«ديمية السباع».. حين تتحدث حجارة الفيوم بلغة الإغريق والرومان

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على بعد نحو ثلاثة كيلومترات شمال شاطئ بحيرة قارون، تقع منطقة ديمية السباع، إحدى أهم المواقع الأثرية بمحافظة الفيوم، والتي كانت تعرف في العصور القديمة باسم «سكنوبايونيسوس»؛ أي مدينة الإله ديونيسوس.

تعود أصول المدينة إلى العصرين اليوناني والروماني، حيث كانت في ذلك الوقت من أبرز المراكز التجارية والثقافية في وادي الفيوم.

بوابة القوافل إلى الصحراء

كانت ديمية السباع قديمًا نقطة انطلاق القوافل التجارية المتجهة نحو الجنوب وواحات الصحراء الغربية؛ ما جعلها محطة استراتيجية على طرق التجارة القديمة.

ومن خلال موقعها المتميز قرب بحيرة قارون، لعبت المدينة دورًا مهمًا في ربط دلتا النيل بعمق الصحراء، وشهدت حركة نشطة للتجار والمسافرين والجنود عبر العصور.

معبدان من الحجر وشاهدان على حضارة

وتضم المنطقة آثار معبدين صغيرين من الحجر، أحدهما اكتشفته البعثة الأثرية الإيطالية مؤخرًا خلال أعمالها بالمنطقة، وهما يمثلان نموذجًا فريدًا لفن العمارة الدينية في تلك الحقبة.

وتكشف جدران المعابد والنقوش الباقية عن ملامح الحياة الدينية والطقوس القديمة التي مارسها سكان المدينة قبل آلاف السنين.

طريق الأسود الحجري

يمتد في قلب المنطقة طريق أثري بطول نحو 400 متر كان يؤدي مباشرة إلى شاطئ بحيرة قارون، وتزين جانبيه تماثيل الأسود الحجرية التي كانت ترمز إلى القوة والحماية، ومنها اشتُق اسم المدينة الحالي «ديمية السباع» أو «قرية الأسود».

ويُعد هذا الطريق من أهم الشواهد الأثرية التي تكشف عن عبقرية التصميم والرمزية في الفن المصري القديم خلال العصر اليوناني الروماني.

ترميم وصون التراث

منذ عدة سنوات، تعمل البعثة الإيطالية العاملة بالمنطقة على تنفيذ مشروع متكامل لترميم الأسوار الطوبية العالية التي تحيط بمنطقة المعابد، في محاولة لحمايتها من عوامل التآكل والزمن والحفاظ على ما تبقى من ملامح المدينة القديمة.

ويأتي هذا المشروع ضمن التعاون الأثري بين وزارة السياحة والآثار المصرية والبعثات الأجنبية التي تولي الفيوم اهتمامًا خاصًا نظرًا لغناها بالمواقع الأثرية الفريدة. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق