، حيث يسكن الناس في الخيام المستديرة المعروفة باسم اليورت، ويحافظون على عادات الضيافة الكريمة المرتبطة بروح القبيلة.

يعتمد اقتصاد قرغيزستان على الزراعة والرعي، إلى جانب استخراج الذهب والمعادن، كما تمثل التحويلات المالية من العاملين في الخارج مصدرًا مهمًا للدخل القومي، ورغم النمو النسبي خلال السنوات الأخيرة، تواجه البلاد تحديات اقتصادية تتمثل في محدودية الموارد الصناعية وضعف البنية التحتية.

ومع ذلك، تبقى قرغيزستان نموذجًا لدولة تسعى للتوازن بين الإرث التقليدي والطموح نحو التحديث. فقد بدأت الحكومة مؤخرًا بالتركيز على السياحة المستدامة والطاقة المتجددة والتعليم كركائز للتنمية المستقبلية.

b3363fecd7.jpg
c757bf5042.jpg
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق