قال الدكتور القس خضر اليتيم، مدير وحدة الخدمات والعدالة بالكنيسة الإنجيلية اللوثرية في أمريكا، أن ما يشهده العالم من تطورات في ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي “يُعيد إلى الواجهة الحاجة إلى سلامٍ حقيقي يقوم على العدالة والمساواة، لا على المسكنات المؤقتة أو الهدن الشكلية”.
واضاف “اليتيم” أن العدالة لا تتحقق بالصمت، ولا يمكن أن يُبنى السلام على حساب الكرامة الإنسانية، مشددًا على أن أي اتفاقات سياسية لن تصمد ما لم تُعالج جذور الظلم التاريخي الذي يعانيه الشعب الفلسطيني منذ عقود.
دعوات لإعادة إعمار غزة وإنهاء الاحتلال
وأشار القس اليتيم إلى أن إعادة إعمار قطاع غزة يجب أن تبدأ فورًا بعد الكارثة الإنسانية والمآسي التي عاشها المدنيون هناك، مؤكدًا أن “إعادة الإعمار خطوة ضرورية لكنها لا تكفي ما لم تُقترن بخطوات حقيقية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ورفع الحصار المستمر”.
وأضاف: “الجرح الفلسطيني أعمق من أن يُعالج بالمساعدات المؤقتة. ما تحتاجه غزة هو عدالة تُنصف الإنسان، وتعيد له حقه في الحياة والحرية”.
انتقاد لخطاب ترامب وتجاهله لفلسطين
وانتقد القس خضر اليتيم خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال زيارته الأخيرة إلى إسرائيل، مشيرًا إلى أنه “لم يأتِ على ذكر كلمة فلسطين في حديثه، ما يعكس تجاهلًا واضحًا لحقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة”.
وأوضح أن “حتى أعضاء الكنيست من أصول فلسطينية الذين حاولوا لفت الانتباه إلى هذه القضية تم إخراجهم من القاعة، في مشهد يعكس تغييب الصوت الفلسطيني حتى داخل إسرائيل نفسها”.
تزامن رمزي مع يوم الشعوب الأصلية
ولفت القس اليتيم إلى أن هذا اليوم تزامن مع الاحتفال بيوم الشعوب الأصلية، وهو يوم عالمي يكرّم صمود الشعوب المرتبطة بأرضها وتاريخها رغم محاولات التهجير والطمس.
وأضاف: “النضال الفلسطيني ليس قضية معزولة، بل يتقاطع مع نضالات شعوبٍ كثيرة حول العالم واجهت الاستعمار والاقتلاع، ورفضت أن تُمحى من الذاكرة”.
سلام عادل لا يقوم إلا على المساواة
وختم الدكتور القس خضر اليتيم بالقول:لإنهاء دوامة العنف والمعاناة، لا نحتاج إلى هدنٍ مؤقتة أو مبادرات رمزية، بل إلى سلامٍ دائم يقوم على العدالة والمساواة. أمن إسرائيل لا يمكن أن يتحقق دون سلامٍ حقيقي وعادل للفلسطينيين، أؤمن أن اليوم سيأتي اليوم الذي تنهمر فيه العدالة كالمياه، ويسود السلام كالنهر الجاري.
0 تعليق