تصدرت مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي في أعمال القمة المصرية الأوروبية الأولى بالعاصمة البلجيكية بروكسل نشاط الرئيس السيسي الخارجي حيث ترأس وفد جمهورية مصر العربية.
وجاء انعقاد هذه القمة التاريخية، الأولى من نوعها بين مصر والاتحاد الأوروبي، تتويجًا لمسار الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تم إطلاقها رسميًا في القاهرة في مارس ٢٠٢٤.
القمة المصرية الأوروبية الأولى
كما أجرى الرئيس السيسي على هامش الزيارة، سلسلة من اللقاءات المهمة مع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى عدد من القادة الأوروبيين، كما عقد لقاءً مع ملك بلجيكا.
وشهد الأسبوع الرئاسي تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالًا هاتفيًا من يوناس جار ستور، رئيس وزراء مملكة النرويج.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن رئيس الوزراء النرويجي قدّم التهنئة الرئيس بمناسبة نجاح قمة شرم الشيخ للسلام، معربًا عن تقديره للجهود المكثفة التي بذلتها مصر للتوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في قطاع غزة، وللدعوة الكريمة التي وُجهت إلى بلاده للمشاركة في القمة. من جانبه، رحّب الرئيس بمشاركة رئيس الوزراء النرويجي في القمة، مؤكدًا اعتزاز مصر بعلاقات التعاون الوثيقة مع النرويج، وسعيها المشترك لترسيخ دعائم الاستقرار الإقليمي.
كما أشاد بمواقف النرويج الداعمة للقضية الفلسطينية، ولا سيّما إعلانها في مايو 2024 اعترافها بالدولة الفلسطينية، تأكيدًا لتمسكها بحل الدولتين كركيزة أساسية لتحقيق السلام العادل، مشيرًا إلى أن موقف النرويج هو موقف يُحتذى به.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن رئيس الوزراء النرويجي أكد دعم بلاده للعمل الإنساني الموجّه إلى قطاع غزة، إلى جانب إطلاق مسار سياسي يفضي إلى تطبيق حل الدولتين، مشيرًا إلى أن النرويج تتواصل مع جميع الأطراف المعنية لتحقيق هذه الأهداف. وفي السياق ذاته، نوّه إلى الدور المحوري الذي تضطلع به مصر في تهدئة الصراع بالمنطقة، واتباعها نهجًا يتسم بالحكمة في مواجهة التحديات، مشددًا على أهمية إشراك الفلسطينيين تدريجيًا في إدارة قطاع غزة، باستثناء حركة حماس.
اتفاق شرم الشيخ
وأوضح المتحدث الرسمي أن الاتصال تناول كذلك التأكيد على أهمية التنفيذ الكامل لبنود اتفاق شرم الشيخ، بما يضمن استمرار وقف إطلاق النار، وتيسير دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، والإسراع في إطلاق عملية إعادة الإعمار، حيث استعرض الرئيس تطورات تنفيذ الاتفاق. وفي هذا السياق، أشار الرئيس إلى اعتزام مصر استضافة المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار القطاع، معربًا عن تطلع مصر لتعزيز التعاون مع النرويج في إطار التحضير لهذا المؤتمر ومشاركة الجانب النرويجي الفاعلة في أعماله. من جانبه، رحب رئيس الوزراء النرويجي بمواصلة التشاور والتنسيق مع مصر في هذا الشأن، مؤكدًا اعتزام بلادة العمل مع مصر وتكثيف التنسيق معها بشأن ملف اعادة اعمار قطاع غزة.
كما شهد الاتصال استعراضًا شاملًا لمسار العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أعرب الجانبان عن ارتياحهما للتطور المتسارع في مستوى التعاون، خاصة في أعقاب زيارة الرئيس إلى النرويج في ديسمبر 2024. وتم الاتفاق على تكثيف التنسيق والبناء على مخرجات تلك الزيارة، مع مواصلة بحث فرص التعاون المشترك، خاصة في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة، بما في ذلك من خلال شركة "سكاتك" النرويجية العاملة في مصر، مؤكدًا في هذا الصدد حرص النرويج للتعامل مع مصر لجعلها مركزا للطاقة الجديدة والمتجددة.
رئيس جمهورية كوريا
كما تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالًا هاتفيًا من “لي جاي ميونج”، رئيس جمهورية كوريا.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيسين تبادلا التهاني بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث أعرب الرئيس الكوري عن شكره وتقديره للرئيس على استقباله لمبعوثه الخاص في سبتمبر ٢٠٢٥، مشيرًا إلى أن اللقاء كان مثمرًا وأسفر عن نتائج ملموسة.
من جانبه، جدّد الرئيس تهنئته للرئيس الكوري بمناسبة انتخابه رئيسًا للجمهورية في يونيو ٢٠٢٥، مؤكدًا تطلعه إلى استقباله في القاهرة في أقرب فرصة، في إطار تعزيز التعاون الثنائي وتطوير العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الاتصال تناول أيضًا تأكيد الرئيسين على أهمية ترسيخ نهج السلام على المستوى العالمي، مع الإشادة بالجهود المبذولة في هذا السياق، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو شبه الجزيرة الكورية.
وفي هذا الإطار، استعرض الرئيس الجهود المصرية التي أفضت إلى التوصل لاتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، مشددًا على ضرورة التنفيذ الكامل لبنود الاتفاق. ومن ناحيته، أعرب الرئيس الكوري عن تقديره البالغ للدور الذي تضطلع به مصر، ولجهود الرئيس في تسوية الأزمات الإقليمية.
وذكر المتحدث الرسمي أن الاتصال تناول كذلك سبل تعزيز العلاقات الثنائية، حيث تم التأكيد على أهمية تكثيف التعاون لجذب المزيد من الاستثمارات الكورية إلى مصر، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وصناعة السفن والسيارات، مع التركيز على توطين هذه الصناعات داخل مصر. وتم كذلك بحث آفاق التعاون في مجال التعليم والتعليم العالي، بما في ذلك دراسة إنشاء جامعة كورية في مصر بالشراكة مع الجانب المصري.
وأشار الرئيس الكوري إلى أن مصر تُعد أول دولة تستضيف مركزًا ثقافيًا كوريًا، موضحًا في هذا الإطار أنه سوف يتم افتتاح مركزين ثقافيين جديدين بالقاهرة لنشر الثقافة الكورية.
افتتاح المتحف المصري الكبير
وفي السياق ذاته، وجه الرئيس الكوري التهنئة للرئيس على قرب افتتاح المتحف المصري الكبير، كما تبادل الرئيسان التهاني بمناسبة تأهل المنتخب الوطني لكل من البلدين إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم المقرر إقامتها عام ٢٠٢٦.
وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية دور القارة الإفريقية في مواجهة الاستقطاب الدولي الذي أضعف قدرة المؤسسات متعددة الأطراف على أداء دورها.
وقال الرئيس السيسي في كلمة مسجلة خلال الجلسة الافتتاحية بمنتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة في مدينة أسوان اليوم إن إفريقيا بما تزخر به من موارد ومقومات وثروة بشرية هائلة لديها فرصة أن تكون في طليعة المشاركين لاستعادة النظام العالمي وتعزيز دور المنظمات الدولية رغم التحديات.
وأضاف أننا نشهد حاليا عجزا وإخفاقا من المجتمع الدولي في مواجهة أزمات إنسانية كبرى.
كما أكد الرئيس السيسي أهمية إعادة الإعمار والتنمية بعد توقف النزاعات وتفعيل سياسات الاتحاد الإفريقي لتحقيق السلام والتنمية المستدامة.
وأشار الرئيس السيسي إلى أن إفريقيا تقف في صدارة المتأثرين من الظروف الدولية الراهنة بما يسهم في تأجيج العنف وزيادة التحديات التنموية.
كما أشار أيضا إلى أهمية انعقاد منتدى أسوان هذا العام لا سيما أن إفريقيا في قلب ما يشهده العالم من اختبارات عسيرة.
وأوضح الرئيس السيسي أن منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدام نجح منذ انطلاقه عام 2019 في ترسيخ مكانته كمنصة إفريقية فريدة لمناقشة التحديات وصياغة رؤى مشتركة تدعم السلام والتنمية المستدامة في القارة.
كما تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اتصالًا هاتفيًا من أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن رئيس الوزراء الماليزي استهل الاتصال بتقديم التهنئة للرئيس على الجهود الحثيثة التي بذلتها القيادة المصرية والأجهزة المعنية للتوصل إلى اتفاق وقف الحرب في قطاع غزة، مشيرًا إلى اعتزاز ماليزيا بهذا الإنجاز التاريخي، وإلى النجاح الباهر الذي حققته مصر في تنظيم واستضافة قمة شرم الشيخ للسلام، ومؤكدًا دعم بلاده الكامل للمساعي المصرية الرامية إلى إنهاء الحرب.
وأوضح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن الرئيس استعرض خلال الاتصال نتائج قمة شرم الشيخ للسلام، والجهود المصرية المكثفة، بالتنسيق مع الوسطاء، لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وفي هذا السياق، ثمّن الرئيس المواقف الماليزية الثابتة والداعمة للقضية الفلسطينية، مؤكدًا تطابق الرؤى بين البلدين بشأن أهمية البناء على التطورات الراهنة لإطلاق مسار سياسي جاد يفضي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وفقًا للمرجعيات الدولية ذات الصلة، وبما يضمن للشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير، باعتباره مدخلًا أساسيًا لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.
كما أشار المتحدث الرسمي إلى أن الرئيس أكد خلال الاتصال اعتزام مصر استضافة المؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، معربًا عن تطلعه إلى مواصلة التنسيق والتعاون مع الجانب الماليزي في هذا الإطار. من جانبه، رحّب رئيس الوزراء الماليزي بهذه المبادرة، معلنًا اعتزام بلاده المشاركة في المؤتمر والانخراط في جهود إعادة إعمار القطاع، كما أعرب عن رغبة ماليزيا في تقديم مساعدات إنسانية لأهالي غزة، بالتنسيق الكامل مع مصر.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الاتصال تناول أيضًا تطورات العلاقات الثنائية بين مصر وماليزيا، وسبل دفعها نحو آفاق أرحب في مختلف المجالات.
وقد أعرب الرئيس عن تقديره للزيارة التي أجراها رئيس الوزراء الماليزي إلى مصر في نوفمبر ٢٠٢٤، مشيدًا بما أحدثته من نقلة نوعية في مسار التعاون بين البلدين، ومؤكدًا أهمية مواصلة العمل على تنفيذ مخرجات تلك الزيارة.
وتم التأكيد خلال الاتصال على ضرورة تعزيز التنسيق المشترك، بما يسهم في ترسيخ العلاقات السياسية والتجارية والاقتصادية، ويفتح المجال أمام توسيع الشراكات في مجالات ريادة الأعمال، والصناعة، والطاقة، والسياحة، والتصنيع الدوائي، إلى جانب دعم الروابط بين القطاع الخاص في البلدين.









0 تعليق