اجتمع أكثر من 500 مشارك من 100 دولة حول العالم خلال الأيام الماضية في مركز لوجوس البابوي التابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية بـ وادي النطرون جنوب غرب الإسكندرية، وذلك ضمن فعاليات المؤتمر السادس لمجلس الكنائس العالمي، والذي يُعقد هذا العام تحت عنوان "إلى أين نتجه الآن نحو الوحدة المنظورة؟".
أهداف المؤتمر
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز الحوار والتقارب بين الكنائس المختلفة، ومناقشة سبل تحقيق الوحدة المسيحية المنظورة على المستويين المحلي والعالمي، بمشاركة شخصيات دينية وممثلين عن الكنائس من مختلف القارات.
وقد عبر قداسة البابا تواضروس الثاني عن سعادته بنجاح مؤتمر مجلس الكنائس العالمي الذي استضافته الكنيسة القبطية وجاء ذلك خلال عظته الأسبوعية، وقدم البابا الشكر لله الذي أتم هذا المؤتمر الذي عقد لأول مرة على أرض مصر في كنيسة أرثوذكسية شرقية، مشيرًا أن الكثيرين من الحاضرين في المؤتمر قد تعرفوا على الكنيسه القبطية لأول مرة خلال المؤتمر، لافتًا إلى انطباعاتهم الإيجابية عن الكنيسة وعن الشباب الذين قاموا بتنظيم المؤتمر بصورة منظمة ودقيقة وناجحة.
البابا تواضروس يلتقي الرئيس السيسي
كذلك تحدث البابا تواضروس عن زيارته مع وفد من قيادات مجلس الكنائس العالمي، للرئيس عبد الفتاح السيسي والذي استقبل الوفد استقبالاً فائق المحبة، ويعد تقديرًا كبيرًا من الدولة، وتحدث معهم حديثًا تضمن جوانب إنسانية وإيمانية ووطنية وسياسية، ولفت إلى أن الوفد حرص على تهنئة الرئيس باتفاق شرم الشيخ للسلام وبافتتاح المتحف المصري الكبير آملين أن يحل السلام في السودان أيضًا.
وأشاد قداسته بحديث الرئيس مع الوفد الذي اتسم بروح طيبة جدًا، وتناول موضوع وجود ملايين من المواطنين السودانيين في مصر والذين تعتبرهم مصر ضيوفًا لديها وليسوا لاجئين، وأن الرئيس عبر عن وجود عشرة ملايين من الأجانب من جنسيات مختلفة يعيشون على أرض مصر.
واختتم البابا تواضروس الثاني مُشيداً بالمردود السياحي الكبير للمؤتمر، منوهاً أنه فرصة للتعرف على طبيعة الثقافة المصرية بطرق كثيرة بالإضافة إلى التعرف على أصل وإيمان وعقيدة وطقوس الكنيسة القبطية، وفي الإجمال كان المؤتمر ناجحًا جدًا وكان فرصة طيبة للاحتفال بمرور 17 قرن على مجمع نيقية وتكريم القديس أثناسيوس الرسولي الذي نفتخر بأن نكون أولاده في الكنيسة المصرية الأرثوذكسية مستقيمة الرأي والفكر والعقيدة.
مجلس الكنائس العالمي يعرب عن قلقٍ بالغ وحزنٍ عميق لما يحدث في الفاشر
وفي سياق متصل، أعرب مجلس الكنائس العالمي عن قلقٍ بالغ وحزنٍ عميق إزاء التقارير المروّعة الواردة من مدينة الفاشر بشمال دارفور – السودان، عقب سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة مؤخرًا، وما تبع ذلك من انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، شملت عمليات قتل جماعي، وتدميرًا واسعًا، واستهدافًا للأماكن الدينية والمخيمات.
نص البيان الرسمي لـ مجلس الكنائس العالمي
وفي بيان رسمي صدر عن المجلس، قال الأمين العام القس البروفيسور الدكتور جيري بيلاي:
“تشير الشهادات التي أدلى بها أشخاص نجحوا في الفرار من موجة العنف الأخيرة، إلى جانب تقارير أخرى، إلى عمليات قتل جماعي ذات طابعٍ عِرقي، وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ودمار واسع في المدينة. كما تم الإبلاغ على نطاق واسع عن غارات بطائرات مسيّرة وقصفٍ مدفعي وهجماتٍ على مناطق مدنية، بما في ذلك المساجد ومخيمات النزوح والملاجئ، مما يُمثّل تصعيدًا مروّعًا في معاناة البشر في الإقليم".
