"الشابو والأيس والمادة" قنابل كيميائية تهدد عقول الشباب بالبحر الأحمر.. صرخة استغاثة من الأهالي لقوات الأمن لمواجهة بؤر الترويج للمخدرات.. وخبراء يوضحون خطورة المواد الجديدة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم تعد المخدرات التقليدية هي التهديد الأكبر الذي يواجه شباب محافظة البحر الأحمر، وتحديداً مدينة الغردقة السياحية التي يرتادها الآلاف يومياً من السياح.

 فالخطر اليوم يأتي في شكل مساحيق بلورية بيضاء ومواد كيميائية مصنعة تُعرف بـ"الشابو" (الميثامفيتامين البلوري) و" الايس و المادة" (اسم دارج لنوع آخر من المنشطات أو المواد المخدرة الصناعية)، وهي مركبات كيميائية لا تكتفي بتحطيم خلايا المخ بل تدفع مستخدميها إلى حافة الجنون أو ارتكاب الجرائم القاتلة.

أكد احمد عبدالمنعم، احد ابناء مدينة الغردقة، للبوابة نيوز، أن هناك انتشاراً مقلقاً لهذه المواد الفتاكة بين صفوف الشباب في المدينة الساحلية، الأمر الذي يهدد نسيجها الاجتماعي وسلامة ضيوفها من السائحين.


ش


تحولت بعض المناطق والأحياء، ومنها مناطق، " العرب- شارع السلام- مبارك ١١ " وغيرهمز، في مدينة الغردقة إلى بؤر معروفة لتوزيع هذه السموم، وفقاً لما ذكرته مصادر مختلفة.


حيث اكد مصدر أمني سابق،  طلب عدم ذكر اسمه، ان "المشكلة أن أماكن التوزيع أصبحت مشهورة ومعلومة للجميع في نطاق ضيق، والمروجون يستغلون غياب الرقابة الكاملة في بعض المناطق النائية أو الشعبية. نحن نعمل بجهد لمكافحة الظاهرة، لكن تدفق المواد المصنعة والتغييرات الكيميائية المستمرة التي تطرأ عليها تجعل الأمر تحدياً مستمراً.


صرخة الأهل: "أنقذوا أولادنا من الإدمان والجنون"

 

تتزايد حالات الإدمان بشكل ينذر بالخطر بين شباب الغردقة، وتصعد معها صرخات الأسر التي باتت ترى فلذات أكبادها يتحولون إلى كائنات أخرى، تحت تأثير المواد الكيميائية المدمرة.

واستنجدت  "أم محمد" بالمسئولين، قالا "الحقوا أولادنا من المخدرات، مشيرتا، ان نسبة كبيرة من شباب الغردقة أصبحوا مدمنين 'شابو' و'مادة'. ابني لم يعد هو، أصبح عدوانياً، يهلوس، وأخشى أن يؤذي نفسه أو أحداً منا. هذه المواد تدمرهم بسرعة خارقة. الأمر ليس مجرد تعاطي، إنه تحطيم كامل للإنسان."

وأضافت الأم المكلومة: "نحن نعيش في خوف دائم. الغردقة مدينة سياحية، نرحب بضيوفنا، لكن كيف يمكن أن نستمر إذا كان شبابنا ينهارون بهذه الطريقة؟"


خبراء يحذرون: تدمير فوري لخلايا المخ


أكدت مصادر طبية متخصصة في علم الأعصاب والسموم، أن الشابو والمواد المصنعة الأخرى هي أسلحة كيميائية موجهة ضد العقل البشري.

ومن جانبه، قال د. يوسف أحمد، "خبير سموم"، ان الشابو (الميثامفيتامين) ليس مجرد مادة تسبب الإدمان، بل هو سم عصبي. مصنعات كيميائية تحطم خلايا المخ في فترة قصيرة، وتحدث اضطرابات عقلية حادة قد تصل إلى الذهان والبارانويا. تأثيرها المباشر يتسبب في ارتفاع جنوني لضغط الدم ومعدل ضربات القلب، ما قد يؤدي إلى توقف القلب المفاجئ أو جلطات دماغية."

وأشار د. يوسف إلى أن الجانب الأخطر هو تأثيرها السلوكي: "هذه المواد تزيد من العدوانية والاندفاعية بشكل غير مسبوق، مما يفسر ارتباطها الوثيق بحوادث الانتحار أو ارتكاب جرائم القتل البشعة دون أي دافع منطقي."


نداء إلى من يهمه الأمر: أنقذوا مستقبل البحر الأحمر


في مدينة تعتمد على السياحة بشكل أساسي، ويُفترض أن تكون واجهة حضارية وآمنة، فإن تزايد معدل الجريمة بسبب هذه المواد يمثل تهديداً وجودياً للاقتصاد المحلي وسمعة المحافظة.

النداء اليوم موجه إلى كافة الجهات المعنية: وزارة الداخلية، وزارة الصحة، ومؤسسات المجتمع المدني. يجب التدخل العاجل عبر ثلاث محاور رئيسية، اهمها : تضييق الخناق على بؤر التوزيع المعلومة والعمل على قطع سلاسل الإمداد لهذه المواد الكيميائية المصنعة.

فيما يجب توفير حملات توعية مكثفة تستهدف الشباب والأسر، وإنشاء مراكز متخصصة وسرية لعلاج الإدمان في الغردقة بدلاً من الاضطرار للسفر إلى محافظات أخرى.

كما يجب ضرورة تضافر جهود الأئمة ورجال الدين والمدارس والأندية لملء فراغ الشباب بالأنشطة الإيجابية وتحصينهم ضد الوقوع في براثن الإدمان.

شباب البحر الأحمر هم ثروتها، ولابد من حمايتهم اليوم قبل أن يزداد معدل الجريمة في هذه المدينة السياحية الهامة، ويكون الثمن هو حياة شبابنا والقضاء علي الأجيال القادمة وسمعة وأمن الغردقة بالكامل.

أخبار ذات صلة

0 تعليق