تحولت الموسيقى المستقلة من الهواة إلى صوت الشارع المصري، من خلال عدة مراحل، فبدأت بظهور فرق مستقلة في "الجراجات" بأسلوبها التجريبي، ثم اكتسبت شعبية من خلال الإنترنت والتجمعات غير الرسمية، لتصبح في النهاية "موسيقى الشارع" (أو المهرجانات في صيغتها المصرية)،و التي تمزج بين الإيقاعات المحلية والكلمات العامية وتصل إلى جمهور واسع، كما أنها تعكس الواقع اليومي للمصريين، وهو ما جعلها قادرة على المنافسة والانتشار بجانب الموسيقى الشعبية التقليدية.
مراحل التحول
البداية من الجراجات والفرق الصغيرة
بدأت الموسيقى المستقلة كظاهرة في الأماكن الصغيرة ومنها "الجراجات" والنوادي، فإجتمع الشباب لتجريب أساليب جديدة في الموسيقى.
واعتمدت هذه الفرق على الهواية والجهود الذاتية لإنتاج موسيقى مختلفة عن التيار السائد،الانتشار عبر الإنترنت والفعاليات غير الرسمية.
واستفادت فرق الموسيقى المستقلة من الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي للوصول إلى جمهور أوسع خارج نطاق "الجراجات".
ساهمت الحفلات والفعاليات المستقلة في زيادة شعبية هذه الموسيقى، مما جذب جمهورها الجديد.
التحول إلى "صوت الشارع المصري"
ظهرت موسيقى "المهرجانات" كشكل مصري حديث للموسيقى المستقلة التي تعكس الواقع اليومي واللغة العامية المصرية.
وتمتزج هذه الموسيقى بأنواع مختلفة، مثل الراب والموسيقى الشعبية العربية والغربية، وتغنى بالكلمات البسيطة والعفوية التي تلامس الجمهور.
الشعبية والانتشار الواسع
ساهمت قدرة موسيقى المهرجانات على التعبير عن قضايا الحياة اليومية بأسلوب عفوي في شعبيتها الكبيرة.
أصبحت هذه الموسيقى تمثل صوتًا حقيقيًا للشريحة الواسعة من الشباب المصري، وتنافست بقوة مع الأشكال الموسيقية التقليدية أو الشعبية.
والانقسام الحاد في الشارع.
وفي عام 2013 من نجح في ذلك التغيير كان فريق "كايروكي"، الذي بدأ يقدم لونا مختلفا، فتعاون مع عبد الباسط حمودة في "غريب في بلاد غريبة"، ثم طارق الشيخ في "الكيف"، وهو ما شكل فارقا في انتشار الفرقة.
في هذا الوقت كان النمط الموسيقي في طريقه إلى الانقراض في العالم، علماً أن أول من أرسى هذا التعاون بين الفرق المستقلة ،والمغنين الشعبيين كانت فرقة "افتكاسات"، حين قدمت مع حجازي متقال أغنية "فدادين" في ألبوم "دندشة". لكن الأغنية لم تنتشر كحال أغاني كايروكي.
وخلال عامي 2015 و2016، كانت الموسيقى المستقلة تعيد تشكيل هويتها وتحاول البقاء على الساحة، عرفت ثلاث فرق ذروة نجاحها وانتشارها "كايروكي"، و"مسار إجباري"، و"شارموفرز"،وقد نجحت الأخيرة في إثبات وجودها الموسيقي بصوت مختلف عن كل الفرق التي سبقتها في مصر، ويمكن مقارنتها بشكل أو بآخر بتجربة الراحل طلعت زين.
فبدأت الترويج لـ"إرثها" على ساحة الموسيقى البديلة، من خلال إحياء حفلات بمناسبة مرور 10 أو حتى 15 سنة على تأسيسها، وساهمت هذه الدعاية بشكل كبير بنجاح حفلاتها بشكل كبير، سواء في ساقية الصاوي أو في أماكن أخرى مثل "كايرو فيستيفال سيتي".
ثم جاءت حفلة فرقة "مشروع ليلى" اللبنانية، حين رفعت أعلام قوس قزح، ليبدأ الإطباق التدريجي على الحفلات الكبرى في مصر، ويبدأ عصر آخر من عصور التضييق على الموسيقى المستقلة.
الموسيقى المستقلة في مصر: حكايات البداية والنهاية
اضطر الفنانون مجداً إلى إيجاد مخرج لهم، عقب تحول موضوع تنظيم حفلة كبيرة، أو إنتاج ألبوم وبيع سيديهات مهمة، شبه مستحيل. انتقلت اللعبة بشكل تام إلى الفضاء الافتراضي، وبات معيار النجاح هو عداد المشاهدات على "يوتيوب"،وبناء على هذا المعيار، عادت شركات الاتصالات لتختار نجومها في مواسم الإعلانات المختلفة.
وعدد المشاهدات هذا، هو الذي فتح المجال أمام ظهور أنواع موسيقية ونجوم أغنية جدد. سطع نجم مغني المهرجانات، ثم الراب والتراب.
واصبحت أسهمهم الشعبية ترتفع، خصوصاً أن إنتاج هذا النوع من الموسيقى غير مكلف إنتاجيا فبدل مساحات العرض الكبيرة، ووجود أربعة أو خمسة أفراد يؤلفون فرقة، لا يحتاج مغني المهرجانات أو التراب سوى إلى لابتوب وميكروفون وصوته.
فتلكزالأنماط الموسيقية هذه تستخدم الأوتوتيون، بشكل رئيسي، وبني عليه هذا النوع الموسيقي. كما أن الإيقاعات المستخدمة هي عبارة عن نماذج مسجلة مسبقا وموجودة داخل مكتبات برامج تحرير الصوت.
0 تعليق