عرف الكاتب الحائز على جائزة نوبل، عبد الرزاق جرنة، بتصويره لحياة سكان شرق أفريقيا وآثار الحكم الاستعماري وتبدأ روايته الحادية عشرة والأحدث من جهة الإصدار "السرقة"، في زنجبار في أعماق أفريقيا كما هو شأن رواياته وتدور أحداثها في أعقاب الاستقلال، وتمتد على مدى نصف قرن، موثقةً حياة كريم وفوزية وبدر حيث نتعرف على كيف كانت الأم، رايا، تعامل كريم الصغير كشخص ثانوي، حيث طلقت زوجها الأكبر منها سنًا بكثير وتركته وراءها لتبدأ حياة جديدة.
يلتقي الأم وابنها بعد سنوات في دار السلام، تنزانيا، حيث تزوجت رايا من صيدلي يُدعى الحاج ويكبر كريم ليصبح شابا وسيمًا وذكيًا ومتغطرسًا بعض الشيء، ويحصل على منحة دراسية للدراسة في المدينة، وهناك يلتقي بفوزية، التي تتدرب لتصبح معلمة، وتطمح إلى تجنب مصير الفتيات الأخريات اللواتي يُعرضن للاغتصاب وتتزوج هي وكريم، ويفتحان منزلهما لبدر، وهو خادم سابق لدى رايا وحاجي، تخلى عنه والداه في طفولته.
يؤدي الممثل آشلي زانغازا دور الراوي في هذه الدراما الحميمة التي تتناول حياة متشابكة، حيث يتنقل أداؤه ببراعة بين الأصوات المتناقضة والحياة الداخلية للشخصيات الرئيسية وتُفجّر قنبلة في خضم حياتهم على هيئة مدير منظمة غير حكومية إنجليزي يلفت انتباه كريم، مما يؤدي إلى خاتمة درامية وعلى الرغم من أننا عيوب الشخصيات الرئيسية وخصائصها الفريدة، إلا أن رواية "السرقة" تُبرز كيف تؤثر أحداث أوسع، ماضية وحاضرة، على حياتهم جميعًا.














0 تعليق