افتُتح اليوم الثالث من أعمال المجلس العام السابع والعشرين لاتحاد الكنائس المُصلحة في العالم (WCRC) تحت شعار “الثبات في تعزيز الشركة العادلة”، ليكون يومًا للتأمل والوحدة ومواجهة التحديات بروح الإيمان والمسؤولية.
وخلال الجلسة العامة، دعا قادة الشركة أعضاءها إلى الثبات في الإيمان والتضامن وسط حالة من اللايقين العالمي، مؤكدين أن الكنيسة المُصلحة مدعوة لتكون شركة للأمل في مواجهة الأزمات المتلاحقة.
150 عامًا من الشركة والمسيرة المشتركة
وفي كلمتها أمام المشاركين، أوضحت الدكتورة القسيسة نجلا قصاب، رئيسة اتحاد الكنائس المُصلحة، أن عام 2025 يمثل الذكرى الـ150 لتأسيس الشركة التي بدأت عام 1875 باسم تحالف الكنائس المُصلحة في العالم، مشيرة إلى أن المنظمة التي تضم اليوم أكثر من 230 كنيسة في أكثر من 100 دولة ما زالت تتطور في عالم سريع التغير.
وقالت قصاب: “نعيش لحظة تاريخية بينما يواجه العالم تحديات كبرى، من أزمة المناخ وشحّ المياه إلى التحولات الجيوسياسية وصعود الشعبوية، وصولاً إلى التطورات التكنولوجية السريعة مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي، بما تحمله من فرص ومخاطر”.
وأضافت أن الفقراء والبسطاء يدفعون الثمن الأكبر لهذه التحولات، مؤكدة أن دعوة الكنيسة تبقى ثابتة: “نحن مدعوون لأن نكون شركة أمل، نحمل بشارة الرجاء، ونسير مع كل من يعاني نحو غدٍ أفضل”.
نيومي: الثبات في الشهادة وسط الانقسام والتحديات
من جانبه، تحدث الأمين العام الدكتور القس سيتري نيومي عن تاريخ الشركة وتحدياتها الراهنة، مشيرًا إلى أن بعض الكنائس الأعضاء تواجه تراجعًا في الحضور بسبب العلمنة، بينما تواجه أخرى لاهوتًا مضللاً أو نزاعات داخلية تهدد هويتها ووحدتها.
وقال نيومي: “كيف يمكننا الثبات في شهادتنا في مثل هذا الزمن؟”، قبل أن يعلن عن ثلاث مبادرات عملية لتعزيز التواصل والشراكة بين الكنائس الأعضاء:
زيارات الكنائس الأعضاء (2026): حيث سيزور أعضاء اللجنة التنفيذية الجديدة جميع الكنائس الأعضاء خلال النصف الأول من عام 2026 بالتعاون مع المجالس الإقليمية.
حملة العشرة يورو: دعوة كل كنيسة عضو لتشجيع ألف عضو على التبرع بـ10 يورو أو 10 دولارات سنويًا أو شهريًا لدعم رسالة الشركة.
صندوق شراكة الكنائس المُصلحة: إعادة تأسيس صندوق لدعم مشروعات الجنوب العالمي والمساعدات الإنسانية والإغاثة في الأزمات.
وأكد “نيومي” علي أن هذه المبادرات ستساعدنا على تجسيد دعوتنا كشركة تسعى إلى العدالة والتضامن والرسالة المشتركة».
الوقوف ضد العنف ودعم قيادة المرأة
وخلال الجلسة، جدد المندوبون والزائرون دعمهم لمبادرة “الخميس بالأسود”، وهي حركة عالمية لمناهضة الاغتصاب والعنف والتمييز القائم على النوع الاجتماعي.
وأكدت قصاب أن العدالة الجندرية جزء لا يتجزأ من هوية الكنيسة، مضيفة بان قيادة النساء ليست خيارًا إضافيًا، بل ضرورة لسلامة الكنيسة ومصداقيتها.
أصوات النساء والشباب: المثابرة من أجل المساواة والراحة النفسية
كما شاركت وفود النساء والشباب في تقديم رسائل مؤثرة حول المثابرة والمساواة والصحة النفسية.
ففي بيان بعنوان «اثبتي في شهادتك: صوتها... شهادتنا»، أعلنت اللجنة النسائية: «سنثابر، لا لأننا نُسمح، بل لأننا مدعوّات».
أما رسالة الشباب فركّزت على أهمية الراحة والتأمل، محذّرة من تمجيد الإرهاق وضغط العمل في الحياة الكنسية، ودعت القادة إلى خلق مساحات للراحة والسبت المقدس داخل الحياة التعبدية.
وشدّد الشباب أيضًا على أهمية الفرح في الحياة الروحية، مؤكدين أن الغناء والرقص والضحك جزء من الإيمان الحي.
نظرة إلى المستقبل
وفي ختام اليوم، جدّد نيومي التأكيد على التزام الشركة برسالتها التاريخية، قائلاً: سنسير دائمًا وفق دعوة الله لنثبت في شهادتنا. الطريق أمامنا ليس سهلاً، لكننا ننظر إلى يسوع، رائد إيماننا ومكمّله.
واختُتم المجلس العام بروح جديدة من الالتزام بالرؤية التي تجمع الكنائس المُصلحة حول العالم: الشهادة للإيمان والعدالة والرجاء.
0 تعليق