التوتر وتأثيره على تساقط الشعر.. نصائح في موسم الخريف

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يُعد تساقط الشعر من أبرز المشكلات التي تواجه النساء في موسم الخريف، حين تبدأ خصلات الشعر بالتساقط بمعدل يفوق المعتاد، مسببة حالة من القلق وعدم الارتياح، ومع أنّ تغيّر الطقس وانخفاض درجات الحرارة يلعبان دورًا طبيعيًا في هذه الظاهرة الموسمية، إلا أن الأطباء يؤكدون أن التوتر النفسي يمثل عاملًا حاسمًا في تفاقمها. 

وقد أظهرت دراسة حديثة صادرة عن الكلية الأمريكية للأمراض الجلدية (AADA)، أن الضغوط المزمنة تُحفّز إفراز هرمون الكورتيزول في الجسم، ما يؤدي إلى اضطراب دورة نمو الشعر وتساقطه بشكل ملحوظ، خاصة لدى النساء اللواتي يتعرضن للإجهاد لفترات طويلة.

كيف يؤثر التوتر على دورة نمو الشعر؟

يؤثر التوتر في بصيلات الشعر تأثيرًا مباشرًا، إذ يُضعف تدفق الدم إلى فروة الرأس ويغيّر آلية عمل الخلايا المسؤولة عن النمو، فعندما يتعرض الجسم للضغط النفسي، يفرز هرمون الكورتيزول بنسبة مرتفعة، فيدخل الشعر مرحلة "الراحة" مبكرًا قبل أن يكتمل نموه الطبيعي، ويعرف الأطباء هذه الحالة باسم تساقط الشعر الكربي (Telogen Effluvium)، وهي حالة شائعة تصيب النساء بعد فترات من التوتر أو الصدمات النفسية.

وتظهر أعراض هذه الحالة عادة بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر من الحدث المسبب للتوتر، فيلاحظ الشخص تساقط كميات كبيرة من الشعر أثناء التمشيط أو الغسيل، ويؤكد الأطباء أن هذه الحالة قابلة للعلاج متى ما استعاد الجسم توازنه النفسي والهرموني، إذ تبدأ البصيلات في إنتاج شعر جديد بعد زوال سبب التوتر.

 

دراسة.. المرأة الأكثر تأثرًا بتساقط الشعر

أثبتت الدراسات أن النساء أكثر عرضة لتساقط الشعر الناتج عن التوتر مقارنة بالرجال، لأن التغيرات الهرمونية في أجسادهن تزيد حساسية بصيلات الشعر للإجهاد، لأن الشعر يعكس الحالة الداخلية للجسم، فكل اضطراب نفسي يظهر سريعًا على فروة الرأس”، موضحة أن فترات الحزن أو القلق الطويلة قد تسبب ضعفًا عامًا في نمو الشعر وتراجعًا في كثافته، كما لاحظت العيادات المتخصصة ارتفاعًا في حالات تساقط الشعر بعد فترات الامتحانات أو العمل المكثف، ما يؤكد العلاقة الوثيقة بين التوتر والإجهاد الجسدي من جهة، وصحة الشعر من جهة أخرى.

ويؤكد الخبراء أن بعض الممارسات اليومية تزيد حدة التساقط، مثل الإفراط في استخدام مجففات الشعر، أو تطبيق الصبغات الكيميائية، أو شدّ الشعر في تسريحات ضيقة لفترات طويلة، وتجهد هذه العادات البصيلات وتضعفها، مما يجعلها أكثر حساسية لأي اضطراب نفسي، فيما ينصح الأطباء النساء بعدم اللجوء إلى حلول تجميلية سريعة لإخفاء المشكلة، لأن ذلك غالبًا ما يزيدها سوءًا.

كما تُحذر المختصات في العناية بالشعر من الإفراط في غسل الشعر أو استخدام شامبوهات تحتوي على مواد كبريتية قوية، لأنها تُضعف الطبقة الدهنية الطبيعية التي تحمي فروة الرأس وتغذي الشعر، وينصح الأطباء النساء بتبنّي نمط حياة متوازن يجمع بين العناية الجسدية والنفسية معًا، كما ينبغي الحفاظ على نظام غذائي غني بالبروتينات والحديد والزنك، لأن هذه العناصر تساعد على بناء الكيراتين، وهو المكوّن الأساسي للشعرة.


وتوصي الدراسات الحديثة بممارسة التأمل أو اليوغا لمدة عشر دقائق يوميًا لتقليل مستوى الكورتيزول في الدم، وأظهرت أبحاث جامعة هارفارد عام 2023 أن تقنيات التنفس العميق تقلّل هرمون التوتر بنسبة تصل إلى 25% خلال أسابيع قليلة، وهو ما ينعكس إيجابًا على نمو الشعر وكثافته.

كما يشدد المختصون على أهمية النوم الجيد وشرب كميات كافية من الماء، لأن الجفاف وقلة النوم يضعفان فروة الرأس ويقللان من تجدد الخلايا، ويُنصح باختيار منتجات تحتوي على مكوّنات طبيعية مهدئة مثل البابونج أو اللافندر أو زيت الأرجان، فهذه المواد تساعد فروة الرأس على الاسترخاء وتغذي البصيلات بعمق.

 

فيما بدأت شركات العناية بالشعر تستجيب للتوجه العلمي الجديد الذي يربط بين الصحة النفسية وجمال الشعر، فطرحت منتجات تجمع بين الزيوت الطبيعية والعناصر المهدئة، وركّزت على شعار “الجمال يبدأ من الداخل”، كما بدأت مراكز التجميل تقدم جلسات تدليك لفروة الرأس مصحوبة بعلاج عطري لخفض التوتر وتحفيز الدورة الدموية، ويؤكد الخبراء أن الشعر يستجيب بسرعة لأي تغيير في نمط الحياة، فعندما تهدأ النفس، تهدأ فروة الرأس بدورها، وتستعيد البصيلات نشاطها الطبيعي.

أخبار ذات صلة

0 تعليق