وأشار بيلاي إلى حادثٍ مأساوي وقع في حي الدرجة بمدينة الفاشر، حيث استُهدف أحد المساجد الذي احتمى به نازحون من مخيم أبو شوك. وقال في هذا السياق:
“إن مثل هذه الأفعال لا يمكن تبريرها أخلاقيًا وتشكل انتهاكًا خطيرًا للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان. ونحن نُوجّه نداءً عاجلًا من أجل الحفاظ على حياة الأبرياء وحماية المجتمعات المحلية".
وأكّد الأمين العام تضامن المجلس الكامل مع الشعب السوداني والكنائس والجماعات الدينية التي تواجه معاناة قاسية بسبب الحرب والنزوح والجوع، مضيفًا:
“نحن نقف بكل محبة وصلابة روحية مع إخوتنا في السودان، وندعو المجتمع الدولي والاتحاد الإفريقي والمنظمات الإقليمية إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية والإنسانية لوقف العنف، وحماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كل المتضررين".
كما شدّد مجلس الكنائس العالمي على ضرورة وقف الهجمات الوحشية التي تنفّذها قوات الدعم السريع ضد المدنيين، وطالب قيادتها بـ “التوقف الفوري عن الأعمال غير الإنسانية التي تُرتكب في الفاشر وسائر مناطق دارفور".
ودعا المجلس جميع أطراف النزاع، ولا سيما قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، إلى وقف إطلاق النار فورًا والانخراط في حوارٍ جادّ من أجل سلامٍ عادلٍ ودائم.
وقال بيلاي:
“إن مجلس الكنائس العالمي، بصفته شركة كنسية ملتزمة بالعدالة والسلام، سيواصل مرافقة شعب السودان بالصلاة والمناصرة. كما ندعو جميع المؤمنين في كل مكان إلى الوقوف مع الضحايا ورفع أصواتهم ضد العنف والإفلات من العقاب".
واختتم الأمين العام بيانه بدعاءٍ مؤثر: "ليمنح الله، مصدر السلام والعزاء، القوة لشعب السودان، وليشفِ القلوب المنكسرة، وليغرس الرحمة والإنسانية في قلوب صانعي العنف، وليقُد الأمة نحو المصالحة والرجاء".
جذور المجلس
تعود الجذور التاريخية لمجلس الكنائس العالمي إلى الحركات الطلابية والعلمانية في القرن التاسع عشر، وإلى مؤتمر إدنبرة التبشيري العالمي عام 1910، إضافةً إلى الرسالة العامة الصادرة عن مجمع القسطنطينية الأرثوذكسي عام 1920، والتي اقترحت إقامة "شراكة بين الكنائس" على غرار عصبة الأمم. وفي عامي 1937 و1938 صوّت قادة يمثلون أكثر من مئة كنيسة على تأسيس مجلس الكنائس العالمي، غير أن تدشينه تأخر بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية.
وخلال العقود التالية، اندمجت في المجلس هيئات دولية سابقة، من أبرزها مؤتمرات "الإيمان والنظام" المعنية باللاهوت والأسرار والطقوس، و"الحياة والعمل" التي ركزت على الخدمات الاجتماعية والعلاقات الدولية والإغاثة، إلى جانب المجلس التبشيري الدولي (IMC)، وهو تحالف كنسي عالمي من أجل السلام، فضلاً عن مجلس يعود تاريخه إلى حركة مدارس الأحد في القرن التاسع عشر.
وفي عام 1946، أطلق مجلس الكنائس العالمي بالتعاون مع المجلس المسكوني الدولي مشروعين رائدين: لجنة الكنائس للشؤون الدولية، والمعهد المسكوني في بوسي بسويسرا، الذي يقدّم اليوم درجتي الماجستير والدكتوراه في الدراسات المسكونية عبر كلية اللاهوت بجامعة جنيف.
وعندما تأسس مجلس الكنائس العالمي رسميًا في جمعيته العمومية الأولى عام 1948، كان يضم 147 كنيسة. وبحلول عام 2013 ارتفع عدد الأعضاء إلى 345 كنيسة. ورغم أن المجلس كان يغلب عليه الطابع البروتستانتي والغربي في بداياته، فقد تطورت هويته في ستينيات القرن العشرين مع انضمام الكنائس الأرثوذكسية من الشرق والكنائس المستقلة حديثًا من دول الجنوب بعد الاستعمار. كما أسهم "المجمع الفاتيكاني الثاني" في تحسين العلاقات بين مجلس الكنائس العالمي والكنيسة الكاثوليكية بشكل ملحوظ.
ويذكر الموقع الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن مجلس كنائس العالم تأسس عام 1948، حيث يقع مقره فى جينيف بسويسرا.
ويتضمن معظم الكنائس البروتستانتية والأرثوذكسية، لكنه لا يتضمن الكنائس الكاثوليكية، وهي موجودة فيه فقط بصفة مراقب، وجميع الكنائس الموجودة في هذا المجلس تؤمن أن يسوع المسيح هو المخلص، وكذلك تؤمن بالثالوث وبلغت عضوية هذا المجلس نحو 345 كنيسة من 150 دولة، وذلك في عام 2013م، يتبعها أكثر من 590 مليون نسمة.
يعتبر مجلس كنائس الشرق الأوسط رابطة من الكنائس التى تؤمن بالسيد المسيح حسب الكتب المقدسة، وكما جاء فى قانون إيمان الرسل وقانون الإيمان النيقاوى القسطنطينى، وتسعى هذه الكنائس معًا لتحقيق دعوتها المشتركة لمجد الله الواحد المثلث الأقانيم: الآب والابن والروح القدس.
ويقع مقر مجلس كنائس الشرق الأوسط، الذى تأسس عام 1974، فى بيروت بلبنان، وهو هيئة دينية تضم العائلات الكنسية الأربع فى الشرق الأوسط، وللمجلس مكاتب أخرى أهمها فى القاهرة، وعمان، والقدس، وقبرص.
ويستمد المجلس صلاحياته من الكنائس المسيحية الأعضاء مجتمعة ويضم فى عضويته العائلات الكنسية الأربع:
- العائلة الأرثوذوكسية الشرقية: (الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية، وكنيسة أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذوكس، والكنيسة الأرمنية الرسولية)، وهذه الكنائس عضو مؤسس منذ عام 1974.
- العائلة الأرثوذوكسية: (كنيسة الإسكندرية وسائر افريقيا للروم الأرثوذوكس، كنيسة أنطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذوكس، كنيسة الروم الأرثوذوكس فى القدس، كنيسة الروم الأرثوذوكس فى قبرص)، وهذه الكنائس عضو مؤسس منذ عام 1974.
- العائلة الإنجيلية: (السينودس الانجيلى الوطنى فى سوريا ولبنان، الاتحاد الإنجيلى الوطنى فى لبنان، الكنيسة الأسقفية فى القدس والشرق الأوسط، الكنيسة الإنجيلية اللوثرية فى الأردن والأراضى المقدسة، سينودس النيل الإنجيلى لمصر، الكنيسة الأسقفية بالسودان، الكنيسة الإنجيلية بالسودان، الكنيسة المشيخية بالسودان، الكنيسة الإنجيلية الوطنية فى الكويت، الكنيسة البروتستانتية فى الجزائر)، وهذه الكنائس عضو مؤسس منذ عام 1974.
- العائلة الكاثوليكية: فى عام 1990 اكتمل هذا المجلس المسكونى بعضوية العائلة الكاثوليكية وتضم البطريركيات السبع فى الشرق الأوسط: (الكنيسة الانطاكية السريانية المارونية، كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، كنيسة الأقباط الكاثوليك، كنيسة السريان الكاثوليك، كنيسة بابل للكلدان، كنيسة اللاتين فى القدس، كنيسة الأرمن الكاثوليك). وقد انضمت للمجلس فى الجمعية العامة الخامسة التى عقدت فى عام 1990.









0 تعليق