خلال العرض المبهر الذي رافق حفل افتتاح المتحف المصري الكبير مساء أمس، لفت الأنظار مشهد دير مارجرجس بمصر القديمة، الذي جاء ضمن اللوحات الفنية التي جسدت عمق التراث المصري والقبطي.
ومع هذا الظهور المميز، تساءل كثيرون عن تاريخ هذا الدير العريق الذي يعد من أقدم الأديرة القبطية في العالم، وواحدًا من أهم معالم “مجمع الأديان” بالقاهرة.
في قلب “بابليون مصر”
يقع دير مارجرجس في منطقة بابليون التاريخية بمصر القديمة، وهي واحدة من أعرق المناطق الأثرية في العاصمة، حيث تتجاور فيها المعابد والكنائس والمساجد في مشهد فريد يجسّد التسامح والتنوع الديني الذي عرفت به مصر منذ آلاف السنين.
أكثر من 15 قرنًا من الحياة الرهبانية
يُعد الدير شاهدًا حيًّا على استمرارية الحياة الرهبانية لأكثر من 1500 عام، إذ ظل مركزًا روحيًا وإنسانيًا عبر العصور، فاحتضن مدرسة لليتامى ومستشفى لخدمة الفقراء والمرضى، ليصبح عنوانًا للعطاء والخدمة.
بُني على أنقاض الحصن الروماني
شُيّد الدير فوق أنقاض الحصن الروماني القديم، الذي كان مقرًا للجنود قبل أن يتحول إلى مركز روحي بعد مرور العائلة المقدسة بالمكان، فصار مزيجًا فريدًا من الطرازين الروماني والبيزنطي يحتفظ بعناصر معمارية نادرة.
شاهد على مرور العائلة المقدسة
يحمل دير مارجرجس قداسة خاصة في الوجدان المسيحي، إذ يُعتقد أن العائلة المقدسة أقامت في هذا الموضع خلال رحلتها إلى أرض مصر، مما أضفى عليه مكانة روحية فريدة، ليصبح أحد أبرز محطات “مسار العائلة المقدسة” التي تباركت بها أرض مصر.
سبع كنائس وأقدم مقياس للنيل
يضم الدير سبع كنائس صغيرة تمثل أيام الأسبوع، وتُقام فيها الصلوات اليومية وفق الطقس القبطي الأرثوذكسي، كما يحتفظ الدير بأحد أقدم مقاييس النيل داخل برجه الروماني، في دلالة نادرة على ارتباط النهر بالحياة الدينية والروحية للمصريين.
أيقونات فريدة ومنبران للغتين
يحتوي الدير على مجموعة نادرة من الأيقونات التي تعود إلى القرون الوسطى، إلى جانب أيقونة مميزة تُعرف باسم “عذراء القاهرة”، فضلاً عن وجود منبرين في الكنيسة الرئيسية، أحدهما يُقرأ منه الإنجيل باليونانية والآخر بالعربية، في تعبير رمزي عن التواصل بين التراث الكنسي القديم والثقافة المصرية الحديثة.
من مرسوم ميلانو إلى نهضة الرهبنة
يرتبط تاريخ ازدهار دير مارجرجس بعصر الإمبراطور قسطنطين الكبير، الذي أصدر مرسوم ميلانو عام 313م معلنًا حرية العبادة للمسيحيين، فشهدت مصر بعدها نهضة رهبانية واسعة، كان من ثمارها تأسيس هذا الدير الذي ظل شاهدًا على الإيمان والعراقة عبر القرون.








0 تعليق